لماذا رئيس وزراء جديد , وليس رئيس جمهورية جديد ؟

بعد اشتعال الأزمة السورية الحاد في أوائل العام الماضي , كلف رئيس الجمهورية السيد عادل سفر بتشكيل حكومة جديدة , وضرورة الحكومة الجديدة أتت من مايمكن أن يقال عنه عدم مقدرة الحكومة التي سبقت على حل مشاكل البلاد , والا لازوم للحكومة الجديد , وقد بقيت هذه الحكومة مايقارب سنة من الزمن , والآن ستأتي حكومة جديدة أيضا , والسبب يجب أن يكون فشل الحكومة السابقة في حل مشاكل البلاد  , والا لالزوم لهذه الحكومة الجديدة اطلاقا , وهكذا تتوالى الحكومات , على أمل أن تفلح الجديدة في حل المشاكل التي لم تحلها سابقتها , والسؤال هو هل يمكن لأي حكومة حل مشاكل دولة لاتحكمها , الحكومة لاتحكم البلاد , وحاكمها هو الأسد شخصيا , لذا فانه من غير المنطقي تغيير شيئ لاعلاقة له بمسببات الاشكالية , ولا علاقة له بحل هذه الاشكالية .
عودة الى الماضي القريب , ولا اريد التوغل عميقا في الماضي البعيد وشجونه , فقد كان الرئيس في أوائل عام 2011 مرشحا لأن يكون حلا للمشكلة , أخطأ وخسر الكثير من الأوراق الرابحة , وتحول بعد ذلك الى جزء من المشكلة , أخطأ وخسر الكثير من الأوراق الرابحة و وبذلك تحول الى كامل المسشكلة ..أي ان المشكلة أصبحت الرئيس , ولا علاقة للمشسكلة بعادل سفر أو رياض حجاب , كما لاعلاقة لحل المشكلة بعادل سفر أو رياض حجاب , من يحل المشلكلة نظريا هو الرئيس , وعمليا , وبعد أن أصبح شخصه المشكلة , لايمكن له حلها , الا بالتعامل مع منصبه , كالتعامل مع منصب رئيس مجلس الوزراء , لماذا رئيس جديد للمجلس وليس رئيس جديد للجمهورية , وذلك لأن رئيس الجمهورية هو المسؤول عملياعن الفشل وهو الذي لايستطيع النجاح , ذلك لأن رئيس الجمهورية السورية هو الرئيس لكل شيئ في هذه الجمهورية , والوزراء ورئيسهم ليسوا الا موظفين اداريين يعملون حسب ارادة الرئيس المباشرة , ولا حول لهم ولا قوة .
ماذا سيحدث عند عدم التمكن من حل الأزمة , وهذا مايمكن توقعه ؟, سيأتي الرئيس ويكلف شخصا آخر بتشكيل الحكومة , وستبقى الأزمة وتتطور وتتفاقم ,فالحكومة لاتحكم عمليا وانما تنفذ لا مايريده الرئيس , وارادة الرئيس هي التي قادت البلاد الى بلاء الحرب الأهلية .
طبعا سيستهجن أزلام الرئيس السؤال ,لماذا ليس رئيس جديد للجمهورية ؟؟ ذلك لأنهم يعتقدون ان امتيازاتهم مرتبطة بوجود الرئيس , وهم يتمنون لو بقي الى الأبد , ويقولون ذلك صراحة ..الأسد الى الأبد ! ثم يهددون ..الأسد أن نحرق البلد , وأخيرا يمارسون نوع من الحرب النفسية والدعوة الى الاستسلام لمشيئتهم بالقول ..الأسد أو لا أحد , أي الأسد أو نهاية الجمهورية, التي لاتتطلب بعد نهايتها رئيسا , انها نهاية التاريخ حسب ظنهم .
أظن ان الأزلام ليسوا على صواب , والمستقبل القريب سيبرهن لهم , على أنه لا أبدية لأحد , وسيبرهن لهم أيضا على أن حرق البلد بعد نهاية الأسد ليس بالأمر السهل , على الرغم من ضخامة الخراب هذه الأيام , كما أنه سيبرهن لهم على انه يوجد الملايين من ابناء الشعب السوري القادرين على القيام بأعباء رئاسة الجمهورية , ونظرية الأسد أو لا أحد غير صائبة تماما , ونهاية حكم الأسد ليست رديفا لنهاية التاريخ .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *