الفلسفة بين الوطنية والخيانة ..تشبيح !!!

لست هنا في  محاولة للدفاع عن جمال سليمان  , اذ لاحاجة للدفاع  عن أحد  تجاه التشبيح , التشبيح  بحد ذاته ادانة , والتشبيح  لايفاكر ولا يقدم الحجج والبراهين , التشبيح  يرهب  ويقتل ويشوه ويكذب  ويدجل  ,  ورد فينكس على الفنان جمال سليمان  ينطوي تحت قائمة  ثقافة التشبيح , لماذا ؟
التشبيح يبدأ فس السطر الأول  من الرد ويستمر حتى الأخير , والسطر الأول  هو سطر الكذب , حيث قيل  , انه” ليس من عادة  فينكس استخدام الرد الشخصي  أيا ممن يتنطح لحمل احدى رايات الديمقراطية و الحرية أو أية راية مما يباع حاليا في سوق الديمقراطية و النخاسة الأمريكية غب الطلب “ولبرهنة الكذب  يكفي تصفح فينكس  وقراءة مقالات التشهير بأي من المعارضين , ولنذكر كلمة  أدمن فينكس على استخدامها حول النساء  , وهذه الكلمة هي كلمة  “عاهرة ” , فمي  سكاف عاهرة , وسهير الاتاسي  عاهرة ونص , ورولا ابراهيم أيضا عاهرة , وأكبر العاهرات كانت روزا ياسين حسن  , حيث رشحها  أبي حسن لتكون وزيرة “السكس” في الوزارة الجديد , أما العهر فقد ألم أيضا بسمر يزبك وفدوى سليمان  ورشا عمران , ومن الملاحظ على أن معظم العاهرات   الذين صدر بحقهم حكم اللتشهير هم من الطائفة العلوية ,  ذلك لأن  فينكس  لايستطيع تصور انسان علوي  ومعارض للنظام , وبذلك يأخذ فينكيس النظام كقدوة .الويل ثم الويل  لعلوي معارض .. ان لم  يقطع لسانه  ويعدم  كالشاعر حسن الخير , عليه البقاء في السجن الى ماشاء الله .. نزار نيوف خرج من السجن كسيحا  وعن عارف دليلة  فلا لزوم التحدث ,  وطالب كامل ابراهيم  قضى ثماني سنوات   والكثير غيرهم .  وعن غيرهم من  الرجال  فالحديث  طويل ,  ففينكس  لايعترف الا بوجود العصابات المسلحة , التي يقودها  حسن عبد العظيم ولؤي حسن وياسين الحاج صالح وأخيرا ميشيل كيلو , الذي دعاه فينكس ليدخل منظمة الاخوان المسلمين ,  وصوره هذه الأيام بصورة شيخ وهابي ..كل هذا دليل على  عدم عصامية فينكس , وعلى ممارسته لثقافة ماتحت الزنار  , لأن ذلك حقيقة من عاداته وتقاليده  . لقد أخرج الفنان جمال سليمان  فينكس عن الصمت  لأن اسلوب الفنان سليمان , كما يدعي فينكس ,  لايمت الى الرقي بصلة !!, أو لأن الفنان قليل الأدب  , وحصر تصنيف  الفنان اما في  خانة  اللارقي, أو في خانة قليلي الأدب ,واذا لم يكن ذلك تشبيح , فماذا اذن ؟؟؟, هل هذا رقي ؟ هل هذا تهذيب ؟هذا هو تشبيح بامتياز .
هذا عن التهجم الشخصي على الفنان وغيره من المواطنين , اما  النقطة الموضوعية  فتتعلق  بنظرة الفنان الى خاصة من خواص الشعب السوري , اذ يقول على أن الشعب هو الذي يدفع القائد الى اتخاذ مواقف مختلفة ..وطنية مثلا , وفينكس يريد أن يكون لعائلة الأسد  الباع الرئيسي  في تنمية  الروح والوجدان القومي عند الشعب السوري , حيث  يهزأ فينكس من الفنان  الذي “يدعي “الثقافة  ويطرح سؤال “هل تجد أننا نتساوى مع غيرنا  في قوة الوجدان القومي و الروح القومية ,التي لولاها لأصبحت سوريا أجزاء يتناتشها أمثالك من المدعين بالرغم من أنني كنت أمقت دروس القومية و ما شابهها الا أنني اليوم أعرف تمام المعرفة أهميتها , فالشعور القومي ليس مجرد احساس , انه ثقافة نتربي عليها , و من دون وجود خط قومي يشرف عليه قائد “ما” لا وجود للاحساس القومي الذي قد يتحول الى مجرد غريزة”.

هنا تكلم الجهل , وانتحر العقل  , فحب الأوطان  أمر يتعلق  باجتماعية الانسان ,والانسان  غريزيا  اجتماعي  , لذا فان حب الأوطان أمر غريزي غير مباشر   , وكره الأوطان  والتنكر لاجتماعية الانسان  هو أمر مكتسب , ومن ينظر بكسب الى تطور المجتمع السوري في نصف القرن الأخير  , يجد انحدارا  جليا  وكارثيا  في خاصة “المواطنة ”  , وكيف على المواطن أن يمارس المواطنة  المثالية  تحت سلطة  تعتدي  باسم الوطن على المواطن , وتغرقه في مستنقع الفساد  والديكتاتوزرية  ,وتحجب عنه الهواء  والحرية ,  وتمارس ضده القتل والتنكيل  والازدراء , ثم تغتصب اراادته  وتزورها  وتقول له لقد  أعطيت صوتك   في استفتاء الى الأسد  ليبقى الى الأبد  ,  والمواطن من اعطاء هذا الصوت براء . بسبب ذلك تردت خاصة المواطنة  ,واغتربت  السلطة عن المواطن والوطن ,  وحدث الخلل الذي أفرز حالة الثورة , التي تطورت لتأخذ صيغة الحرب الأهلية , واصبحت سوريا الآن  جثة “تتناتشها” أطراف عدة , ومن أهمها السلطة ,والسؤال الذي طرحه فينكس  غريب عجيب “هل تجد أننا نتساوى في الوجدان القومي و الروح القومية التي لولاها لأصبحت سوريا أجزاء يتناتشها أمثالك من المدعين ” نعم لاتتساوي سوريا مع غيرها  في الوجدان القومي  أو الروح القومية , انها متردية المواطنة  وأضعف من غيرها  روحا ووجدانا   , ولو تساوت  مع غيرها من الدول  لما أصبحت  الآن  أجزاء  يتناتشها  جمال سليمان  وأمثاله من المدعين !!,حقيقة لايتناتش الفنان   سوريا  , انما السلطة  الأسدية -البعثية  تتناتشها  وقد وصلت الى تدميرها ,  كما دمرت سلطة  مشابهة بعثية -حسينية العراق …هذا ليس من فضل ربي  , وانما بفضل البعث والعائلات .
ينتقل فينكس الى جدلية  الشعبية  “جماهيرية أي قائد تعتمد على صدقية سعيه” وهذا صحيح , الا أنه لامصداقية  في العائلة  اتي يروج فينكس لها  , لأن العائلة لم  توفق في تحقيق تطلعات الشعب السوري في  كل مساعيها  ,  لقد شاركت في غزو العراق  , ولم تسترد  شبرا واحدا  من الأرض المحتلة  ..ان كان في اسكندرون  , التي اعطاها الأسد  هبة للأتراك , أو في الجولان أو فلسطين , ان رفض  خطة كولن بول عام 2003  ليس الا خطوة سياسية في سياق ممارسات   عصاب الرفض والممانعة , التي تحولت الى ثرثرة .

المهم  في الجهود السياسية هي الحصيلة  أو النتيجة , والحصيلة هي صفر , لابل سلبية , لقد كانت هناك يوما ما جولان سورية , وأصبحت بجهود وزير الدفاع السوري اسرائيلية , أين هو المكسب , ,اين هو المكسب اللبناني من حرب  دمرت ثلثه , لقد انتصر نصر الله على لبنان قبل أن ينتصر على اسرائيل  , التي لاتزال تحتفظ بأجزاء من لبنان من جراء حرب 2006 , الا أن نصر الله أصبح عاملا شديد الأهمية في لبنان ..يحتل بيروت عندما يريد , الا أنه لم يحتل تل أبيب ولم يحرر القدس ,لقد اقتات سيد المقاومة سنين من أمجاد زائفة , والآن بدأ بالجوع ..لاقوت ولا قوة , الا قوت الاغتيالات .

هدفي كواطن سوري هو تحرير سوريا أولا من الفقر والمرض والتأخر والعبودية  والقتل والترويع والاستبداد والقمع , هدفي أولا  هو  خلق سوريا القوية  الديموقراطية الحرة  ,خلق الدولة السورية  المتقدمة  العادلة , التي يسيطر الشعب على مقدراتها , فالدولة ليست مزرعة أبدية لديكتاتورية أبدية  , وبعد ترتيب أمور الوطن بشكل مقبول ,  يأتي دور فلسطين , هدفي  أولا أن يكون لسوريا من القوة مايمكنها من الدفاع عن حدودها  وأرضها  وسمائها  ضد استباحة اسرائيل لها , وكم استباحت اسرائيل  حرمة  سوريا , ولا تزال ؟ ,اليس هراء التحدث  عن تحرير فلسطين  في حين  تتنزه الطائرات الاسرائيلية فوق القصر الجمهوري  , وتضرب بالقرب من دير الزور , وهنا  وهناك , المتاجرة بقضية فلسطين أصبحت “بايخة”  والدجل الذي  نلمسه  يوميا  لايطاق ..دجل مقزز للنفس , هنا لا أريد التحدث  تفصيليا عن جبهة الجولان وعن عدد  الطلقات التي اطلقت في السنين الأربعين الأخيرة باتجاه اسرائيل ..أمريعرفه  كل انسان سوري .
أين هي الغرابة في استخدام مصطلح الشبيحة , وهل الشبيحة  “مصطلح ” فقط ؟؟ الشبيحة وثقافة التشبيح تسيطر على كامل مفاصل السلطة , وهل يشك فينكس في دموية الشبيحة ؟؟ سيان ان شك فينكس أو لم يشك , فادراك المواطن السوري واضح جدا  , المواطن  يعيش تحت  وطأة الشبيحة والأشباح, انه “الادراك” الشعبي  الصادق  ولو لم تكن لهذا الادراك موجبات  لما حدث .
بشكل غير مباشر يتهم فينكس الفنان على أنه يلعب على كافة الحبال , ثم ان لونه الرمادي حقير , ولا أعرف للفنان لونا رماديا ,   والتطاول على الفنان بلغ ذروته  بالقول ,من الوقاحة بمكان اعتبار   المطالب سلمية , نعم ان المطالب  سلمية  وحضارية, وما مطلب الحرية أو الديموقراطية والعدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد الا مطالب سلمية , اما طريقة التوصل الى هذه الأهداف  , فهذا أمر  تشترك السلطة المنبوذة في تحديده  وصياغته , الوسيلة  كانت  لشهور عديدة سلمية بحتة , وتحولت الى  عسكرية جزئيا ,  والأزمات  بشكل عام تعرف الكثير من التحول من السلمية الى العسكرية وبالعكس  , والعسكرة لاتنقص من شرعية الثورة  , لأن شرعية الثورة  تأتي من لاشرعية السلطة ,  ومعظم  ثورات العالم  كانت  معسكرة , وهل جابت التظاهرات الشعبية شوارع سوريا قبل الثامن من آذار عام 1963 أو قبل الحركة التصحيحية  عام 1970 . والأبواق تتحدث بفخر كبير عن  هذه المناسبات “الثورية”  التي لم تكن الا انقلابات عسكرية  بحتة .
أخيرا يطرح فينكس على الفنان اسئلة عدة حول المؤامرة , وأعذر  الفنان جمال سليمان عن عدم تطرقه الى هذه الأسئلة ”  الطفلية” , الا أنه من الواجب القول  على أن  فينكس  لايميز  اطلاقا بين استراتيجيات العراك الدولي  , وبين المؤامرة ,  ومن المرجح  أن يكون للتشديد على نظرية المؤامرة أهداف أخرى , منها  الظهور بمظر المظلوم المخدوع  , ومنها تبرير مسبق للفشل المبرمج  ..انها المؤامرة الدنيئة ..الخ , على كل حال فان المؤامرة لا تتمثل  بتهجير بعض فئات الشعب , وليس في   رفع علم اسرائيل وليس في   مقتل مئات الضباط , وليس في  استخدام مصطلح النظام بدلاعن  الوطن ,  المصطلح هو من  ابداع السلطة  , التي ترفض التمييز بين الوطن وبينها , لأنها ابتلعت الوطن بكامله  وابتلعت الحزب   , والعائلة ابتلعت كل شيئ , المؤامرة تتمثل في خلق  وضع يقود الى التهجير والى مقتل الضباط   والى رفع علم اسرائيل  وغير ذلك من مفرزات  الوضع المختل, والوضع المختل الذي   أفرز الثورة هو من صنع النظام , والامبريالية العالمية لم ترغم النظام على  دسترة الفساد وعلى  اغتيال القضاء  والحرية  وممارسة الديكتاورية المطلقة ثم تحويل سوريا الى مزرعة خاصة   وجيشها الى مرتزقة عند عائلة .

واذا كان المزج بين النظام والوطن مؤامرة  , فعلينا القول على  ان السلطة أي العائلة تتآمر  على الوطن , لأن السلطة تعتبر نفسها الوطن  , ومن يعارضها يعارض الوطن , ومن يحاربها يحارب الوطن , ومن  لايحبها لايحب الوطن الخ ,  وبالواقع  , من يوقع الوطن  بالكارثة التي وقع بها   هو من اعداء الوطن .. سيان ان كان ذلك عمدا أو قصدا أو لم يكن ..السلطة التي قادت الى التداعيات  التي نراها الآن  هي سلطة  فاشلة,والفشل ليس خيانة , وانما عدم مقدرة , ووطنية سلطة فاشلة تتمثل  بالحرص على الوطن  أولا  وليس على ذاتها ..الأسد أو نحرق البلد…  هو فشل اضافي  يرقى الى حد الخيانة  , فكيف يمكن فهم معادلة  الشخص أو الوطن  اما بقائه أو زوال الوطن ؟؟

لا أريد التحدث  عن الخيانة والتآمر  والوطنية   , فهذه المزايدات هي  من اختصاص الشبيحة , ومن اختصاصها   ماقاله فينكس في نهاية  رده على  الفنان جمال سليمان ..الخزي والعار لأن سليمان  يحمل جزاز سفر سوري  ولأنه  يسكن الشام أيضا .. لا أظن على أنه من الضروري التطرق  لتفاهات من هذا النوع  .  فينكس مارس  التشبيح في رده على الفنان جمال سليمان  بامتياز .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *