الأخ جمال سليمان مع التحية
لا أختلف معك قيد أنملة بخصوص المطالب المشروعة للشعب السوري بالديمقراطية وحرية العمل السياسي ومكافحة الفساد والانتقال السلمي للسلطة والدولة المدنية وفصل السلطات إلى آخر ما هنالك من مطالب عادلة ومحقة لجميع السوريين.
ولا أختلف معك بأن عيوب النظام، الذي لم يتهمك بشيئ حتى الآن على ما أعتقد، كثيرة. وإذا اتهمك أحدهم على موقع الكتروني فهذا لا يعني أن النظام هو الذي اتهمك.
وبالتأكيد لست عميلا، لا أنت ولا أي شريف آخر له رأي ووجهة نظر في ما يجري.
لكني أقول أن كثير من السوريين ومنهم أنت أخي جمال يقولون نصف الحقيقة فقط، وهذا بحد ذاته أمر وأخطر من قول الحقيقة كاملة.
لا أريد أن أقول أن قول نصف الحقيقة يراد به في الواقع طمس الحقيقة لا إبرازها.
أنا أريد أن أسألك :هل تعتقد حقا أن من حمل كل هذا السلاح بوجه الجيش وقوات الأمن وأيضا بوجه المواطنين العاديين في مختلف أنحاء سورية، ومن قتل واختطف وعذب وشوه ومثل بجثث مواطنين أبرياء على أساس مذهبي وطائفي وفجر خطوط الغاز وسكك الحديد والجسور وحتى بعض شوارع دمشق الأبية موقعا مئات القتلى، يريد فعلا لهذه المطالب أن تتحقق؟.
هل تعتقد أن هؤلاء الذين يرتكبون كل تلك الموبقات والآثام بحق سورية والسوريين وبنا جميعا، يريدون الحرية والديمقراطية والتعددية إلى ما هنالك من مطالب ذكرتها سابقا ونؤيدها جميعاً.
نحن مثلك حزينون كل الحزن وقلقون كل القلق على ما آلت إليه الأمور ، لكن يجب القول أن الذي أوصلنا إلى هنا ليس النظام، بل هذه المعارضة التي حملت السلاح وأباحت دم السوريين وحصلت على الأموال والسلاح وكل أنواع الدعم من جهات هي ذاتها ليست ديمقراطية ولا تعرف التعددية ولا تريد للشعب السوري أي تقدم أو أو خير.
علينا جميعا، وعليك أنت شخصيا، كونك من النخبة أن نكون منصفين وأن تكون منصفا وعلينا أن نكون أصحاب نظرة شاملة وموضوعية نرى فيها المشهد الراهن من كل جوانبه وليس من جانب واحد وأن نسمي الأشياء بمسمياتها الحقيقية.
النظرة الجزئية المقطعية لما يجري هي السائدة هذه الأيام، والنظرة الشاملة الموضوعية هي الغائبة عن الساحة.
لا نتهمك بالتأمر، فمعاذ الله أن تكون متآمرا، ولكن معظم أولئك المتبجحين على الفضائيات وغيرها ممن يسمون أنفسهم معارضة لا يقولون سوى نصف الحقيقة ولا يرون الأمور إلا من جهة واحدة وجانب واحد.
هؤلاء رفضوا الحوار مع النظام مثلما رفض النظام الحوار معهم. وهؤلاء حرضوا طائفيا ومذهبيا ومناطقيا … وعندما يفعلون ذلك فانهم لا يريدون لوطنهم الخير بل يريدون أن يسوقوه إلى جهنم التي أصبحنا على أبوابها.
أنا أقول وأويدك بأن التعاطي الأمني مع ما يحصل يقود إلى كارثة، ولكن ماذا عن تعاطي ما نراه من رموز المعارضة ودعواتهم للتدخل وحمل السلاح والتحريض بكل أنواعه… أليس هذا يقود إلى كارثة هو الآخر؟؟.
المعارضون الشرفاء على الرأس والعين كما يقولون وأنت أحدهم لكن نفي وجود معارضة غير شريفة على الساحة السورية وفي خارجها هو أمر يبعث فعلا على الغثيان لأننا نرى هؤلاء على الشاشات والفضائيات وفي الصحف وفي كل مكان.
هناك معارضة شريفة وهناك معارضة غير شريفة نعم هذا صحيح. وكل السوريين الشرفاء وبالطبع ليس جميع السوريين، يحبونهم ويستمعون إليهم ويؤيدونهم.
وليد عكاوي