يبدأ “الفنان” أطروحته الطويلة بتفنيد خاصية المقاومة التي رضعها الشعب السوري منذ ولادته , و هذا ما لا ننكره , و هنا يقول أن لا فضل لأي قائد في وجود هذه الخصلة في دمائنا , و هنا سنختلف معه , انظر حولك أيها المثقف , أو يا من تدعي الثقافة , كل البلدان حولنا عاشت بعضا مما عشناه من حروب , و لكن هل تجد أننا نتساوى في الوجدان القومي و الروح القومية التي لولاها لأصبحت سوريا أجزاء يتناتشها أمثالك من المدعين بالرغم من أنني كنت أمقت دروس القومية و ما شابهها الا أنني اليوم أعرف تمام المعرفة أهميتها , فالشعور القومي ليس مجرد احساس , انه ثقافة نتربي عليها , و من دون وجود خط قومي يشرف عليه قائد “ما” لا وجود للاحساس القومي الذي قد يتحول الى مجرد غريزة.
يتنقل فناننا العزيز الى جدلية أن “جماهيرية أي قائد تعتمد على صدقية سعيه و ثباته في مقاومة المشروع الصهيوني, و أن السوريون هم من يفرض على الحاكم مبدأ الاخلاص للمقاومة لا العكس”, و مجددا نتفق معه في نصف القول , و لكن ألم تلحظ أن كل ما نمر به الان هو ثمن ندفعه لأن قائدنا الذي تنتقده رفض الامتثال الى طلبات كولن باول عام 2003 و دعم المقاومة اللبنانية عام 2006 و الفلسطينية عام 2008 و وقف ضد غزو العراق يوم داست أمريكا على رؤوس الجميع ؟ هل نسيت ؟ هل كان عليك فعلا أن تتقمص دور الفيلسوف لتفرق بين قائد و شعبه؟
ما لفتني تكرار الأستاذ جمال سليمان لمصطلحات عديدة , فقد استخدم الشبيحة كثيرا و قرنها بصفة “الدمويين”, ثم وصف مواقع الانترنت الموالية بأنها مواقع للتشبيح و من شدة تكرار أفكاره ظننت أنني أتابع الجزيرة هنا و لكن على السطور بدلا من الشاشات.
ما أضحكني أنه اتهم مواقعنا بأنها تتحدث وفق توجيهات أمنية صارمة … و بصراحة أنا لاعلم لي بعلاقاتي الأمنية الكثيرة التشعب , و الا لما كنت فقدت أكثر من فرد من عائلتي شأني شأن أغلب أعضاء هذه الشبكة.
ثم يقفز فناننا العزيز و هو يمضغ فكرة الوطنية بين فكيه … طالبا منا نحن السوريين عدم استسهال التخوين رغم أنه يعترف باجتماعه بأحد الأعضاء “المستقيلين”” من مجلس اسطنبول … و للأمانة يقول أنه انتقد برهان غليون كثيرا في هذه الجلسة !!!!
فناننا العزيز..
هذه الأزمة خلقت من كل سوري قارئا جيدا للأحداث , حتى أنها جعلتنا مراّة تعكس الوطني و الخائن, ليس كل من قال أنه ضد التدخل الخارجي هو وطني , و ليس كل من قال أنه مع الرئيس بوطني … هنالك من يلعب على كل الأطراف … و أنت أدرى بهذا …
ما أريد قوله أن الوقوف بالرمادي الان أحقر المواقف , و أنتم معشر مدعي الثقافة لبستم هذا اللون حتى كفر هو بكم , و بعد أن تكشفت كل التفاصيل ما زلت أنت تتساءل عن الحل الأمني ؟و العسكرة؟ و بكل وقاحة تتحدث عن سلمية المطالب!!
و في أخر سطورك تتساءل عن ماهية المؤامرة … و هنا توقفت قليلا لأخاطب نفسي … تراك لم تدر بعد؟؟؟ و هل أنت بحاجة لمن يطلق النار عليك كما حصل مع زميلك سلوم حداد الذي لم يخرجه عن صمته الا أن أحدهم حاول اطلاق النار عليه و هو يقود سيارته اللكزس فأسمعنا أطروحته الجميلة يومها رغم انشغاله بتصوير ثلاثة مسلسلات !
هل فعلا لا تعرف تفاصيل المؤامرة التي هجرت الالاف من حمص؟
هل فعلا لا تعرف تفاصييل المؤامرة التي رفعت علما لاسرائيل على أرض بلدك؟.
هل فعلا لا تعرف تفاصييل المؤامرة التي قتلت مئات الضباط من جيشنا الباسل؟
هل فعلا أغلب شعبنا يسير خلف من يدعي وجود مؤامرة انت الوحيد القادر على كشف كذبها؟
هل فعلا لا تعرف تفاصيل المؤامرة التي جعلتنا لأول مرة نسمع لفظة “النظام” حين يشار الى وطننا … و للمصادفة أنت استخدمت ذات المصطلح تكرارا…..
حاولت أن تدور حول نفسك متهما “النظام” بانه يزرع بأذهان الشعب فكرة أن من عارض النظام فهو خائن…صدقني …شعبنا أذكى منك …ليس كل من عارض النظام خائن … و لكن من يعارض سوريا هو خائن بامتياز…
أخيرا … حين أقتربت من نهاية السطور اكتشفت قاسما مشتركا بيني و بينك … كلانا شعر بالخزي و العار …و لكن دعني أردد لك أسبابي:
جوازك السوري هو سبب الخزي و العار الذي شعرت به …
سكناك لأرض الشام يوما هو سبب اخر …
تلك بعض أسبابي …
بعض الغبار استوطن شاشة كومبيوتري الشخصي … صورتك كانت خلفه …اقتربت … حاولت أن أمسحه..سمعت همسه …لا تفعل … قد أكون غبارا … لاوزن لي …و لا دور سوى القذارة …و لكن قد يكون ما خلفي أقذر …
تحياتي ….أدمن
منقول الأخبارية