الجثث تتفسخ في المشفى الوطني , حمص !

تتصاعد من أقبية المشفى الوطني في حمص روائج  لاتعرفها البشرية ,  وعند السؤال عن مصدر هذه الروائح ,  قيل ان مصدرها هو  الجثث المتفسخة  في أقبية المشفى  , والتفاصيل أتت  بعد ذلك , اذ يقال على أنه لايمكن دخول قاعة الجثث , لأن الروائح الفاتكة تمنع ذلك , ولأن الديدان   تتسلل من الأجساد المتفسخة  ..كل هذا في  سوريا   الصاروخية القوية  التي ستنازل العالم عسكريا  وتقضي  على القرضاوي والملوك والعملاء  وحمد  وسعد  وعبد الجليل الذي يسمى الآن عبد الذليل , والجامعة العربية التي تسمى الجامعة العبرية وعلى المجلس الوطني , الذي يسمى مجلس اسطنبول ,  وبالرغم من كل  هذه  القوة الصاروخية  ,بالرغم من  القريحة  المتأججة  في ابتداع الأسماء والألقاب   وممارسسة الشتائم والانتقاص  من الغير, فقد عجزت  سلطة الرئيس المؤمن  عن تأمين  بعض الثلج أو بعض الثلاجات  كي توضع بها الجثث ,  وذلك بعد أن فاق التقتيل  المقدرة على الدفن ..كل ذلك في سوريا   …سوريا الأسد ..سوريا الوحدة والحرية والاشتراكية  .. سوريا الثورة ..ثورة الثامن من آذار المجيدة جدا ,   سوريا المقاومة والممانعة.. .سوريا التي استقلت للمرة الثالثة على  التوالي  , هذه المرة على يد الرئيس المؤمن بشار الأسد  ,المرة الثانية  كانت على يد  المحوم والده , اما المرة  الأولى  عام 1946  , فلا لزوم لذكرها .. لقد كان استقلال مشبوه على يد الأقطاع والرجعية , اما الاستقلال الحقيقي والقوة الحقيقية والديموقراطية الحقيقية والشفافية الحقيقية والقضاء الحقيقي  فقد أتى على يد الرئبيس المؤمن   قدس الله سره , وبيض  الخالق وجهه  .

نظرا للتقدم الفظيع في كافة المجالات  , فقد  أغمي على السلطة وغابت عن نباهة الرئيس المؤمن  ضرورة دفن الجثث قبل ان يصيبها التفسخ  وتتسلل الديدان منها , الرئيس المؤمن تنكر لقوله تعالى,لاتجوز على الميت الا الرحمة , لربما  مقتديا بالقول النصراني  , الذي لم يفهمه ,والذي يقول ..”دع الموتى يدفنون  أمواتهم   , وأما أنت فاذهب  وناد بملكوت  الأسد” , نعم دع  الموتى يدفنون موتاهم  , اذ لاشفقة على الجسد , وانما على الأسد , الشفقة على النفس والروح , ثم ان تخليص  الناس من الموت هو  أولى  من دفن الميت .

لقد اراد السيد المسيح  هنا التلميح  على  زيف مايعتقده البعض , فالبعض يظن على  انه حي يرزق , وفي واقع الأمر هوميت , وابناء الحياة الفاسدة في سوريا  يقولون ,  أين هي الفائدة والعبرة من دفن  أشرار  فسدت روحهم قبل أن يفسد جسدهم ؟.

لست متأكدا من أن  الرئيس المؤمن  اقتدى  بلوقا أو المسيح ,وأشك جدا  في مقدرته  على   استيعاب  هذه  الأمور , فالرئيس المؤمن يؤمن  بأشياء أخرى,  لاعلاقة لها  بكون الميت لايستحق الا الرحمة ,  ولا علاقة لها بخدمة الحياة قبل خدمة الموت  , وانما فقط  في  احتقار لامثيل له   للانسان  , الذي يجب البحث عنه   بمساعدة  ضوء قوي في رابعة النهار في  شرقنا  المبتلي ببلاء  الهمجية والوحشية والحيوانية  , شرق لاشرف له , يغتاظ  عندما يريد ويتقيئ غضبا  عندما  يريد,  السلطة وأذنابها استنكروا  دفن بن لادن في عرض البحر , الا أنه لم يتفسخ قبل ذلك   ,ولم ترق لهم طريقة دفن رفيق الفساد والصوصية والديكتاتورية القذافي,  حتى دفن محمد  مراح في تولوز لم يكن  حسب مقاييسم العالية  أخلاقيا  .

الشرق الأكثر تفسخا  من جثث  المشفى الوطني في حمص لم يتعلم ,  ولا يعرف على أن الموت يساوي بين الجميع  ,ثم أن الميت  لم يعد “شخص”وانما قطعة من المجتمع  , ولم  ولم يدرك  فلسفة  احترام الانسان في طريقة دفن بن لادن , ولا في طريقة دفن محمد مراح في فرنسا  .

الدفن ليس مناسبة شخصية  , وانما ممارسة اجتماعية  ,  يبرهن المجتمع بها مدى احترامه لنفسه !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *