يصلح ! من له مصلحة بالاصلاح , عن الأسد :الاصلاحات تشمل الحزب والدولة

قبل حوالي ساعة من الزمن قدمت للأستاذ ضياء أبو سلمى أحر التشكرات لنشره مقالات المغوار ابراهيم الأمين , لأنه من خلال ابراهيم الأمين نستطيع التعرف على مايدور في رأس رئيس الجمهورية العربية السورية , وما يدورالآن  في رأسه ,هو ادراك وجود مشكلة داخلية كبيرة ,  وما يطمئن هو  ان الرئيس تعرف على سوريا في السنة الماضية بشكل أكثر .

عند تعرفي على هذه الأخبار , انتابني مزيج من الفرح والحزن , حزين لأن اقرار الرئيس بوجود مشكلة كبيرة كان متأخرا جدا , حيث لا لزوم لقتل الآلاف من أبناء الشعب السوري لكي يقتنع الرئيس بوجود مشكلة كبيرة , فرحت لأن الرئيس تعرف الآن على سوريا بشكل أفضل , وقد كنت أنتظر من رئاسة الجمهورية , خاصة من رئاسة مزمنة , ان تكون معارفها عن الوطن الذي ترأسه كافية , بشكل طبيعي يجب لوم الرئاسة على هذا التقصير , الا أنه من العبث لوم الرئاسة السورية , لأن الانسان يعرض نفسه من خلال هذا اللوم الى ما  لا تحمد عقباه .
تحت عنوان -لم يعد أمام النظام الا اجراء تغييرات حقيقية وجذرية وسريعة – كتبت بهية مارديني عام 2005 في الحوار المتمدن المحجوب في سوريا مقالا معظمه بخصوص نشاط المحامي أكثم نعيسة رئيس لجنة الدفاع عن الحريات الديموقراطية وحقوق الانسان في سوريا الممنوع اصلا , والمقال يحدث عن مشاركة المحامي في جلسة الاستماع في البرلمان الأوروبي , حيث حذر المحامي حكومة بلاده بالقول , لم يعد أمام النظام إلا إجراء تغييرات حقيقية وجذرية وسريعة وليس مجرد القيام بإجراءات الهدف من القيام بها تحسين صورته في الخارج،واستغرب المحامي انسحاب السفير السوري بالرغم من أهمية الجلسة , ثم استغرب حديث السيد فيصل كلثوم , الذي اقتصر بالحديث عن نفسه , وقد كان فيصل كلثوم آنذاك رئيسا للجنة الشؤون التشريعية في مجلس الشعب (محافظ درعا لاحقا), وفي هذا الحوار هدد الأوروبيون بعدم توقيع اتفاقية المشاركة اذا استمرت الحكومة بالمراوغة , نعيسة تحدث عن ثلاثة محاور, الوضع السياسي والفساد والحريات العامة في سورية و حقوق الأقليات والمجردين من الجنسية وحقوق الأكراد والمعتقلين ومحكمة امن الدولة وحالة الطوارىء , ثم تحدث عن كذب السلطة , التي قالت ان عدد المعتقلين الأكراد 120 معتقل , بينما تم الافراج المتزامن مع جلسة الاستماع عن 312 معتقل , وعن كذبة أخرى تتعلق بعدد الجنود السوريين في لبنان , حيث قال مسؤول سوري أن عدده 30 جندي لاغير ..الخ
وتحدث نعيسة في البرلمان الأوروبي عن استمرار التعذيب في السجون السورية رغم توقيع سورية على اتفاقية مناهضته وعن قانون المطبوعات السيئ , وعن مصير المساعدات الأوروبية , وأين تصب؟ منوها بذلك الى السرقات .عام 2005 قرر الاتحاد الأوروبي امهال سورية قرابة الشهرين حتى تجري تغييرات حقيقية وملموسة في نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان .
اكد المحامي أكثم  نعيسة عام 2005 على أن النظام لم يعد يواكب تطورات الخارج ,وأشار على أن النظام في خطر , وان هناك خيار واحد باحداثتغيرات جذرية وسريعة وحقيقية , ثم حذر المحامي  سوريا من  ممارسة الدور الوصائي على الآخرين , قصده لبنان ,   ومن الانغماس في الارهاب  في العراق .

أكد المحامي عام 2005 على أن تيار السلطة  وبعض تيار المعارضة المستبد   يعملون الآن  على أرضية سياسية  واحدة , وهم حلفاء استراتيجيون فعلا  ,وهذا   التيار من المعارضة  سيعمل  ضد أي تحول ديموقراطي  , يدا بيد مع السلطة المستبدة  لاجهاض التطور الديموقراطي .

كل ذلك كان عام 2005 , واضافة الى ذلك كان  الحديث مع  السلطة عن طريق ممثلها عبد الحليم خدام عن المادة الثامنة وعن قانون الطوارئ   ,   كل ذلك لم يأت بثمرة , وسنة 2011 لم تأت بأي جديد, ماعدا زيادة الاحتقان والانفجار  , والقول ان الأسد أصبح  بعد أكثر من ستة سنوات أكثر أدراكا , هو قول يحتقر الزمن  والانسان ,  الوطن ليس ألعوبة في يد هذا أو ذاك  , ولا يمكن للوطن أن ينتظر عشرات السنين لكي يستطيع الرئيس ادراك  ما يجب عليه ادراكه فورا, ثم قول كاتب المقال ابراهيم الأمين على أن الرئيس  يشدد على فكرة  الاطار الوطني والقومي  لسوريا , رافضا  أي محاولة من قبل سوريين معارضين  أو موالين  , أو من جهات  عربية أو دولية , لدفع  السوريين الى رفع شفع شعار  سوريا أولا  , لأن ذلك  مايعني دعوة سوريا الى الانعزال , وهنا نسأل ابراهيم الأمين  , هل عدم رفع شعار سوريا أولا  منع انعزال سوريا ؟ , وهل سوريا الىن غير معزولة ؟؟ وماذا يعني الرئيس بتثبيت  موقف سوريا من المسألة القومية ؟ هل يعني ذلك   مانراه اليوم  من تثبيت  وضع سوريا المتخلف  والمخالف لكل  قوانين وأعراف العالم   ولكل منطق .

الرئيس سيمضي  في خطوات اصلاحية  ..استفتاء على دستور جديد  وتأليف حكومة  لديها صلاحيات  واضحة  في غالبية الملفات الداخلية , وما هو شأن الملف الخارجي ؟؟الذي لم يأت الرئيس على ذكره أمام  زواره من أهل لبنان , , الرئيس وعد  بأن مؤتمر  حزب البعث  سيعطي الاشارات الضرورية  الى استعداد البعثيين  للتنازل عن مكاسب  كبيرة, وعن امتيازات داخل الدولة  لمصلحة بقية المواطنين   , ولماذا لم يحدث ذلك قبل عشرات السنين , وهل  هذا الوعد جديد , أو انه كرر لعشرات المرات , ولم يحدث شيئ ,  وبناء عليه  , هل يمكن اعتبار التشكيك به  احجاما عن السير بالاصلاح قدما , أو أن التنكر للوعود  هو دلالة على عدم  المقدرة على السير بالاصلاح , لأن الاصلاح الحقيقي يعني القضاء على العديد من مراكز  القوة في السلطة , مراكز  لاتستطيع  الاستمرار بالوجود  الا سابحة في مستنقع الفساد والديكتاتورية ,  شلل مسيرة الاصلاح  ليس من مصلحة أي معارض , وانما من مصلحة  أكثر مراكز صنع القرار في السلطة , لذا فانه من العبث انتظار أي اصلاح ,حتى الوهمي أو الجزئي منه , من قبل سلطة  لامصلحة لها به .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *