اعتقال كيلو 2006 , واعلان دمشق-بيروت

لا أظن على أن الكثير من أفراد الشعب السوري على علم بنص وروح  اعلان بيروت  , الذي قاد الى اعتقال موقعيه ومحاكمتهم  , أما بالنسبة لمعتقل آخر هو ميشيل كيلو  , فعناك سبب آخر أواضافي لاعتقاله , والسبب هنا مقال كتبه في القدس العربية تحت عنوات “نعوات سورية ” , وهذا المقال الذي اقترب جغرافيا من القرداحة  كان ,كما يقول البعض , سبب الاعتقال الرئيسي .

من الجدير بالذكر على ان الموقعين على الاعلان  هم  مثقفين وسياسيين لبنانيين وسوريين , والاعلان يشجع على اقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان ما سمي باعلان (دمشق – بيروت) وصدور قرار مجلس الأمن الأخير الذي (يشجع) سوريا على إقامة علاقات ديبلوماسية مع لبنان على اسس من الاحترام المتبادل , اليكم الاعلان :

(( تشهد العلاقات اللبنانية السورية تدهوراً متسارعاً بات يهدِّد بتكريس شرخ عميق بين البلدين الجارين والشعبين الشقيقين. لقد اتسع نطاق هذا التدهور منذ إجراء عملية التمديد للرئيس اللبناني إميل لحود، في انتهاك لروح الدستور اللبناني وفي استهتارٍ برأي أكثرية اللبنانيين، ثم تصاعد، بوتائر شديدة الخطورة، مع ارتكاب جرائم الاغتيال السياسي التي أودت بحياة شخصيات سياسية وحزبية وإعلامية ومواطنين، أو طاولتهم، وفي المقدمة منها جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.  

  شعوربالقلق الشديد من هذا التدهور الخطير، تداعى إلي عدد من أصحاب الرأي في سوريا ولبنان لعقد سلسلة من النقاشات والحوارات، خلال شهري فبراير ومارس، توافقوا خلالها علي ضرورة العمل، قولاً وفعلاً، من أجل التصحيح الجذري للعلاقات السورية اللبنانية بما يلبِّي المصالح والتطلعات المشتركة للشعبين في السيادة والحرية والكرامة والرفاه والعدالة والتقدم.  

  لسنا بغافلين عن أنَّ العلاقات بين سوريا ولبنان محمَّلة بعدد من المشكلات تراكمت مفاعيلها عبر عقود منذ قيام الكيانين السياسيين ابتداءً من العام 1920. وقد جاء تدخل النظام السوري في الحروب اللبنانية (1975ــ1990) والوصاية التي مارسها علي لبنان فترة ما بعد الحرب، وتحكُّمه الأمني بقرار لبنان السياسي والاقتصادي، لتزيد تلك المشكلات حدَّةً وتعقيداً. نعتقد أن تلك التجارب المريرة تحتاج إلي وقفات تأمُّل ونقاش ومراجعة نقدية مشتركة علي شتي الصعد، ونحن نعلن، هنا، استعدادنا الكامل للمساهمة في الاضطلاع بتلك المهمة. 

  لكننا نود، في حيز هذا الإعلان، أن نستعيد أيضاً ما يختزنه تاريخ شعبينا من نضالات وتضحيات مشتركة، متذكِّرين، في هذا الصدد، شهداء ساحتي المرجة، في دمشق، والبرج، في بيروت، خلال العامين 1915 و1916. والانتفاضات الوطنية والشعبية ضد الانتداب الفرنسي عندما كانت المدن اللبنانية تقفل وتتظاهر ويتلقي شبّانها الرصاص بصدورهم تضامناً مع انتفاضات المدن السورية والعكس بالعكس. ولقد توقفنا أمام المسئولية الكبري التي تتحمَّلها الطبقات الحاكمة في البلدين في الدفع نحو القطيعة الاقتصادية عام 1950 ووأد الحلم المشترك لروَّاد الاستقلال في تأسيس دولتين مستقلتين تقيمان أوثق العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية بينهما. علي أن طغيان تلك المصالح الضيقة لم يمنع الشعبين من تجديد نضالهما المشترك من أجل قضية فلسطين وضد الأحلاف العسكرية الدولية والإقليمية وصولاً إلي تضامنهما، خلال العقود الأخيرة، في التصدي للعدوان الإسرائيلي عليهما واحتلاله لأجزاء من أراضيهما وقد أثمر التصدي في لبنان تحرير جنوبه المحتل.  

  تأسيساً عليه، وفي زمن تتكاثر فيه العوامل الضاغطة من أجل المباعدة بين السوريين واللبنانيين، نعلن إصرارنا علي الحوار والتضامن والعمل المشترك من أجل التصحيح الجذري للعلاقات بين البلدين والشعبين وفقاً لرؤية وطنية مستقبلية مشتركة هذه بعض مكوناتها: احترام وتمتين سيادة واستقلال كل من سوريا ولبنان في إطار علاقات ممأسسة وشفافة تخدم مصالح الشعبين وتعزز مواجهتهما المشتركة للعدوانية الإسرائيلية ومحاولات الهيمنة الأمريكية. وإننا ندعو في هذا المجال إلي إرساء تلك العلاقات علي أسس نابذة لمشاريع الإلحاق والاستتباع من جهة والاستعلاء والتقوقع والقطيعة من جهة أخري.  

  في هذا الصدد، يطالب المشاركون السوريون بضرورة الاعتراف السوري النهائي باستقلال لبنان ومغادرة كل تحفظ ومواربة في هذا المجال. ويعلن المشاركون السوريون واللبنانيون معاً تمسُّكهم الحازم بالحيلولة دون أن يكون لبنان أو سوريا مقراً أو ممراً للتآمر علي البلد الجار والشقيق أو علي أي بلد عربي آخر. وإننا معاً نري أن الخطوات الأولي في هذا الاتجاه تتمثَّل بترسيم الحدود نهائياً والتبادل الدبلوماسي بين البلدين)).

واستنادا ً على ماذكر أعلاه وجه قاضي التحقيق الثاني رغيد توتنجي التهم بحق الكاتب ميشيل كيلو عضو لجان احياء المجتمع المدني بعد استجوابه بموجب مواد تصل عقوبتها إلى السجن المؤبد.

والتهم الموجهة لكيلو هي اضعاف الشعور القومي، وايقاظ النعرات العنصرية او المذهبية، ونشر اخبار كاذبة او مبالغ فيها من شأنها ان تنال من هيبة الدولة او مكانتها. وتتراوح مدد عقوبة هذه التهم من السجن المؤقت حتى السجن المؤبد.

ويرى البعض أن تهمة ايقاظ النعرات الطائفية والمذهبية جاءت ردا ً على مقال ميشيل كيلو الأخير بتاريخ 15-5-2006 وتحت عنوان نعوات سورية .

تلك هي مواد البعث الدستورية (285), لقد قرأت الاعلان عدة مرات  محاولا اكتشاف  اضعاف الشعور القومي أو نشر اخبار كاذبة ..أو غيرذلك . فلم أجد , ومن أجل  ذلك كان على كيلو أن يبقى حوالي ثلاثة سنوات في السجن …يتحدثون عن الاصلاح!!!, فالاصلاح يعني هنا قفزة  من أدنى مستويات البربرية  , الى القرن العشرين أو الحادي والعشرين , ولا أظن على أن هذه القفزة  ممكنة  , القفاز يجب أن يكون معلم جنباز  , لانملك هذا المعلم !

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *