الدكتورة رنا قباني ابنة الدكتور صباح قباني , وابنة أخ الشاعر نزار قباني ,وزوجة الشاعر الفلسطيسني محمود درويش سابقا , ثم زوجة الصحفي البريطاني باتريك سيل الآن , حان قتلها من قبل أبواق السلطة , لذا اعلنوا النفير العام , تماشيا مع قوله تعالى , واذا استنفرتكم فانفروا .
الأبواق السلطوية الذكورية ,التي تكاد تختنق بهرموناتها وفحولتها ومقدرتها الشتائمية , تريد التنفيس (التضريط) , وقد مارست هذه الأبواق اعلان النفير العام مرارا , .ودائما للوقوف في وجه النساء . ..فسبحانه قال كلمة الحق فهن ناقصات عقل ودين , لذا فان استباحتهم أكثر من حلال , ومن النساء المستباحات كانت ولا تزال روزا ياسين حسن , سهير الأتاسي ومنى سكاف ,والآن جاء دور من سميت من قبل أحد الأبواق “بالشخاخة” الشيخة رنا قباني آل ثان , وسبب هذه الهجمة هو اعتراض الدكتورة ربا قباني آل ثان على اقتباس السفير السوري لدى الأمم المتحدة من أشعار عمها المتوفي , والدكتورة رنا وجدت في هذا الاقتباس حشرا لايليق بأعظم الشعراء العرب , والسفير وضع الشاعر في موقف صعب ويتناقض مع روح رسالة الشاعر المناضلة من أجل الحرية والكرامة …فالسفير السوري جنده , من حيث لايريد الشاعر ذلك, في خدمة النظام , على الأقل نظريا , واستخدمه في الهجوم على العرب من منطلق يختلف عن منطلق الشاعر ,فالشاعر بفصيدته المشهورة لم يبتغ التشفي من العرب , وانما التحسر عليهم وانتقادهم بشكل بناء , وهذا يختلف بشكل اساسي عن منطلق معارك السفير السياسية , حيث السياسة لاتعرف المبدئية .
نارام سرجون ..هو الاسم الحركي لابراهيم الحمدان المقرب سلالة وجغرافيا وعشائريا من الرئاسة السورية , لم يترك شعرة على جلد الدكتورة القباني الا وحاول نتفها , ونتف شعر من لف لفها , وفي واقعة الشتم والنتف نال “الطبال” عبد البالري عطوان حصة الأسد من شتائم ابراهيم الحمدان (حركيا ارام سرجون ) , وقد تعجب الشاتم الحمدان كثيرا من محاولة الشاعرة والكاتبة قباني احتجاز وحجر الكلمة , ذلك ان اعتراضها على الاقتباس هو حجر وحجز للكلمة , لم يعرف الحمدان حالة كهذه الحالة .. احتجاز وحجب الكلمة! , معاذ الله ! لم يسمع الحمدان , وهو ,كما يقال احد نشطاء المخابرات السورية , عن شيئ من هذا القبيل في الجملوكية السورية , حيث حرية الكلمة ونعيم الفكر الحر .
وقد توصل الحمدان في استقصاءاته عن زلقة الكاتبة الى مايلي : انها باعتراضها على الاقتباس , انما تحاصر الشعب السوري , ثم انها تريد منعه من ارتشاف شعر “حبيببه ” نزار قباني , وبذلك أصبحت رنا احدى شيخات الخليج كالشيخة موزة , وهنبئا لمن أصبحت الدكتورة رنا من حريمه , لذا عمدها الحمدان تحت اسم ربا قباني آل ثان ..برافو أيها الشهم !
الحمدان لم ينس في هذه المناسبة قضية العرعور والقرضاوي , حيث ادعى الحمدان على أن ثقافة العرعور هزمت ثقافة القباني , وما احتجاج الأديبة عل الاقتباس الا عرضا من أعراض الاصابة بدار العرعور ..هكذا وبكل صراحة وبساطة ..أي أن الدكتورة رنا أصبحت عرعورية .
ليس من الضروري التوسع أكثر حول موسوعة الحمدان , لاشيئ غير متوقع في هذه الموسوعة , باستثناء القدح والذم والاستنقاص والتشنيع والتهميش والتشويش, ولم ينتبه الحمدان النبيه في أطروحته الى أمرين على الأقل :
1- هناك نفور وخصام شديد بين النظام السوري والشاعر المتوفي , حيث عاش الشاعر في المنفى , ومات في المنفى , ولم يكن بامكانه التعرف على الشارع الذي سمي باسمه في دمشق بعد وفاته, ولا أظن على أن الشاعر يأبه لرشوة من هذا النوع , فالشاعر انسان مبدئي لايمكن رشوته , ولا يمكن شراء رضاه ببرطيل من هذا النوع …ومن المخجل والمشين , أن لايستطيع شاعرا العيش في مدينته , وان يهرب ويعيش في لندن كلاجئ , وصمة عار في جبين النظام , ليس فقط بسبب نزار قباني , وانما بسبب كل من اجبره النظام على الهجرة , ولا يقتصر من أجبرهم النظام على الهجرة على الهاربين من السجون , وانما يشمل كل انسان هاجر بسبب ظروف حياة لا انسانية في الوطن .. ومن اللاانسنيات احتقار المواطن , والاستئثار بثروة الوطن , واحتكار السلطة , والمادة الثامنة والثالثة , وانفلات المحسوبية والفساد وعدم وجود عدالة اجتماعية , ثم انقراض مبدأ المساواة , ووضع خريجي جامعة لومومبا (شهادات مزورة) في المراكز المفصلية , وسرقة الشهادات , واستشراء التمييز بين البشر ..لايمكن للانسان أن يصبح مدير مدرسة ابتدائية الا عن طريق الحزب القائد ويجب أن يكون بعثيا ..كل ذلك قاد الى النزوح , وعدد النازحين يقدربالملاين .
2- هناك قصة مؤلمة شخصية فاتت على نباهة الحمدان , وهي قصة زوجة الشاعر الثانية بلقيس , من قتل بلقيس ؟؟
لقد قيل إن من فجر السفارة العراقية في بيروت يوم (18 ديسمبر 1981) هم عناصر من منظمة “الجهاد الإسلامي” (حزب الدعوة) بوساطة شاحنة مفخخة يقودها أحد عناصر حزب الدعوة المدعو “أبو مريم”، وقد أدى ذلك التفجير إلى مقتل العشرات من المواطنين العراقيين واللبنانيين ومن ضمنهم بلقيس الراوي زوجة الشاعر نزار القباني. وبعد أقلّ من شهر سرّبت أجهزة الأمن الفلسطينية تفاصيل تلك العملية ومؤداها أن قيادة حزب الدعوة اللاجئة، وقتئذ في دمشق، هي التي وفرت الانتحاري – أبو مريم – وتولّت المخابرات الإيرانية تمويل العملية في حين تولت المخابرات السورية تأمين متطلباتها اللوجستية، وقد أشرف على العملية برمتها السيد علي الأديب اللاجئ وقتها في سوريا، عضو مجلس النواب عن حزب الدعوة في ذلك الوقت.
لست في وضع يمكنني من الجزم , بأن هذه الرواية صحيحة , الا أن الشاعر كان متأكدا من صحتها , ومقتل بلقيس هو من أهم الأسباب , التي دفعت الشاعر الى اتخاذ موقفه المعروف من السلطة السورية , وبدلا من أن يفكر دعاة النفير للجهاد ضد الدكتورة رنا قباني بمحاولة التنقيب في الماضي وعقد صلح مع أخطاء هذا الماضي , ثم الاعتراف بالجريمة , أو تقديم البراهين القاطعة عن زيفها , استنفروا للنفير ودق طبول الحرب ضدها , غير آبهين بدوافعها النفسية ..لقد ظنوا انه بامكانهم شرشحتها باسلوب شبيحي ..وما قرأته من مداخلات الشبيحة وممارسات التشهير بالدكتورة رنا قباني هو أمر يندى له الجبين خجلا ..وعندما رأيت قبل أيام الشبيح المغوار اللبناني جوزيف أبو فاضل وهو يهاجم اللاذقاني ويضربه ويصارعه في برنامج الاتجاه المعاكس لفيصل القاسم , تذكرت الكثير المؤلم …المشكلة ليست فقط مشكلة رنا قباني أو اللاذقاني .. انها مشكلة كل سوري .