مالعمل ؟ انه لايريد التنحي بأي شكل من الأشكال , وهم لايريدونه بأي شكل من الأشكال , الغرب والعرب لايريدونه بأي شكل من الأشكال , والروس وايران وحزب الله لايستغنون عنه بأي شكل من الأشكال .
المعارضة بكل أطيافها من عدنان العرعور الى ميشيل كيلو يقولون انه انتهى , وأتباعه يقولون انه لم يبدأ بعد , وعن الاصلاحات , المعارض لايرى أيا منها , والمؤيد يقول ان الاصلاحات لاتعرف لها مثيلا , ولو سمحت أيها المؤيد لي بأن أقول شيئا , دون أن تتهمني بالخيانة , لقلت لك , اني لا أشعر الا بالتأخر وفي كافة المجالات .
المؤيد يقول انه من غير المعقول وضع البلد تحت تصرف اقلية لاتتجاوز واحد بالمئة من الشعب السوري , والمعارض يقول ان معظم الشعب السوري معارض , ولو سمحت لي ايها المؤيد أن أقول لك كلمة واحدة , دون أن ترسلني الى السجن أو تخطف بناتي , لا أعرف مؤيدا له عن قناعة , هناك من يؤيد انطلاقا من الخوف من المسقبل , الذي صوره مؤيدوا الرئيس ليتناسب مع مصلحتهم , ومصلحتهم هي البقاء , وابقاء كل شيئ كما هو , ولا يمكن تصور أي اصلاح حقيقي , فالاصلاح الحقيقي يعني نهاية الكثير من المؤيدين الى السجن , وماذا يفعل القضاء المستقل الحربمن سرق البلاد ؟ , وماذا سيفعل القضاء الحر المستقل بالمخابرات وأجهزة الأمن , التي تطاولت كثيرا على الشعب السوري وأرهقته , وماذا سيفعل القضاء بمن يتجاوز القانون ؟ وهل يتقيد النظام بالقانون ..هذا يغني مقاضاة النظام حسب القانون والحكم عليه جماعيا .
لم أجيب لحد الآن على السؤال الذي طرحته: مالعمل ؟
لا شك بوجود مخارج عديدة للمحنة , الا أني لا أعرف معظمها , وانطلاقا من الحقيقة التي تقول على أن النظام لايمكن له أن يصبح ديموقراطي , وكيف يمكن له أن يصبح ديموقراطي ؟ ..النظام يعرف تمام المعرفة على أنه سيرسب في أول امتحان ديموقراطي , أي في الانتخابات , وأهم اسباب الرسوب هي تقسيم المجتمع السوري طائفيا , والنظام هو الذي وظف الطائفية ورعاها واستفاد منها , ولا يمكن بين ليلة وضحاها قلب المعاير الاجتماعية رأسا على عقب , واعادة حزب البعث الى ماضيه اللاطائفي …بكلمة أخرى لايمكن لانتخابات أن تتم وتكون مشرفة للنظام الا تحت اشراف فريق التزوير , ومن الصعب وضع انتخابات هذه الأيام تحت اشراف فرق التزوير , فنتائج كنتائج الماضي غير ممكنة , عيون المجتمع الدولي مفتوحة وتنتظر تزويرا فاضحا كالذي حدث قبل سنوات حيث نال الرئيس مايقارب مئة بالمئة من الأصوات , حتى تقوم قيامة النظام .
هناك طريقةلاحظت بعض بوادرها في الفترة الأخيرة , وأساس هذه الطريقة هو عدم قبول الديموقراطية التي ستدمر النظام , وذلك لأن الديموقراطية ستدمر البلاد اولا , مارأيكم في التبشير بالديكتاتورية , والدفاع عنها وتصويرها على أنها السبيل الوحيد للخلاص من مشكلة الرئاسة والانتخابات وغير ذلك من مشاكل البلاد .ديكتاتورية بالقناعة وليس بالغصب , وبذلك يحقق المجتمع السوري قفزة هائلة الى مرحلة مابعد الحداثة وما بعد الديموقراطية الكلاسيكية الغربية ,
لنأخذ على سبيل المثال مقالة سام دلة في جريدة بلدنا , والتي علقت عليها الدكتورة يازجي رئيسة قسم القانون الدولي في كلية الحقوق من جامعة دمشق في جريدة الوطن , المقالة ظهرت تحت عنوان – الخشية من الانزلاق نحو الديموقراطية – والجريدة مقربة جدا جدا من النظام , والأستاذ سام دلة قال بما معناه ان الديموقراطية ليست الدواء لدائنا , وقد تكون الديكتاتورية أفضل , وبذلك استفز الدكتورة يازجي بشدة , لذا علقت الدكتورة على مقال سام دلة في جريدة الوطن , ومن المعروف أنه لا أهمية لما تقوله الدكتورة ياازجي ,وانما المهم مايقوله ابن الدكتور العميد أو اللواء بهجت سليمان , أو مايقوله الدكتور بهجت سليمان بالذات .
لايقتصر الأمر على مقالة سام دلة , اننا نجد في هذا الموقع مقالات تنفخ في نفس الزمور .. مقالة نشرت ليعقوب مرادو حيث قال يعقوب ان بدعة المعارضة هي بدعة قاتلة , أي ان الديموقراطية قاتلة , لاتوجد ديموقراطية دون معارضة, ومقالة نشرت لعلي حتر .. وذلك على نفس المنوال , وكل ذلك يعتبر ترويجا للبقاء الديكتاتوري , وذلك لأن النظام لايحتمل ممارسات ديموقراطية , وبذلك تتحقق أهداف الأمة , التي تنحصر ببقاء النظام , وعلى الدنيا السلام