هل القتل ضرورة ؟ تجاوزت المئة يوميا

أليس من واجب أي انسان  , خاصة الانسان السوري  , أن يسأل  :لماذا كل هذا القتل ؟؟ وان حدث القتل , أليس من واجب المواطن السوري  أن يسأل من قتل ؟, وهل من واجب السوري   الاقتناع بشرعية القتل لأن المقتول معارض ؟؟وهل القول ان القتل والتشريد والتعذيب  وليد عام 2011 , أو أنه مستمر  منذ أربعين عاما  , ولماذا  هذا  الازمان ؟؟,   وهل من  مقتضيات المواطنة الصحيحة  السكوت عن المسيئ للوطن ؟؟حتى ولو كان عمر اسائته أربعين عاما ؟؟ هل  يوجد في سوريا  قانونا يلغي  معاقبة المسيئ  بالتقادم  ,؟ وهل التقادم يعني الغاء عقوبة الاساءة  التي حدثت يوم أمس  أو قبل يومين ؟؟

ماذا يعني الاعتراف  بالفساد  وماذا يعني الاعتراف بالأخطاء ؟ وماذا يعني الاعتراف بأن سوريا  دولة لاديموقراطية ..أي ديكتاتورية , هل كل هذه الأمور “هفوات” لاتستلزم   العقاب , انما الثواب , ذلك لأن من  اقترفها  يعد باصلاحها , وليس للمرة الأولى , وانما للمرة المئة ..

الغساد  لم يسقط من السماء  ولا ينبت من الأرض , الفساد من  صنع الانسان , ومن صنع الفساد السوري  هو الربان  , الذي  احتكر قيادة السفينة ..غرقت  وبادت ..  , ولا يزال هذا الربان يقول ..اني القائد الواحد الأوحد  لكل سفينة سورية ,  وستغرق كل سفينة   لاتمخر تحت قيادتي , ولا أحد غيري يعرف السفن والبحار ..والنجاح في ازاحتي  عن  برج القيادة  ,يعني شيئا واحدا ..ستغرق السفينة,  وسأغرقها بتفجير حرب عليها .. وقد بدأت هذه الحرب , ويوم أمس قتلت  مئة  من  هذا الشعب .. نعم القتل  ضروري , وبدونه  لايمكن حماية الربان من كيد  المؤامرة عليه , وبالتالي على  السفينة ,  لأنه هو السفينة !  سفينة الأسد !

نعرف الكثير من القصص  عن أشخاص أمضوا في السجون عشرات السنين  , لمساسهم “بهيبة” الوطن  ,  وجرم المساس بالهيبة  يكتمل  عندما يقول  المواطن   على أن هناك ظلما في سوريا . هذا الادعاء  هو مساس بالهيبة ,  وكيف هو حال شخص   أو أشخاص   حولوا  سوريا الى ديكتاتورية  مارقة وممقوتة  من قبل معظم دول العالم .. أليس هذا أيضا مساس بهيبة الدولة السوري ؟  وكيف هو الحال مع الفساد  ورجاله ؟  أليس الفساد  مساس بهيبة الدولة السورية , ولنأخذ أكبر المفسدين اقتصاديا  السيد مخلوف , الم يمس السيد مخلوف بهيبة الدولة السورية   بسرقته للأخضر واليابس ؟؟ العجب كل العجب  بمصير السارق , لقد غسله الرئيس  وبيضه كما يتم تبييض الأموال المسروقة  وغسلها , والسيد المذكور تحول بعد هذه الغسلة الى ملاك  بتياب بيضاء ناصعة كالثلج .. والرئيس , انطلاقا من مبدأ الأقرباء أولى بالمعروف , لم يغسل  على سبيل المثال ميشيل كيلو  أو مشعل التمو ..وماذ سيغسل الرئيس  عند هؤلاء  الجربانين”   حيث لامال  عندهم للغسيل!

طوال أربعين عاما والرئاسة تحاول اقناع المواطن  على أن  سورية دولة ممانعة ، سورية دولة مواجهة  ،  ولكي تستطيع القيام بأعباء الممانعة والمواجهة  , عليها أن تقمع  وأن تستبد  وتمنع الحريات  , وتسلب الشعب السوري قوته   وتنفق دراهمه  على كتائبها  التي تنتظر بأحر من الجمر يوم  المعركة , وعندما سأل الشعب السوري  عن  ضرورات التعسف والاعتقال  وقمع الحريات  وانفلات  احهزة  يقدر عدد العاملين بها بمئات الألوف  على المواطنين  ليجرجروهم ويعتقلوهم ويحتقروهم ,أجابت السلطة ..هذه هي ضرورة أمنية , ومن يشكك بالسلطة وقيادتها الحكيمة  يذهب الى السجن لينال من الفلق  مايستحقه  , وعندما  انفلت المواطن  من شدة يأسه  وانكسر خوفه ..اجابت السلطة  بجواب منتظر  ..انت أيها السخيف المواطن ..انت من يتآمر مع   الأمريكان  والخونة من العربان  ..ارهابي مندس  لاهوادة ولا تساهل معك ..هناك شيئ واحد ينتظرك  ..هو الموت مقتولا برصاص قوات حفظ النظام  اي الجيش السوري .. ومن هنا أيها الأعزاء    يمكن لكل مواطن آخر  معرفة  منطقية القتل ..القتل له موجبات  !.

التشكيك  بالممانعة والمواجهة أمر قبيح جدا ,  ومن معالم نجاح الممانعة والمواجهة   ثبات الحدود السورية منذ عام 1974 , حيث لم يستلزم الدفاع عن الوطن  اطلاق رصاصة واحدة  عل العدو الاسرائيلي  الخائف من جحافل الجيش السوري الأبي , وقد تحشر  المغتصب الصهيوني مرارا بهذا الجيش , الا أن الجيش  رحب الصدر  وصبور , ولا يريد أن  ينقاد الى منازلة   لايناسبه مكانها ولا يناسبه توقيتها , والجيش يقوم منذ عام  1974 كل ستة أشهر بالتوقيع على تمديد اتفاقية  وقف اطلاق النار , وكل شيئ على مايرام  الممانعة والمجابهة نجحت, ولم يكن بامكان العدو الصهيوني  أن يسرق شبرا واحدا  اضافيا  من الأرض السورية الطاهرة  ..هل فهمت أيها       المواطن  معنى  الممانعة والمجابهة ؟؟أما قتيل  الشارع السوري  فلم يفهم لحد الآن  أمر هذا  الجيش , الشعب يزوده  بالمال والعتاد والرجال  , وماذا يفعل هذا الجيش ؟ يطلق نيران مدافعه ورشاشاته على الشعب , قاتلا منه ما لايقل عن 5000  خلال أشهر ,  حتى القتيل الراقد في القبر  لم يتمكن من فهم ذلك , نهض من القبر   ولملم كفنه  وغادر الوطن  بحثا عن وطن  آخر  , وطن  يستطيع به الرقود  في قبر بسلام,.. فيا أيها الوطن  لم تعد  صالحا  حتى للأموات  , فكيف هو حالك  مع من بقي من أحياء ؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *