وزير الخارجية اعلن مسبقا عن برنامج تصعيد العنف بقصد حسم الموضوع وانهاء المشكلة , وذلك قبل ان يصل الملف الى مجلس الأمن , قبل أمس قتل أكثر من ستين مواطنا , ويوم أمس أكثر من سبعين مواطنا , وما يلفت النظر بشدة هو عدد الأطفال بين القتلى .
لقد كثفت قوات الأمن هجمتها على المتظاهرين والثوار والمدنيين , مما أدى الى تصاعد عدد القتلى شاقوليا ..كل ذلك قبل ساعات من انعقاد جلسة تشاورية لمجلس الأمن .. ولا أعرف تماما كيف تفكر السلطة في هذا الخصوص ..على أي حال يمكن القول ان تفكير السلطة وتصعيداتها يمثلان نوعا من انعدام الحس بالمسؤولية عندها , من يشعر بالمسؤولية لايقتل الألوف من المواطنين خلال أقل من عام , والأهم من ذلك ..من يشعر بالمسؤولية لايسمح للمشكلة السورية واراقة الدماء أن تحدث ..من يشعر بالمسؤولية ويستطيع تحمل اعبائها يجد حلا مشرفا لمشكلة الوطن ,ومن هو بقدر المسؤولية التاريخية عليه البرهنة على انه مهتم بالوطن أكثر من اهتمامه بالسلطة ومكاسبها , وهذذا الاهتمام لانراه في تصرفات السلطة …التي تتلخص بعبارة ..الأسد الى الأبد , حتى ولو كلف ذلك التضحية بسوريا …عجبا ألا يوجد في هذا الوطن انسانا أذكى وأفهم سياسيا من سيادة الرئيس ؟؟ومن يقول بوجود هذا الشخص , فلماذا لايستطيع هذا الشخص تسلم مهمات الرئاسة ؟؟ ومن يدعي بأن السيد الدكتور بشار الأسد وحيد من نوعه , ولا يوجد له في هذه الجمهورية شبيه , فهو ناقص العقل أو مريض العقل وبحاجة ماسة الى الماريستان .
المعارضة طلبت من مجلس الأمن ادانة اجرام السلطة , اولا يجب الاجابة على السؤال التالي : هل أجرمت السلطة ؟؟نعم ثم نعم .. لقد اجرمت السلطة واجرامها مزمن ..السلطة التي تعتقل وتعذب وتمتهن حرية البشر , هي سلطة مجرمة , ولا يكفي القول هنا انها أخطأت …الاجرام خطأ , وليس كل خطأ اجرام .
تعداد اجرامات النظام بدون فائدة كبيرة , وذلك لأن هذه الاجرامات يومية .. مافائدة نشر الخبر الذي يقول ان قوات الأمن أطلقت الرصاص على مشيعي طفل في بلدة نوى في الجنوب السوري وقتلت منهم 12 انسان ..اضافة الى الطفل القتيل …ولو حدث ذلك في أي دولة من الدول ال 180 الأولى في العالم لاستقالت الحكومة واستقال الرئيس و جرت محاكمة الجميع بتهمة القتل ..الا أن هذا الحد الأدنى من الحضارية القضائيىة غير متوفر عند دول الوحوش العشرة الأخيرة ..ياسوريا المنحوسة …كيف تحولت الى غابة يسيطر عليها عرف الغاب ؟؟
التقتيل مشكلة كبيرة , اما المشكلة الأكبر فتتمثل بوزير خارجية يعتبر التقتيل “مطلب جماهيري ” , نعم ياوزير الخارجية ..هكذ يكون احترام الجماهير الشعبية ..قتلها لاراحتها من وزير خارجية لايعرف معنى الكلمات التي يقولها , ولا يشعر بالوقع الاجرامي -التهريجي لكلماته … وزير خارجية لايعرف لحد الآن شيئا عن حجم حركة الاحتجاج التي قسمت البلاد وحولت الكثير من مناطقها الى كانتونات مستقلة .. وزير خارجية يعتبر كل ذلك من صنع “مجموعات ارهابية ” تريد زرع الفوضى في اطار “مؤامرة ” مصدرها الخارج , اخطأ المعلم , وليس للمرة الأولى , الا أن هذا الخطأ جسيم , ولا أعرف كيف سيستطيع المعلم البرهنةأمام القاضي في المستقبل القريب على أن من من يسيطر على حمص وحماه ودير الزور وادلب وجبل الزاوية والرستن وجسر الشغور ودرعا وغيرهم من المناطق هم حصرا مجموعات ارهابية, وكيف يمكن لهذه المجموعات الارهابية أن تنشأ , وكأنها سقطت من السماء … سبحانه الوهاب الذي أرسل الارهاب !!