تداعيات التدخل العسكري الانساني

Vollbild anzeigen

التدخل  العسكري الانساني  , يعني  القيام بعملية عسكرية  من قبل دولة أو دول  عدة  ضد دولة أو دول ,من شأنها  حماية حقوق الانسان (نظريا؟), التي  انتهكتها  الدولة المستهدفة  بالتدخل  , ولانتهاك حقوق الانسان أشكالا عدة , منها الشكل الأسوء  , وهو الابادة الجماعية  لفئة  معينة  , وفي هذه الحالة   يجوز التدخل  دون استشارة مجلس الأمن أو غيره من المؤسسات الدولية.

ميثاق الأمم المتحدة  خاصة المادة ٢  والمادة ٥١  يحرمان التدخل العسكري  , الا بقصد الدفاع عن النفس  , الذي يفترض  هجوما مسلحا من  قبل دولة على دولة أخرى  , وفاعلية  المادة ٢ والمادة ٥١   ليست مطلقة , وانما  يمكن تحديدها عن طريق قرارات يتخذها مجلس الأمن  , هذا المجلس يستطيع  عمليا بقراراته   ازالة فاعلية المادة ٢ والمادة ٥١ من ميثاق الأمم المتحدة ., الذي صدر عام ١٩٤٥  , والذي يرى , على أن حقوق الانسان هي موضوع داخلي بالنسبة لكل دولة  عضو في الأمم المتحدة  , الا أن القانون الدولي الحديث  لايرى ذلك تماما, وذلك انطلاقا من  مبدء  آخر , وهذا المبدأ   يلزم كل دولة  كبيرة أو صغيرة  , احترام استقلالية الدولة الأخرى , ولما كان  تهديد الاستقلالية يأتي عادة من الدولة الكبيرة , في عالم غير متناظر القوى , لذا فان هذا المبدأ يعني عمليا حماية الصغير , أي بمعنى آخر حماية الأقليات  , المبدا  يستبدل الدولة الصغيرة بالفئة الصغيرة  ,  وصيان مصالح الفئة الصغيرة  ذو أفضلية مقارنة  بحماية استقلالية الدولة   …الأمر بمجمله  يرتكز على مبدأ حماية  السلام العالمي  , وتهديد السلام العالمي  يعتبر واقع في العديد من الحالات .. منها تهديد  أقلية  أو أكثرية من قبل سلطة استبدادية  في دولة معينة  , وحتى النزوح الجزئي لهذه الأقلية أو الأكثرية  تحت ضغط من سلطة حاكمة  يعتبر تهديدا للسلام العالمي .

مجلس الأمن يستطيع استعمال العنف  في مجابهة  نشاطات  من شأنها المساس بالسلم العالمي , واستعمال العنف يتم عن طريق  اجماع الدول  صاحبة حق الفيتو   على اتخاذ قرار بهذا الخصوص , الا أنه من الممكن أن  تمنع دولة فيتو اتخاذ قرار  يمكن عن طريقه  انقاذ السلام العالمي ,  وتعطيل قرار مجلس الأمن  عن طريق الفيتو , دون أسباب وجيهة, يمكن أن يقود الى نتائج وخيمة بالنسبة للدولة المانعة  , التي يمكن تفسير  تصرفها في هذه الحالة بأنه نوع من الخروج عن القانون !!.

لايوجد أي شك  على ان  مقولة الحرب هي  استمرار للسياسة بوسائل أخرى  غير ملائمة لهذا العصر وبالتالي خاطئة , ولا يوجد أي شك على أن أفضل  الحلول للمشاكل الدولية  هي الحلول  السلمية  , الا أنه من الخطأ  أيضا أن يستسلم الحق الدولي الى السلبية  والى السلمية المطلقة , الشعار يجب أن لايكون   لاحرب مهما كلف الأمر , وانما  لاعدوان مهما كلف الأمر , لابديل عن  السلم  , حتى ولو كلفت صيانته الحرب .

مشاكل الحق الدولي تبدأ  عندما  تتعدى المشكلة , التي يجب حلها , اطار النزاع التقليدي بين دولتين , أي عندما  تتوضع المشكلة في داخل الدولة , وليس بين دولة وأخرى , ومن بين  ٣٤ خلافات عسكرية كبيرة نسبيا  بين عام  ١٩٩٧   وعام ٢٠٠٦ , نجد ثلاثة خلافات بين دول , ومعظم الخلافات كانت  ضمن الدولة الواحدة ..هناك   تحول من الحرب بين الدول  الى الحرب داخل الدول , حيث الانتفاضات والثورات والاحتجاجات , التي تأخذ  عند عدم المقدرة على حلها سلميا شكلا عسكريا  أو  شكلا اجراميا بربريا …العالم ومشاكله اليوم  هو غير عالم ١٩٤٥ ومشاكله ..العالم لم يصبح أكثر سلمية .

الدولة المستقلة بالمعنى الكلاسيكي لهذه الكلمة  لم تعد موجودة في العديد من أجزاء العالم  , توجد دول عديدة فاشلة وفي حالة الانحلال  , والانحلال يترافق دائما مع نوع من الفراغ السياسي والأمني , وقد تزامن   هذا التطور مع تطور آخر بما يخص قيمة الفرد  , هذه القيمة أصبحت في معظمها عالمية , أي أن الفرد أصبح بشكل متزايد مواطن عالمي , وتحول الفرد الى مواطن عالمي   أنقص من قيمة  الدولة الاستقلالية  , لأن الفرد لم يعد بحاجة مطلقة لهذه الدولة ,  العالم هو وطنه ..عولمة الفرد قللت من رومانتيكية المواطنية , وبالتالي قللت  من ميل الفرد الى الدفاع عن  مايسمى “وطن” , فوطن الفرد في هذا العالم  هو تقريبا كل وطن في هذا العالم .

الحق الدولي يجد صعوبة في التأقلم مع هذا الواقع , الذي يعني قلة أهمية الاقليمية ,وارتفاع أهمية العالمية ,  والدول تجد صعوبات  مع واقع  من هذا النوع , والحالة السورية  والفرد السوري   المستقر في الخارج  أو المستقر في الداخل جديرة  بالتأمل  , فالفرد السوري المعولم  يتصرف بشكل مغاير لتصرف  الفرد السوري  المقيم داخليا   …الذي يعيش في الوطن  , خاصة عنما يتعرض الوطن الى زلزال سياسي كبير  , كزلزال سوريا الحالي , ولا علاقة لهذا  التباين  مع  خاصة  العمالة  والخيانة والوطنية أو اللاوطنية , الفرد السوري في الخارج  لايأبه كثيرا بالأضرار المعنوية , التي قد تنجم عن تدخل عسكري خارجي , وذلك بعكس الفرد السوري الداخلي  , مايهم الفرد السوري الخارجي  هو أولا  تطبيع الوضع السوري بما يخص الديموقراطية والحرية وسفك الدماء , وما يهم  المواطن الداخلي   هو أولا عدم حدوث تدخل خارجي  يذل الوطن ..حتى ولو كلف ذلك  كوارث انسانية  !!! .

من معالم  التحول من محور الدولة الى محور العالم , ولادة  محكمة الجنايات الدولية , التي كانت , حتى قبل بعض السنين , حلم , هذه المحكمة تطارد المجرمين من رؤساء الدول وتلقي القبض عليهم وتسجنهم  , لايملك أي فرد في هذا العالم أي مناعة ضد هذه المحكمة …, انه نوع من القضاء الدولي  , الذي أنقص  من استقلالية الدولة الكلاسيكية بشكل  كبير , بل جعل هذه الاستقلالية نوعا من المهزلة  ..نتذكر  أقوال القذافي  حول استقلالية ليبيا  والقضاء الليبي  ,  ونتذكر  انحسار  صلاحيات   القضاء الليبي أما القضاء العالمي  ,الذي لعب الدور الأول والأهم  في اشكالية  اجرام النظام الليبي  ورجاله .

بعد هذه اللمحة عن الوضع الدولي  يأتي السؤال المهم بالنسبة لسوريا , ماذا يمكن أن يحدث في  حال  تعطيل قرار دولي  بوجوب القيام بحظر جوي فوق سوريا , أو حتى بخصوص تدخل عسكري أوسع  , بواسطة فيتو روسي أو صيني ؟؟, هنا يجب القول , ان الجواب بشكل عام صعب  , الا ان الفيتو  لايلغي امكاتنية تدخل عسكري  بشكل قطعي , وذلك على الرغم من اصرار الأمم المتحدة على  أولوية  السياسة السلمية , اذا حدث تدخل من قبل  بعض الدول ..ولتقل  أمريكا  وفرنسا والمانيا وانكلترا , وذلك بالرغم من الفيتو , فلا تملك الأمم المتدة أي وسيلة قانونية  لشجب هذا التدخل  , أو حتى ملاحقة المتدخل قانونيا  …لم  تشجب الأمم المتحدة  تدخل الحلفاء في العراق ويوغوسلافيا ,  وانما تعاونت مع الغزاة في  ترتيب وصع هذه الدول بعد حدوث التدخل وبعد اجتياح العراق من قبل الحلفاء  ثم بعد تدمير  القوة العسكرية الصربية اليوغوسلافية .

الاعتماد على الفيتو الروسي أو الصيني  في وقاية النظام من تدخل خارجي , هو ضرب من ضروب عدم المعرفة  , والسلطة الحكيمة , هي السلطة التي لاتعرض دولتها الى تدخل خارجي , ولم يفشل أي تدخل خارجي لحد الآن , على الأقل , في تدمير السلطة القائمة  , كما أن التدخل الخارجي لم يفشل في العديد من الحالات في تدمير الدولة المستهدفة  واعاقة تطورها وتقدمها   ,

تداعيات التدخل العسكري الانساني” comments for

  1. أفكار خطيرة جدا جدا! أولا أتمنى عليك بعد هذا الاستعراض الفذ “للقانون الدولي!!!” إن كان ثمة شيء اسمه “قانون دولي” أن تتأمل هذه الجمل التي قمت أنت يا أدم يا ابن أدم وابن سورية بصياغتها وهي :” هناك تحول من الحرب بين الدول الى الحرب داخل الدول , حيث الانتفاضات والثورات والاحتجاجات , التي تأخذ عند عدم المقدرة على حلها سلميا شكلا عسكريا أو شكلا اجراميا بربريا …العالم ومشاكله اليوم هو غير عالم ١٩٤٥ ومشاكله ..العالم لم يصبح أكثر سلمية . ” أريدك أن تتعالى عن سذاجة بقية الجملة التي بدأت بحقيقة سياسية وتاريخية وهي أن ” هناك تحول من الحرب بين الدول الى الحرب داخل الدول…..” كأنك طبعا لم تكن تنوي الإشارة الى ما يسمى “الحرب السرية” وهي حرب أسقطت إمبراطورية كبرى هي الاتحاد السوفيتي لأن حربا غير سرية ستكون مكلفة جدا جدا لأمريكا والحلف الأطلسي وهذا ما تفعله وتمارسه أمريكا و إسرائيل عبر ما يسمى “الربيع العربي” و خاصة في سورية.( أرجو أن لا “ينط” شخص ما ويتنطع رادا على كلامي هذا ويتحدث عن حقيقة لا مناص من صحتها وهي أن الاتحاد السوفيتي كان آيلا للسقوط بنيويا من الداخل. والسقوط من الداخل كان يعتمد على بعدين خارجي وداخلي لأن الحرب السرية المخابراتية كانت تلعب على تهديد وحصار خارجي ملح عبر سباق التسلح النووي الذي استنزف قدرات السوفيت بما حول البلاد الى آلة لخدمة سباق التسلح بما شغل العقول والعيون عن تصحيح مسارات البلاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية ….. )
    ثانيا: تأمل التنظير الذي أتحفتنا به عن رومانسية “الاستقلال” و”الأوطان” و”المواطنية العالمية” وهي في حقيقة الأمر يراد بها القول غير المباشر وهو أن المواطنية العالمية والعولمة هما مرادفان للأمريكية والأمركة(Americanization = globalization) !! وبالتالي لمن يفهم بنية صناعة السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية عليه أن يرى أن الأمريكية و الأمركة هما الصهيونية والصهينة اليس هذا ما لم تستطيع شجاعتك أن تسعفك للقول به جهارا؟؟؟ إلا طبعا إذا قلت هذا دون فهم عميق له وبالتالي:أقول لك كفى مراهقة فكرية!!! لماذا؟ لأني لي الحق الذي نصت عليه كل شرعة حقوق الإنسان أن أكون حاملا لثقافتي الوطنية السورية ومن حقي رفض “السلام الأمريكي” (Pax Americana) على الطريقة الإمبراطورية الرومانية القديمة (Pax Romana) !!!
    ثم أدعوك للتأمل في هذه الجملة الخطيرة التي كتبتها قائلا” الدولة المستقلة بالمعنى الكلاسيكي لهذه الكلمة لم تعد موجودة في العديد من أجزاء العالم…” وخطورة الجملة أنها تبطن بطريقة ما تقبل فكرة “السلام الأمريكي”( Pax Americana) ثم أنها لم تقل الحقيقة الموضوعية المتكاملة عن الفكرة وهي انطباقها على الأفراد بنفس درجة انطباقها على الدول وهي أن استقلال وحرية الدول هي نتاج عملية متكاملة من الصراع والتفاوض (negotiation and compromise ) بين جملة من القوى وبالتالي هي أمر نسبي مرتبط بجملة موضوعية لأي دولة في هذا العالم بما فيها تاريخها، وموقعها الجغرافي ثقافتها، البنية العسكرية لها والصناعية، البنية الأثنية والدينية، احتلال أجزاء منها من قبل دول أخرى ديونها المالية وتطلعاتها الوطنية من حيث الانسجام مع تاريخ فكرة “الدولة” وما يشكل قوامها روحيا، دينيا، ثقافيا لغويا عرقيا كان أم غيرها…الخ
    فهل لديك الجرأة الأدبية للقول ما وراء ما قلته وكتبته أما ثمة تجاهل متعمد لذلك بهدف زرع ذلك في “لا وعي” القارئ أم أنك أصلا غير واعي لخطورة ما قلته ؟

    • انظر الى هذا المعارض المتناقض الذي يناقض حتى نفسه فهو يرفض تدخلا أجنبيا ولكنه يقبل تدخلا عسكريا عربيا علما أنه يقول أن العرب والخليجيين تحديدا يتأمرون على سوريةاليك هذا الخبرعنه:<هيثم مناع حزب دع الشيطان يأتي يدعو لتدخل غربي بسوريا ودول الخليج تحارب سوريا إعلاميا!
      رأى رئيس "هيئة التنسيق الوطنية" المعارضة هيثم مناع أن دول الخليج "شاركت في الحرب الإعلامية على سوريا وحضّت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التدخل العسكري فيها. وقال: "لقد سمعنا أكثر من مرة أنّها مستعدّة لإحالة الملفّ السوري إلى مجلس الأمن".
      وتابع منّاع "دول الخليج تحاول أن تجعل من سوريا أرض معركة ضد إيران. ونحن نرفض ذلك لا نريد أن تستغلنا أي قوة أخرى لمصالحها الخاصة. وعن دعوة مجلس اسطنبول إلى التدخل العسكري الغربي، رأى منّاع أنه " قد نشأ "حزب دع الشيطان يأتي" معتبراً «ان ذلك ليس بنّاء ابداً» مستشهداً بما قاله له بول بريمر يوم كان رئيس سلطة الائتلاف الأميركية المؤقتة الموكلة بالاشراف على الاحتلال الأمريكي في العراق بعد أسبوعين على الغزو. آنذاك توجه هيثم منّاع لبريمر قائلاً "أريد أن أعرف ما الذي ستفعله للحرص على إعادة إعمار العراق بعدما دمّرته الولايات المتحدة" فأجابه "هذا ليس من شأننا". وتابع منّاع "لا نريد أن يدمّر أحد بلدنا. لم نشهد أبداً وضعاً تظهر فيه ساحرة تدخل بلادا ثم تلوّح بيدها مودّعة بسلام وتغادر، التدخّل العسكري الغربي ليس حلاً". وأضيف أخيرا هنا كم يحزنني أن وطنا عظيما مثل سورية يكاد يضيع بين أيدي جهلاء يتخبطون في تنظيراتهم العقيمة والسطحية و بقصر نظرهم وتناقضاتهم بينما يتأمر على وطنهم أعداء الإنسانية و تجار النفط و خدامهم الخليجيين والعربان وقصار وعميان البصر والبصيرة!!!!

      • استدراك وتصحيح:علي أن أذكر ما يلي أن الجملة الأخيرة من تعليقي الأخير هو كلامي شخصيا وليس لمناع وهو:

    • أعتذر من الأستاذ أبو سلمى على تأخري بالاجابة على أفكاره ..السبب هو السفر والانشغال المهني , الجواب سيأتي حتما , وشكرا على تذكيري بضرورة الاجابة

    • كيفف تكون الأفكار خطرة جدا ؟أجاب أبو سلمى على هذا السؤال بالقول عنما يكون لها المضمون الذي أتت به المقالة , وكيف تكون الأفكار خالية من أي خطورة ؟ وليسمح لي الأستاذ أبو سلمى بالاجابة , وذلك بالقول ..عندما يكون لها مضمون تعليقه !

      وأول مضامين السذاجة , هو مضمون السخرية من القانون الدولي ..سخرية تترافق مع اعلى درجات الهلع والفزع من هذا القانون الدولي , السلطة ومن تحتها لاتريد المثول أمام الحق والقانون الدولي ولا تريد مايسمى “التدويل ” ولا تريد مجلس الأمن , حتى ولو كلف ذلك جعل سوريا مستعمرة روسية أو ايرانية ..التنكر للواقع لايلغي هذا الواقع , وسخرية أبو سلمى من القانون الدولي شبيهة بسخرية رئيس الجمهورية من الأمم المتحدة , عندما وصفها” بالألعوبة ” ..نظرة جعلت من السياسية السورية “مهزلة ” , العرف السياسي الجدي لايعترف بتطاولات من هذا القبيل , تطاولات ضارة , على الأخص بالشعوب والدول والسلطات التي تمارس هذه التطاولات .

      أبو سلمى يحاول لوي رقبة الواقع , وذلك بانكاره والتنكر له , الواقع يقول , ومصدر القول هي الأمم المتحدة , على أن معظم الحروب بعد عام ١٩٤٥ هي حروب أهلية ..داخل الدول , وليس بين الدول , ولماذا يريد أبو سلمى لوي رقبة الحقيقة ..ليس لسبب في نفس يعقوب ! , وانما لكي يقول ان الحرب الأهلية السورية التي كانت باردة طوال أربعة عقود , حيث تخللتها فترات ساخنة جدا , ومنذ مطلع هذا العام أصبحت ساخنة بدون انقطاع , هي صورة عن غزو خارجي ..ولربما لايعترف أبو سلمى بالشكل الأهلي للحرب اللبنانية أو السودانية أو اليمنية ..الخ فمصدر كل منكر في هذا العالم هو “المؤامرة” وهذه النظرة هي سبب القول ان أفكار أبو سلمى في تعليقه ليست خطرة اطلاقا .

      بعد أن انتهى أبو سلمى من عملية تزوير الحقائق الدولية بما يخص الحروب وتقسيمها بين أهلية ودولية , أتى دور العصاب الأمريكي … والتنكر للربيع العربي , حيث يظن أبو سلمى على أن وضع عبارة الربيع العربي بين قوسين , ثم ابتداع ترجمة لكلمة العولمة , ينهي الربيع العربي , وينهي العولمة , وكيف لايقوى بصر أبو سلمى على رؤية الربيع العربي , ولا يقوى هذا البصر عن رؤية العولمة على انها النظام العالمي الذي فرض نفسه بالرغم من الأمريكان, هو أمر ليس في منتهى الغرابة , وذلك لأنه لم يكن للتربية البعثية من هدف خلال نصف القرن الماضي ,الا هدف اعماء البصر والبصيرة معا , وهذا العميان نراه على أبشع صوره في محاولته اليائسة ترقية بعض العشائر الى مستوى الدولة , الدولة هي ممثلة لمجتمع مترابط متضامن متكافل , والدولة ليس مجموعة من الجماعات المذهبية أو العشائرية أو العائلية , التي تعيش الى جانب بعضها البعض ..الدولة تعني التعضي الاجتماعي , وما نشاهدة من كيانات يطلق عليها رسميا اسم دولة , لايمثل دولة بالمعنى العلمي والكلاسيكي للكلمة , الدوة تفترض وجود تمثيل حقيقي لها , والانقلاب لايعبر عن تمثيل , وانما عن اغتصاب , وليس للمغتصب أي شرعية اخلاقية أو قانونية ., ثم انه على الدولة أن تكون مستلقة حقيقة وليس وهما , هل يمكن للأردن أن يكون مستقل اقتصاديا ؟؟ هل يمكن لاسرائيل أن تكون مستقلة ؟؟ وكيف هو الحال مع شرعية السلطىة السورية , ومن أين أتت ؟؟ وكيف يمكن تقييم الحماية الروسية ..هل يمكن “لمحمية” أن تكون دولة ؟؟ , واضافة الى معالم الضعف الذاتية جاءت العولمة , التي تمثل حتمية تطورية لتأخذ من استقلالية هذه الكيانات العليلة الكثير من استقلاليتها الموهومة , أين هي استقلالية الجيش المصري عندما تكون أمريكا مسؤولة عن تمويله وميزانيته البالغة ٣ مليارات دولار ؟ , في هذا العالم توجد دول ويوجد أشباه دول , يوجد بشر وأشباه بشر !

      خلاصة القول هي انه ليس للواقع , الذي يبرهن عن وجود اشباه دول أي علاقة بسلام الأمريكان أو الرومان , ورؤية رابط بينهما ليس الا ضربا من ضروب العميان , هناك ضبابية معذورة بما يخض النظرة السياسية .. اذ لم يتدرب الانسان السوري خلال نصف القرن الماضي على أساليب أفضل !! ميول مرضي للوقوع في الحالات “الحلمية” .. مشكتنا اننا نحلم كثيرا !!

      • “أثاراشمئزازي” لأن القوة هي القانون الدولي المعمول به حتى يومنا هذا! لقد تعذرت بالانشغال بالأعمال حتى تعود للرد على أفكاري ثم عدت وبدأت بالحديث عن “سذاجة” موقفي من القانون الدولي.” إن سذاجتك هذه والمتجسدة بأفكار تدافع بموجبها عما يسمى “بالقانون الدولي” وكأنه كان ثمة قانون في يوم من الأيام وعبر تاريخ البشرية في هذا العالم غير قانون القوة أثار اشمئزازي على نحو مريع أحتاج الى بعض الوقت للنقاهة حتى أستطيع تحمل قبحا ومراهقة فكرية كهذه وحتى أستطيع الرد على سذاجة كهذه والتي تنسجم تماما مع هلوساتك السابقة عن “التدخل الدولي” في سورية الحوم حولها بهدف تبريرها وجعل قراء “سيريانو” يقبلون بها عبر فلسفات عن العولمة وعن الانتماء للوطن الذي هو العالم حيث تضيع فيه ملامح لوطن صغير ذي ثقافة وإرث حضاري عظيم كسورية ويصبح حسب فلسفتك و مواطنيتك في “بروكسل” أو “واشنطن” تغنيك عن كل سورية ذلك المكان الرومانسي الذي يسميه السوريون وطنهم: سورية!! أعدك أن أرد على أفكارك بعد أن أنتهي من حالة الغثيان التي أثارتها في نفسي أفكارك “العظيمة”!!!

  2. وأضيف أخيرا هنا كم يحزنني أن وطنا عظيما مثل سورية يكاد يضيع بين أيدي جهلاء يتخبطون في تنظيراتهم العقيمة والسطحية ( وأضيف وبردحهم المسعور) و بقصر نظرهم وتناقضاتهم بينما يتآمر على وطنهم أعداء الإنسانية و تجار النفط و خدامهم الخليجيين والعربان وقصّار وعميان البصر والبصيرة!!!!

  3. ليكن معروف عند الأستاذ أبو سلمى ,على أن الوطن السوري العظيم موضوع في يد رئاسته وقيادتة المتمثلان بالرئيس الدكتور بشار الأسد (الأسد الى الأبد) وبالحزب القائد الى الأبد (المادة الثامنة ) , ,ولا أظن على أنك يا أستاذ أبو سلمى تعني ماقلت جديا ,من أن الوطن موضوع بين أيدي حهلاء يتخبطون في تنظيراتهم العقيمة والسطحية وبقصر نظرهم وتناقضاتهم , ولا أظن انك تعني بذلك ادام توماس , لأن الوطن ليس بين يديه اطلاقا ولا حول له ولا قوة , كما أن دكترة المدعو أدم ابن أدام ليست من مقام رئاسي أو قيادي مقارنة بالدكاترة جميل وبشار ثم الدكتور طالب ابراهيم والدكتور رستم غزالة والدكتور بهجت سليمان والكثير غيرهم من الدكاترة الموهوبين .
    أما عن اعداء الانسانية وتجار النفط وخدامهم الخليجيين والعربان وقصار وعميان البصر والبصيرة , فليس لي أي مأخذ على ماتفضلت وقلت

    • No mental epiphony expected from you!ليكن معروف عند الأستاذ أدام توماس انه تهرب من صلب الأفكار التي طرحتها ولجأ الى ماسميته “الردح المسعور” عن “الدكاترة” و قزم قضايا الوطن الى قضايا “الدكاترة” مما يدل على أنه عندم يفشل في الرد الموضوعي والفكري المتكامل لا يجد بدا من الانسحاب عبر اطلاق “فتيشات دخانية” تغطي انسحابه المزري! وعندما تحدثت عن أولئك الرعاع الذين “استلموا” رقبةالوطن و سلموهاالى البروبوغاندا السياسة القطرية والسعودية لم يجد بدا من يعلق القضية بالسلطة والنظام ونسى أنه هو ومن يتخرصون سذاجة في قضاياالوطن سبب الأزمة التي لم يعد جوهرها الأصلاح المنشود وأنما أسقاط سورية الوطن و دولة.تماما كما يفعل السيد علوش الذي ينتظر السفير يوسف الأحمد ليقول كلمة في رجم زعماء السيد علوش القطرين والسلفيين السعوديين والإخونجية حتى تستعر قريحته في رجم هذا الرجل وكأن كل قضاياالوطن لم تعد سوى الدفاع عن تدخل حكام قطر في قضايانا وكأن السفير يوسف الأحمد هو كل الوطن وأن الهجوم عليه ينقذ الوطن من الفخ المرسوم له عبر حرب سرية أطلسية أمريكية اسرائيلية خليجية!! كفى تعمية وكفى استهتار بوطن ودماء شعبه وسلامة وجوده!!!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *