علقت بشكل مقتضب على البيان من أجل المواطنة , وفي تعليقي نوهت الى زعيق بسام القاضي , الذي اتهم البيان بالطائفية ..اذ قال ان الطائفية لاتصنع مواطنة , ثم قال حتى المقنع منها , وكأن الطائفية تتضمن ماهو مقنع ! , انها المرض العضال .
بسام القاضي يدعي انه استلم البيان للتوقيع , ورفض التوقيع رفضا باتا , وذلك لأن البيان طائفي , والمعني الوحيد فيه هو “الطائفة العلوية” الخائفة على مستقبلها ,وهذا عين الحقيقة . الا أن بسام القاضي خرج كغيره من الأعراب عن الموضوع , وتسلق مباشرة سلم السياسة الأعلى مستوى من البيان تحدث عن الخوف ..فمن من يخاف المواطن ؟ ولماذا يخاف المواطن ؟ ,والحائر بسام القاضي استنبط هنا نظرية فذة , اذ قال ان النظام لايخيف أحد , مستلهما هذه النظرية لربما من جروحه ورضوضة , التي سببها الفلق الذي أكله مؤخرا من رجال الأمن , الذين اقتادوه يومين كاملين الى القبو ثم هذبوه وأدبوه وأطلقوا سراحه , بعد أن زرعوا في بوقه لسانا آخر وفي راسه عقلا آخر , اذ أقنعوه بضرورة المناداة باعدام اعضاء المجلس الوطني فورا وبدون أخذ ورد وبدون تدخل الوسطاء وغيرهم ..اعدام فوري وحكم قطعي باسم الشعب السوري العربي المناضل , فبسام القاضي لايخاف من النظام على الرغم من الرضوض ..النظام مسالم كالنعجة , رقيق الحاشية ومتفهم ويفهم ضرورة جرجرة بسام القاضي الى القبو ..بسام القاضي أكد ذلك بالقول , ان لجرجرته ضرورات أمنية ,لم يفصح عنها تفصيليا ..لماذا يا أستاذنا الكبير ؟؟ أين هي الضرورة الأمنية في جرجرتك الى القبو , وماذا فعلت أيها الخاروف ؟؟؟ ولماذا كان من الضروري اتلاف كل زجاجات الوسكي وأثات بيت القاضي العامر وكؤوس العرق والحواسيب الخاصة بالقاضي المدافع عن النساء ؟؟هل هذا ضرورة أمنية أيضا ؟؟.
القاضي يتابع في تحليله لظاهرة الخوف قائلا , ان مصدر الخوف الوحيد هو التنكص الذي أصاب الثورة وحولها الى ممارسة عصابة قاتلة يرأسها غليون ولؤي حسن ورياض الترك وغيرهم ..مجلس الخيانة ! ومجلس الارتماء في الحضن الأمريكي ومجلس جلب الاستعمار من جديد , وما علاقة كل ذلك بالوضع السوري المتأزم منذ خمسين عاما … فعندما بدأت السلطة في استغلال طائفة وتجنيدها في خدمتها الأمنية كان عمر غليون عشر سنوات على الأكثر, ولم يكن لؤي حسن قد ولد , وبعد أكثر من عشر سنوات ولدت روزا ياسين حسن وكذلك سمر يزبك …لقد أثر الفلق كثيرا على عقل بسام القاضي , ولم يعد يعرف شرقه من غربه .
لقد أورد الأستاذ القاضي اسباب رفضه بشكل مبوب , تحت 1- قال ان الحديث من خلفية طائفة هوحديث طائفي , والحق معه ..الا أن الواقع يتطلب تسمية الأشياء بأسمائها الصحيحة , والواقع الآن طائفي بامتياز , لذا فان تجاهل الواقع هو جهل مدقع , وتحت 2- قال القاضي بسام ان البيان لايدين بالاسم وبلا تحفظ “خيانة ” المجلس الوطني , وكل من يدعوا الى التدخل الأجنبي , وهنا لم يفقه القاضي هدف البيان اطلاقا , فالبيان يريد نفي وجود طائفة علوية تتكلم كطائفة ,وانما يريد القول على أنه يوجد مواطن سوري أولا ,ولا علاقة لللانتماء الطائفي المذهبي بالمواطنة , ثم تحت 3- لايدين البيان بالاسم مايسمى “الجيش السوري الحر” المتلطي تحت العباءة الوهابية , وفي هذه النقطة فات عن نباهة القاضي بسام ان هدف البيان هو ازالة الشبهة عن الطائفة العلوية على أنها ليست رديفة للسلطة , ومن هذه النقطة الثالثة تظهر معالم الفلقة التي أكلها القاضي من رجال الأمن , يقول مالقنونه له بالحرف الواحد , وذلك تحت طائلة فلقة أخرى , أما النقطة رقم 4- فهي اعادة للنقطة الثالثة , وتتعلق بضرورة رفض التدخل الخارجي ..عربيا كان أو غربيا …لاشيئ جديد في هذه النقطة , ثم النقطة رقم 5-البيان لايحدد بالضبط معنى شعار “اسقاط النظام ” , وذلك مع العلم على أن كل سوري , حتى الأمي , يعرف معنى هذا الشعار ..اسقاط الرأس والجسد , والبدأ يكون كالمعتاد بالرأس ثم يتلوه الجسد ..
ثم يتابع القاضي سرد مطالبه من البيان وفعلى البيان التأكيد على فصل الدين عن الدولة , وهذه هي حقيقة روح البيان , ثم عدم التمييز بين المرأة والرجل ..وهنا خلط القاضي الحابل بالنابل ,والقاضي طلب من البيان التأكيد على حرية الاعتقاد, ثم التأكيد على وحدة الأراضي السورية كما جاء في سايكس بيكو ,والتأكيد على الحق باعادة لواء اسكندرون, والحق في اعادة الجولان حتى بالوسائل العسكرية , ثم التأكيد على دعم المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني , وغيرذلك من البديهيات .
أعود الى القول للقاضي , على أن البيان هو بيان من أجل المواطنة , وضد الطائفية التي ألغت المواطنة السورية , وليس بيان حكومي .. ولم يكلف أحد روزا ياسين حسن بتشكيل حكومة جديد , وبالتالي اصدار بيان حكومي , عليه أن يتضمن معظم ماقاله القاضي …
لقد قيل مرارا على أن السلطة قتلت العقل, عقل القاضي أيضا…قتيل حبك !!!