قبل أكثر من شهر أتى المراقبون العرب ’ للتأكد من تطبيق سوريا للبنود الأربعة التي وافقت علها , وحتى ذلك الوقت كان معدل القتلى من المدنيين يوميا 16 قتيل , اتى المراقبون , وبفضل مراقبتهم الحاذقة قفز عدد القتلى من المدنيين يوميا الى 29 قتيل بمعدل وسط .
يقال ان الجيش السوري ارتكب مجازر في حمص , حيث قصف بالمدفعية بيوتا تهدمت على رؤوس اصحابها , هذا بالضافة الى سماع أصوات اطلاق النار في العديد من المناطق ..حمص وحماه .. أما في ريف لادمشق فقد اشتبك الجيش مع عناصر المنشقين في منطقة حرستا وعربين , والحصيلة كانت 78 قتيلا .
أما يوم أمس فلم يكن أقل دموية من اليوم , حيث قتل 62 مواطنا منهم 11 طفل , وفي مدينة حمص هاجمت الشبيحة عائلة “سنية ” وقتلت 14 منن افرادها , منهم ثمانية أطفال .
بالنظر الى هذه الأرقام يجب ان نسأل عن الهدف الأساسي من وجود المراقبين , هل الهدف هو مراقبة تطبيق وتنفيذ البنود الأربعة , المتفق عليهم , مما يقود تلقائيا الى تخفيف حدة الأزمة وتقليل عدد القتلى , أو ان الهدف في نفس يعقوب .. حيث لم يتم تنفيذ النقاط الأربعة , ولم يتم الحوار , وتم رفض القرارا العربي القاضي بتشكيل حكومة وطنية وتنازل الرئيس عن بعض صلاحياته .
نظرا لهذه النتائج السلبية يجب القول , ان عمل المراقبين بدون جدوى أو فائدة .وكل شهر يكلفوا 5 من 1 مليون الى 5 ملايين دولار تقريبا , لذا عليهم العودة الى بيوتهم وتوفير الملاين من الدولارات , وذلك لمن يحتاجها بشكل أفضل .
الملف ذاهب الى مجلس الأمن لامحالة , وفي مجلس الأمن ستبدأ المساومات , ولا أظن على السلطة ستنصاع بشكل كاف الى العقل , وقد لايكون هناك مفر من استخدام العنف ضد السلطة , التي تستعمل العنف بشكل مستفيض ..العنف يقود الى العنف وهذه هي القاعدة المتبعة هذه الأيام
طرح آدام هذا السؤال يوم أمس , واليوم اعلنت الجامعة العربية النهاية الفورية لعمل المراقبين ..فشلت مهمتهم من الألف الى الياء , وتحت اشرافهم حدثت الاستباحة , من جهة النظام أولا , الآن ستأخذ الأمور مجرى آخر ..ماهو ؟؟لا أعرف ..تدويل ؟؟ أو غير ذلك
اسفت سوريا لقرار امين عام جامعة الدول العربيةايقاف عمل لجنة المراقبين العرب، معتبرة انه جاء تمهيداً لاجتماع مجلس الأمن الثلاثاء، ولممارسة الضغوط في المداولات بهدف استدعاء التدخل الخارجي وتشجيع المجموعات المسلحة لزيادة العنف ضد المواطنين؟(التصريح السوري), أي أن الثورة هي ضد المواطنين وليست ضد النظام , منطق رائع !
وهل يمكن لعاقل ان يتوقع بقاء المراقبين بعد المجازر التي حدثت يوم أمس وقبله ؟؟ وهل الموافقة السورية على تمديد عمل لجنة المراقبين هو الشرط الأساسي لبقائهم ؟؟لقد كان على المراقبين مراقبة تنفسذ البنود الأربعةالتي اتفق عليها مع الجامعة العربية, والآن ما العمل ؟ .
من يقول , انه لاعلاقة لتأزم الوضع الأمني ولزيادة عدد القتلى بايقاف عمل لجنة المراقبة , هو انسان غير جدي , وعلى وزير الخارجية الآن ابتكار لعبة جديدة … الخناق يقيق ياوزير الخارجية …أو بالأحرى ضاق حتى الاختناق ..