لا نشهد “ثورة” بل احتجاج محدود .. أدونيس: الحراك استند لصوت غير سوري طائفي وحراب أميركية.

أعتقد جازما أن ثمة تزوير خطير جدا أصاب المقابلة التي أجراها الشاعر السوري أدونيس مع “الرأي”  و ربما ما قدمه التيسير عمار لم يكن إلا واحدا من النسخ المزورة أو المنقوصة للمقابلة. حفاظا على تعدد المقاربة للحديث  أقدم بعضا من النسخ المتداولة إعلاميا عن هذه المقابلة. وأدعو في النهاية الى إعمال العقل والبحث لمعرفة حقيقة المقابلة وأحب أن أذكر أنه لا يمكن لأحد إعطاء حق احتكار الحقيقة ولا حتى  لأدونيس لأن أدونيس في نهاية الأمر مفكر وفيلسوف وشاعر وليس سياسي وفهمه للأمور في عملية ممارسة السياسية تختلف جذريا عن مجاله النظري وهذا البون بين الفكر والسياسية وممارسة السياسة تجلى في تاريخ البشرية وليس أقله ولا أوله اختلاف وجهتي نظر ما بين الأسكندر الأكبر وأستاذه و رجل الفلسفة الكبير أرسطو. يقول نيتشه ما معناه “عليك دائما أن تحترم من يبحث عن الحقيقة والسخرية ممن ادعى أنه وجدها” ضياء أبو سلمى القاضي نوران.

فيما يلي أحدى النسخ المتداولة عن المقابلة ونجد فيها أفكار مختلفة عما قرأناه في “سيريانو”:

لا نشهد “ثورة” بل احتجاج محدود .. أدونيس: الحراك استند لصوت غير سوري طائفي وحراب أميركية.

معالم القلق حول مستقبل العالم العربي وعمقه السوري، تراكمت عند المفكر السوري أدونيس، وازدادت حدّتها، والمؤشر الأخطر الذي يؤرقه هو تصاعد التيار الإسلامي المتطرف، ولا سيما في مصر وتونس والخوف الأكبر يبقى على سوريا لدى ابنها أدونيس.

صحيفة “الرأي” أجرت حواراً مطولاً مع أدونيس، الذي أكد في توصيف مايمارسه البعض تحت شعار الاحتجاج أن “العنف المادي، يُخرج الإنسان من إنسانيته ويأخذه إلى التوحّش، وهو عامل انحطاط لا عامل نهوض. عامل تغيُّر نحو الأسوأ”.

وردا على سؤال حول إذا ماكان العالم العربي يشهد ثورات في نظره قال أدونيس: “إن ما جرى ويجري، وخصوصاً ما يرتبط بالشبان والشابات، يظلّ في إطار التمرّد والاحتجاج، في حين أن الثورة عملٌ جذريٌ شاملٌ مازلنا بعيدون عنها وبتحقيقها نبني مجتمعات عربية جديدة حقاً، وديمقراطية حقاً، ليس كما يحدث الآن”.

وحول التيارات الإسلامية المتطرفة قال، “هذه تيارات كانت كامنة. وما قام به الشبان والشابات العرب، وفر فُرصة لظهورها، وهي الآن تتواطأ مع القوى الرجعية العربية، والأجنبية الكولونيالية للسيطرة والهيمنة، وخصوصاً أنها الأكثر عدداً والأكثر تنظيماً، غير أن ذلك لا يعطيها أيّ مشروعية لبناء المستقبل.

وانتقد أدونيس طريقة تفكير هذه التيارات بالقول “لا يُبنى المستقبل بالماضي، مهما كان هذا الماضي حاضراً وفعّالاً، الشعوب الحيّة تبني مُستقبلها بتجاربها الواقعية وإبداعاتها، وليس بذكرياتها وأحوالها الماضية”.

وحول صعود التيارات الإسلامية وأسبابه قال: “أنا لا أفسّره، كما هو شائع، بـ “فشل” الحركات اليسارية”

ورأى أدونيس أن الفعل الثقافي هو الفعل الذي يجب أن يكون أساسا لأي حركة تهدف لتطوير المجتمع العربي وقال: “أنا أقصد بـ”الثقافي” هنا، المعنى الثقافي الواسع الذي يتضمّن التربية، والاجتماع والسياسة، والاقتصاد، والعلاقة مع الآخر، إضافة إلى الآداب والفنون والعلوم والقوانين”.

وحول المجتمع السوري وتطوره قال أدونيس: “المجتمع السوري يحتاج إلى تحولات على مستوى البنية السياسية والاجتماعية ويجب أن تكون التغيرات الاجتماعية سباقة لأنها تشكل القاعدة”.

وعن ما تشهده سوريا من احداث قال: “في سوريا لا نشهد ثورة بل احتجاج محدود، في عدد المحتجين، وفي عدد الأمكنة التي يتم فيها هذا الاحتجاج. الثورة لا تكون إلاّ بتحرك الكتلة الكثيفة من جسم الشعب، وبخاصة في المدن الكبرى. وهذا التحرك لم يحدث لأن البداية كانت خطأ، كان للحراك نبرة طائفيّة مذهبيّة، تتحرك داخل “صوت” غير سوري، لكي لا أقول “أجنبي””.

وحول الأطراف التي تدعي أنها تمثل المعارضة السورية ممثلة بـ”هيئة التنسيق” و”مجلس اسطنبول” قال أدونيس: نحن نشاهد “صراع على المواقع”، وهذا مَقْتَلُ الحراك الشعبي. ثم ما معنى “ثورة” في أي بلد عربي، لا في سوريا وحدها، إذا لم تكن قائمة أساسياً على الفصل بين الدين والدولة؟ وما تكون جدواها خصوصاً إذا كانت تَسْتَعينُ بالحِراب الأميركية أو الأطلسية؟!!

وحول ترسيخ الديمقراطية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، في المجتمع السوري قال: “لا ديمقراطية، ولا حقوق إنسان وبخاصة حقوق المرأة، ولا حريات، ولا دولة قانون في سوريا أو غيرها من البلدان العربية، دون تحقيق الفصل الكامل بين ما هو ديني من جهة، وما هو سياسي ثقافي اجتماعي من جهة ثانية، على جميع المستويات وفي مختلف الميادين”.

وأكد المفكر السوري أن المدعو برهان غليون جاء إلى رئاسة مجلسه بفضل الإسلاميين، وبإرادتهم، ورأى أن الإخوان المسلمون في سوريا يعتمدون على التمويه. والـ”غش” الثقافي عندما يتشدقون بالمدنية وقال: “يجب استخدام كلمة علمانية إذا كان القصد “المدنية” حقّاً”.

وفي تقرير أخر عن المقابلة  نقرأ ويبدو أنها تقارب النسخة التي نشرتها نقلا عن “دي برس”:

غليون وصل بإرادة الإسلاميين أدونيس الحراك استند لصوت غير سوري طائفي وحراب أميركية

معالم القلق حول مستقبل العالم العربي وعمقه السوري، تراكمت عند المفكر السوري أدونيس، وازدادت حدّتها، والمؤشر الأخطر الذي يؤرقه هو تصاعد التيار الإسلامي المتطرف، ولا سيما في مصر وتونس والخوف الأكبر يبقى على سوريا لدى ابنها أدونيس.

صحيفة “الرأي” أجرت حواراً مطولاً مع أدونيس، الذي أكد في توصيف مايمارسه البعض تحت شعار الاحتجاج أن “العنف المادي، يُخرج الإنسان من إنسانيته ويأخذه إلى التوحّش، وهو عامل انحطاط لا عامل نهوض. عامل تغيُّر نحو الأسوأ”.

وردا على سؤال حول إذا ماكان العالم العربي يشهد ثورات في نظره قال أدونيس: “إن ما جرى ويجري، وخصوصاً ما يرتبط بالشبان والشابات، يظلّ في إطار التمرّد والاحتجاج، في حين أن الثورة عملٌ جذريٌ شاملٌ مازلنا بعيدون عنها وبتحقيقها نبني مجتمعات عربية جديدة حقاً، وديمقراطية حقاً، ليس كما يحدث الآن”.

وحول التيارات الإسلامية المتطرفة قال، “هذه تيارات كانت كامنة. وما قام به الشبان والشابات العرب، وفر فُرصة لظهورها، وهي الآن تتواطأ مع القوى الرجعية العربية، والأجنبية الكولونيالية للسيطرة والهيمنة، وخصوصاً أنها الأكثر عدداً والأكثر تنظيماً، غير أن ذلك لا يعطيها أيّ مشروعية لبناء المستقبل.

وانتقد أدونيس طريقة تفكير هذه التيارات بالقول “لا يُبنى المستقبل بالماضي، مهما كان هذا الماضي حاضراً وفعّالاً، الشعوب الحيّة تبني مُستقبلها بتجاربها الواقعية وإبداعاتها، وليس بذكرياتها وأحوالها الماضية”.

وحول صعود التيارات الإسلامية وأسبابه قال: “أنا لا أفسّره، كما هو شائع، بـ «فشل» الحركات اليسارية”

ورأى أدونيس أن الفعل الثقافي هو الفعل الذي يجب أن يكون أساسا لأي حركة تهدف لتطوير المجتمع العربي وقال: “أنا أقصد بـ«الثقافي» هنا، المعنى الثقافي الواسع الذي يتضمّن التربية، والاجتماع والسياسة، والاقتصاد، والعلاقة مع الآخر، إضافة إلى الآداب والفنون والعلوم والقوانين”.

وحول المجتمع السوري وتطوره قال أدونيس: “المجتمع السوري يحتاج إلى تحولات على مستوى البنية السياسية والاجتماعية ويجب أن تكون التغيرات الاجتماعية سباقة لأنها تشكل القاعدة”.

وعن ما تشهده سوريا من احداث قال: “في سوريا لا نشهد ثورة بل احتجاج محدود، في عدد المحتجين، وفي عدد الأمكنة التي يتم فيها هذا الاحتجاج. الثورة لا تكون إلاّ بتحرك الكتلة الكثيفة من جسم الشعب، وبخاصة في المدن الكبرى. وهذا التحرك لم يحدث لأن البداية كانت خطأ، كان للحراك نبرة طائفيّة مذهبيّة، تتحرك داخل «صوت» غير سوري، لكي لا أقول «أجنبي»”.

وحول الأطراف التي تدعي أنها تمثل المعارضة السورية ممثلة بـ«هيئة التنسيق» و«مجلس اسطنبول» قال أدونيس: نحن نشاهد «صراع على المواقع»، وهذا مَقْتَلُ الحراك الشعبي. ثم ما معنى «ثورة» في أي بلد عربي، لا في سوريا وحدها، إذا لم تكن قائمة أساسياً على الفصل بين الدين والدولة؟ وما تكون جدواها خصوصاً إذا كانت تَسْتَعينُ بالحِراب الأميركية أو الأطلسية؟!!

وحول ترسيخ الديمقراطية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً، في المجتمع السوري قال: “لا ديمقراطية، ولا حقوق إنسان وبخاصة حقوق المرأة، ولا حريات، ولا دولة قانون في سوريا أو غيرها من البلدان العربية، دون تحقيق الفصل الكامل بين ما هو ديني من جهة، وما هو سياسي ثقافي اجتماعي من جهة ثانية، على جميع المستويات وفي مختلف الميادين”.

وأكد المفكر السوري أن المدعو برهان غليون جاء إلى رئاسة مجلسه بفضل الإسلاميين، وبإرادتهم، ورأى أن الإخوان المسلمون في سوريا يعتمدون على التمويه. والـ«غش» الثقافي عندما يتشدقون بالمدنية وقال: “يجب استخدام كلمة علمانية إذا كان القصد «المدنية» حقّاً”.

 

لا نشهد “ثورة” بل احتجاج محدود .. أدونيس: الحراك استند لصوت غير سوري طائفي وحراب أميركية.” comments for

  1. أشكر الأستاذ أبو سلمى لانهماكه الشديد في موضوع المقابلة وتزويرها ومحاولة اكتشاف الصحيح منها ,وأقول سلفا ان اعداء أدونيس نجحوا في تمييع مضامين المقابلة , وذلك عن طريق جرجرة المقبلة في سراديب التزوير وعدم الثقة
    تحاشيا لمزيد من التضرر اقترح مايلي :
    ١- بما ان المقابلة اجريت مع الرأي , لذا علينا اعتماد النسخة كما نشرت في الرأي
    ٢-حذف كل النسخ الأخرى غير نسخة الرأي , والحذف صروري لعدة أسباب ..منها مساهمة في دعم الصدق والمصداقية , ومنها ايضا قطع الطريق على المزورين , مع العلم على ان هدف المزور الدعائي يتحقق بمجرد قراءة النسخة التي يريدها …عندما تظهر في نسخة معينة عبارة تقول , ان برهان غليون أتى الى رئاسة المجلس بفضل الاخوان المسلمين , تبقى هذه العبارة عالقة في ماتحت الشعور , وذلك على الرغم من اعتبارها عقليا وشعوريا مزورة ..لقد حقق شبيحة الاعلام بعض أهدافهم التي منها التأثير على ماتحت الشعور , وبالنسبة لي أصبح احتقاري لهم ولأساليبهم في القمة …ولا أظن انه من الممكن الحياة مع هؤلاء الوحوش من اعداء الحياة .

    السؤال مرة أخرى : هل من الأفضل حذف كل نسخة غير نسخة الرأي , أو كتابة عبارة “مزور” على النسخ الأخرى , أريد هنا التأكيد على الحقيقة التالية : مجرد تداول النسخ المزورة , ولو كان تداول ناقد يمثل خدمة جليلة للشبيح المزور

  2. طرح الموضوع بالشكل الذي طرح ..خاصة تحت العنوان كما كتب , هو عمل داعم لأهداف المزور , هناك الكثير من الذين لايقرؤون الا العنوان ..لذا كان من الضروري ارفاق العنوان بعبارة تدل على ان مضمون هذا العنوان مزور وصيغته مزورة أيضا … لقد كنت أنتظر من سيريانو تدخلا أكثر حزما في هذه الواقعة ..اكتشاف التزويرة ليس دافعا لترويج المزور

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *