دماء سورية ساخنة على طبق جريدة الأخبار الصدء

في الفيس بوك  وجدت مقالا للسيد  محمد علي الأتاسي  حول  مجموعة من رجال الصحافة اللبنانيين , وقد اعجبني رأي السيد محمد علي الأتاسي , وخاصة الطريقة المختصرة التي استخدمها  في وصفهم بدقة ..البعض سينسر  بهذا المقال , والبعض الآخر سيصاب باكفهرار الوجه ..هذه هي الحياة .. أرجو للجميع المتعة في تصفح المقال :

“في اليوم التالي لسقوط عشرات الضحايا الأبرياء من أبناء شعبي السوري، ارتكبت الخطأ القاتل وتصفحت جريدة “الأخبار اللبنانية. ويا ليتني لم أفعل، فقد تقطعت أحشائي وأصابتني حالة من القرف وانا أقرأ الكذب المباح و التمثيل الرمزي بجثث الشهداء السوريين وتضحياتهم.

ففي الوقت الذين ينزل فيه المتظاهرون إلى الموت بصدور عارية وهم يهتفون في عربين وفي اللاذقية، في طرطوس وفي حمص، في دوما وفي درعا، ضد الشيخين البوطي وحسون، بهتافات من مثل “يا بوطي ويا حسون الشعب السوري ما بيخون” أو “إسمع يا بوطي إسمع، الثورة ثورة شعبية مانها ثورة طائفية” (الفيديويهات على اليوتوب تبين ذلك)

يخرج علينا جان عزيز في جريدة الأخبار (9/4/2011) بمقال يطلق فيه الكذب المباح الذي تخجل منه حتى أجهزة الإعلام الرسمية السورية. فإذا بالشيخ البوطي الذي هو أحد أعمدة النظام وحليفه الأزلي يصبح بجرة قلم من يد هذا الصحافي، واحد من أبرز قادة ربيع دمشق الحالي، وإذا بمطالب البوطي هي مطالب المتظاهرين. وإذا أضفنا إلى كل ذلك شوية عبد الحليم خدام وشوية ثورة الأرز فتكون نتيجة هذه الخلطه اللبنانيه بقلم هذا الصحافي النابغة هي الآتي:

“هكذا تبدو حسابات الجميع في تلك اللعبة القاتلة. غير أن أهم ما فيها لبنانياً، ظهور «ربيع دمشق» بعناوينه الجلية. فبعد اجتماع الشيخ البوطي ـــــ أحد أبرز قادة ذلك الربيع ـــــ في القصر الرئاسي، خرج معدداً مطالب الشق التوأم من «ثورة الأرز»: إعادة المنقبات إلى التدريس حرصاً على تعليم الانفتاح للأجيال الطالعة، إقامة معهد إسلامي، على طريقة «المدارس» الطالبانية، وافتتاح فضائية إسلامية، لمن لم يصله خطاب القرضاوي بعد… كان ثمة حرف ناقص بعد، فتكلم عبد الحليم خدام، كأنه سنونوة الربيع الدمشقي.”

طبعا جان عزيز، لم يمكنه إنشغاله بالثورات العربية وإنعكاساتها اللبنانيه أن يعرف أن أولى مظاهرات السورية التي بدأت في منتصف شهر آذار وإنطلقت من تحت قبة الجامع الأموي لم تكتف فقط بحمل شعار رسم فوقه الهلال والصليب وكتب عليه “لا للقمع نعم للحرية”، ولكنها قاطعت البوطي الذي هاجم الثورة وانزلته من على منبر الجامع الأموي وهي تهتف للحرية وللكرامة.

مسكين جان عزيز فليس لديه متسع من الوقت ليعرف أن البوطي كان منذ بداية الثورة، وكما عهده الشعب السوري دائما، بوقا للنظام لم يفوت فرصه إلا ويهاجم فيها المتظاهرين ويدعوهم للعودة إلى بيوتهم. لا بل أن الأمر وصل به إلى إتهامهم بأنهم يمتطون المساجد ولا يعرفون الصلاة.

هذا عن جان عزيز.

أما عن أسعد أبو خليل وفي ذات العدد، فحدث ولا حرج يا أسعد عن المعارضة السورية التي لم تر منها سوى مأمون الحمصي وعبد الحليم خدام ورفعت أسد ومن اعتبرت أنهم “يكتبون عن تحرير سوريا في جرائد يمينيّة لبنانيّة امتهنت العنصريّة ضد الشعب السوري”، متناسيا طبعا أن هذه الجرائد لما هي عليه بالضبط، لا تقبل أن يكتب فيها بحرية مثقفون سوريون مستقلون. وإذا كان أسعد ابو خليل قد سمح لقلمه بأن يشير إلى نقاء المعارض هيثم مناع ، فإن هذا القلم الغاضب لم ينس في هذه الأوقات الصعبة بالذات أن يشير إلى تواضع وعدم فساد الرئيس السوري وفي هذا يقول:

“جاء بشّار الأسد إلى السلطة عام 2000 بكثير من الوعود والآمال. وهو لم يكن مثل أترابه من أبناء الحكّام العرب (كعدّي صدّام حسين أو عبد الله بن حسين الهاشمي أو أولاد عبد العزيز في السعوديّة وأحفاده، أو جمال وعلاء مبارك) من حيث الانغماس في اللذات المُحرّمة على الشعب. لكنّ تواضعه وعدم فساده على المستوى الشخصي، لم يؤثّرا على انطباع الناس عن الفساد المستشري في بنية النظام، وحتى بين المقربين”.

هذا عن أسعد أبو خليل وقلمه الغاضب، أما عن ابراهيم أمين وقلمه الأمني-التجاري فهو لا يزال يقيس حسابات الربح والخسارة الناجمة عن منع بعض أعداد الأخبار من دخول سوريا.

أما عن القلم الشبابي الثائر خالد صاغية فهم الآن معتكف عن الكتابة بعد أن أدى قسطه للعلى وكتب مقالا ناريا ضد النظام السوري نجم عنه من جهة منع عدد الأخبار المعني من دخول القطر الشقيق، ومن جهة أخرى تتويج خالد صاغية بين رفاقه كالمعارض الأشرس للنظام السوري وكفى الله المؤمنين شر القتال.

أما عن درة تاج الأخبار وجوهرتها الشعرية أنسي الحاج فقد توج هذا العدد من الأخبار ليوم السبت الواقع في اليوم التالي لمجزرة متظاهري سوريا بمقاله الأسبوعي الذي قرر تخصيصه لذكرى إليزابت تايلور عساه بذلك يضع بلسما هوليوديا على جراح شهداء سوريا.

ختاما أعرف أن كلمة شهداء باتت اليوم في جريدة الأخبار مستنكرة عندما يتعلق الأمر بالضحايا السوريين، ولكن إذا كنتم لا تخجلوا من دماء هؤلاء الشهداء فاخجلوا على الأقل من دماء جوزيف سماحة! يا حيف عليكم يا حيف على هذه الصحافة وهذه الأقلام يا حيف.

محمد علي الأتاسي,عن الفيس بوك”

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *