كلهم سيحاربون حتى الموت ..موت الشعب

الرئيس السوري سيحارب حتى الموت , واردوغان سيحاربه حتى الموت , والقذافي  حارب ومات , وزين العابدين حارب  وهرب  , أما مبارك  فقد حارب  واستلقى في السرير   , علي عبدالله صالح يحارب  حتى اليوم ..وملك البحرين حارب ويحارب وسيحارب  حتى الرمق الأخير,  وعن حروب البشير السوداني  فحدث ولا حرج  ..الرؤساء والملوك  أصبحوا وكأنهم فريق من الكاميكازي .
موت القذافي كان بسبب خطأ  تصوراته , وتباين هذه التصورات مع  الواقع ,   اذ أنه  لم يدرك اطلاقا على انه توجد ثورة ضده  أولا , وثانيا لايتصور القذافي  عمليا  وجود اي قوة أو أي  انسان  يستطيع خدش ظفره , لم يعتاد الا على تخديش أظافر الآخرين  وتقتيلهم , لقد عاش أكثر عمره  وهو يمارس هواية التقتيل , حيث أصبح قاتلا قلبا وقالبا  . وعندما  ضبط  في مجرور القاذورات استغرب  الوضع واندهش   وناشد  الثوار …اني والدكم وأنتم ابنائي  .. ولم يكذب القذافي  ..ابوته كانت من نوع غريب  وبعض الشيئ شرقية الملامح  ..الأب يملك كل شيئ  حتى حياة أولاده…ملكه الخاص   كنسائه وقضيبه , وما ذكر من رؤساء وملوك  لايفترقون كثيرا عن القذافي ..خاصة بموضوع الملكية .
 العلاقات السورية التركية  كانت ولا أحلى منها , بعد أن سلمت سوريا  الثائر  الكردي المتمرد  الى تركيا …زيارات  واتفاقيات  والتنقل بين الدولتين بالهوية الشخصية , والآن  تغيرت الأمور  وحل الجفاء مكان   الصفاء , واردوغان يشبه الرئيس الأسد  في  سابقة لامثيل لها بين دولتين  لهما من الحدود المشتركة ما يقارب 1000 كم  بهتلر  وموسوليني   وتشاوشيسكو , طالبا من الرئيس السوري الرحيل والتنحي .  متهما الرئيس السوري بسفك دماء شعبه .
اردوغان قال  حول الجيش السوري  وتعليقا على استعداد الرئيس السوري للحرب حتى  الموت  في سبيل سوريا والشعب السوري  , بحق الله من ستحارب  ؟؟ومن تحارب ليس الا  شعبك السوري , والحرب ضد الشعب السوري ليست بطولة  , وعليك النظر الى أؤلئك المحاربين حتى الموت ..هتلر ..موسوليني ..تشاوشيسكو , وأخيرا وقبل حوالي خمسة اسابيع  القذافي , واذا قلت انك  ستحارب حتى الموت كل تدخل أجنبي , هاهي اسرائيل دخلت واحتلت الجولان  ولم تحاربها !
اردوغان قال انه ليس لنركيا أي مطامع في  أراضي سورية  ولا تريد التدخل , الا أنها لاتسطيع  ان تدير ظهرها للشعب السوري  حين يظلم ..أي أن تركيا ستتدخل  عمليا . وهذه هي ترجمة الكلام السياسي الديبلوماسي, حيث تابع اردوغان ..ان قول الحق  ضد الديكتاتورية  التي توجه السلاح  ضد شعبها  ليس تدخلا في الشؤون الداخلية  وليس دعوة  للعالم للتدخل في سؤون سوريا الداخلية , نحن لانريد سوى الرفاهية للشعب السوري الشقيق ,   وأضاف اردوغان «إن انتقاد الظلم في سوريا، وقول الحق ضد الدكتاتورية التي توجه السلاح ضد شعبها، ليسا تدخلا في الشؤون الداخلية وليسا دعوة العالم للتدخل العسكري. نحن لا نريد سوى الرفاهية والسلامة لبلد شقيق.
اما الرئيس التركي عبد الله غول فقد قال  أمام مؤسسة «ويلتون بارك» البريطانية التي تعنى بالسياسة الخارجية في لندن،»بذلنا جهودا هائلة في السر والعلن لإقناع الزعامة السورية بقيادة الانتقال الديموقراطي. ورغم كل هذا يواصل نظام البعث استخدام القمع والعنف ضد شعبه. العنف يولد العنف. والآن وصلت سوريا للأسف إلى نقطة اللاعودة».
وحذر غول  أيضا من ان مصير سوريا امر «مهم للمنطقة بأسرها، إذ تقع سوريا على خطوط تماس طائفية». واضاف «في الواقع ليس فقط بالنسبة لسوريا بل ايضا بالنسبة الى المنطقة بأسرها، علينا مسؤولية الدفاع عن وحدة الاراضي والوحدة السياسية للبلدان بأي ثمن». وتابع «لا ينبغي السماح للانقسامات الحديثة والقديمة بين البلدان وداخلها في المنطقة ان تتجذر».وقال غول ان «تعريف هذا النضال الديموقراطي بموجب خطوط طائفية ودينية وعرقية سيجر المنطقة بأسرها الى الاضطرابات وإراقة الدماء».
الدولة التركية ممثلة برئيسها  ورئيس مجلس وزرائها  اعلنوا الحرب على السلطة السورية  دون وثيقة اعلان رسمية للحرب ..ماقيل هو عبارة عن مقدمات لابد منها قبل الشروع بالتدخل  الحربي , ومن يقارن اقوال اردوغان ورئيسه غول  مع  أقوال  السياسيين من الدول التي مارست الحروب ضد دول اخرى  لايجد من الفروق شيئا يذكر …لقد وصلت سوريا  الى حالة  كئيبة جدا …ماينتظرها للأسف ليس فقط الخراب  من جراء هذه الحروب , الهزيمة العسكرية  سوف لن تكون أفضل من هزيمة 1967 , لاحول لسوريا ولا قوة  لها  أمام الجيش التركي من الشمال والجيش الاسرائيلي من الجنوب , حتى ولو لم تتدخل اسرائيل مباشرة ,  يكفي بعض الاستفزاز لكي يكون الجيش السوري مرغما على  وضع قطاعات كبيرة منه على الحدود مع اسرائيل , ومهما بلغنا من الجهل والتجاهل  , فلا يمكن تجاهل الغرب  الذي قد يأتي من السماء  ..انها ورطة كبيرة ,  وقعت فيها سورية  دون أن تكون مهيأة  للتعامل معها …لايقتصر اأمر الكارثة  على الحرب الداخلية الأهلية  المهلكة  والتي استنزفت الكثير من امكانيات سوريا ماديا ومعنويا  , انما هناك حرب خارجية  مع دول  تفوق  قوة سوريا العسكرية  بآلاف الأضعاف
لايجوز والوضع قد تطور الى ماتطور اليه وتدهور  , الا  السعي لمحاسبة  من أوقع سوريا في ورطتها الداخلية والخارجية  , انها السلطة المسؤولة عن السياسة الخارجية والداخلية  انها قائد الدولة والمجتمع , وفي ظل هذه القيادة وقعت سرويا في كماشة الحروب  , ..انه الفشل السياسي العملاق ,  وعليه فليس لها الا الرحيل  وتسليم القيادة لمن هو جدير بها , ومن هو قادر على انهاء الحرب الأهلية وتفادي الحروب مع الخارج , يجب ان تسمع السلطة صوث الضمير والواجب والوطن , فما حدث لحد الآن كاف ,  ونصف قرن من انتهاك حرمة الوطن  كاف أيضا !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *