ثقافة الموت لاتزرع الزيتون ..
    
	    
		    
ميرا   البيطار  ,  سيريانو  سيريانو :
 لقد فشلت النازية على المدى المتوسط والبعيد في تكوين مجتمعا متلائما مع مكوناتها الفكرية, التي تطلب الطواعية والمطواعية كما هو حال والي  الفقيه الذي  يطلب من  اتباع ملته   أن يكونوا بين أيدي   أئمتهم تماماً كما يكون الميت بين يدي الغاسل, ويكون أقل قدرة على التفكير بآفاق منقشعة ومتسعة, تمهيداً لحصر تفكيره واختياره معاً بما يعدّه له ولي الفقيه وبالتالي حزب الله من  أدوار .
    لقد فشلت النازية على المدى المتوسط والبعيد في تكوين مجتمعا متلائما مع مكوناتها الفكرية, التي تطلب الطواعية والمطواعية كما هو حال والي  الفقيه الذي  يطلب من  اتباع ملته   أن يكونوا بين أيدي   أئمتهم تماماً كما يكون الميت بين يدي الغاسل, ويكون أقل قدرة على التفكير بآفاق منقشعة ومتسعة, تمهيداً لحصر تفكيره واختياره معاً بما يعدّه له ولي الفقيه وبالتالي حزب الله من  أدوار .
يتميز الطفل عن البالغ بكونه “صفحة بيضاء” يمكن كتابة  أي شيئ عليها , ويمكن عن طريق التكرار  الغوبلزي  ان يتحول   المكتوب الى منقوش  وبالنهاية الى محفور , أي بالنهاية يتم القضاء على خاصة الفكر والتفكير تماما  لمصلحة الانسداد  ومرض   التوحيد   والدوغماتيكية  وانعدام المقدرة على النقد والتحليل .
كثيرا ماتصاب الشعوب ببلية غير منتظرة ,والمفاجأة في البلية لاتعود الى سقوطها   من السماء على الناس ,انما تعود  الى وجود  أسباب  غير مكتشفة للبلية ,   لم نعرف  الكثير عن  موجبات ولادة  داعش وحزب الله  وغيرهم من التيارات والتنظيمات  الغيبيةالمجرمة  , أما الآن فنعرف  على أن الفراغ السياسي الذي  أحدثته الديكتاتوريات  ثم فشل هذه الديكتاتوريات  المتقومجة في  ادارة شؤون المجتمع والدولة  وفي التقدم بالمجتمع والدولة  اقتصاديا وسياسيا وعسكريا وأخلاقيا كان  من أهم  أسباب  ظهور  أو احياء الحركات والتيارات والتنظيمات الغيبية الفاشية  السلفية الأصولية ,ظهور هذه  التنظيمات ليس  دلالة على  أن الشعب  وجد طريق الانقاد , وانما دلالة  على  أن مسيرة الانتحار المجاني  والانقراض لاتزال نشيطة تعمل وتدمر  .
في لاشعور تلك التنظيمات   كحزب الله وداعش يكمن الحس المبهم  بعدم المقدرة على   ادارة المجتمع  بشكل متوازن  الأعماق ,هناك العمق الاقتصادي  والسياسي والاجتماعي والأخلاقي  الخ , واذا  أخدنا حزب الله  على سبيل المثال ,فانه من المستحيل اكتشاف مشروع حزبي  يمكن تطبيقه على الدولة ,كل مافي أمر حزب الله  هو التمويل  طفيليا من قبل  ايران  وبالمقابل  العمالة المطلقة   لدولة غريبة عن لبنان هي ايران, ومن يريد تطبيق منهجية حزب الله على كامل لبنان  عليه  باستجلاب  مستعمر  أجنبي  لتمويل البلاد  كما تمول ايران حزب الله ,انه  نوعا من الاستجداء  المأجور الذي يؤمن لحزب الله حاجاته المادية  مقابل العمل  على  وضع   لبنان  تحت اشراف  وهيمنة  الوالي الفقيه  بكل مايعني ذلك من  استلاب  لارادة  الناس,اذ ان حزب الله ليس  كل لبنان ومصالح بقية اللبنانيين  لاتستقيم بالضرورة مع مصالح جماعة حزب الله .
تستبق الجماعات الديكتاتورية والسلطات الديكتاتورية فشلها الحتمي  المنتظر بالقيام باعداد الناس  خاصة الشبيبة للدفاع  عن   الفشل , وذلك بقولبة الشبيبة في قالب الخنوع والخضوع المطلق لطاغوط الوالي الفقيه  وجبروت  هذيان المهدي المنتظر من ناحية , ومن ناحية  أخرى  تهجين  الشبيبة بثقافة الموت  والحياة الأبدية في   الجنة مع   قطيع   النسوان , وذلك  لكي تقوم الشبيبة بحراسة مؤسسات الدجل والتجهيل والدفاع عن هذه المؤسسات حتى  الموت  الأرضي  مقابل  الوعد بالحياة السماوية  الأبدية  , يتم كل  ذلك في  اطار ممارسة المواطنة الحقة خدمة للوطن الحبيب,  فمن أجل  الوطن الحبيب  علينا بانشاء مؤسسات التجهيل والعنف   ونشر  مرض   التوحيد,  هكذا فعل هتلر  بما سمي آنداك  شبيبة هتلر  , وهكذا فعل البعث بما سمي   شبيبة البعث , وحزب الله بما يسمى  كشافة المهدي ,وماذا حول كشافة المهدي؟
   نعرف   أن حزب الله  أسس كشافة المهدي عام ١٩٨٥, والهدف من تأسيس كشافة المهدي كان  ضبط الكينونة الفكرية  لمن هم تحت سن  الثامنة عشر, وذلك لحصر تلك الفئة من الشبيبة ضمن  اطار الفكر الجهادي الاستشهادي الاجرامي ,وما  أعلنته  هذه   الحركة عن نفسها كان  بناء  جيل محمدي  صالح على  نهج  المهدي المنتظر, وللموت في سبيل المهدي المنتظر, وتربية الكشفيين على ثقافة المقاومة والفداء, بلغ عدد  أفراد هذه الكشافة عام ٢٠٠٥   حوالي  ٤٥٩٠١,   تراوحت   أعمارهم بين ٦ سنوات و١٦ سنة ,وقد   قدمت الكشافة حتى عام ٢٠٠٥  حوالي  ١٢٠ قتيلا  , أي اننا  أمام جيش من الأطفال , رديف لقوات حزب الله المسلحة ,وهذا الرديف قاتل  دون بلوغ السن الذي يسمح له باختيار  ماهو  أفضل له وللوطن,أي انهم   قاتلوا  وقتلوا قسرا  في عمليات حربية     لذلك أطلق   حزب الله عليهم  اسم”  شهيد  “.
هناك تباين بين  رأي  الأمين   العام   الحالي   للحزب  نعيم قاسم  حول مشاركة الأطفال في الحروب  وبين رأي كل متحضر  ومتأنسن ,كل المنظمات الدولية  تعتبر ذلك اجراما بحق الطفل , الا أن حزب الله يعتبر ذلك  وسيلة للنصر ” أنّ أمة تملك أولاداً مستعدين للتضحية بأنفسهم في سبيل الله هي أمّة منتصرة”,  والعكس   هو   الصحيح  ,  أي  أن الأمة التي تعتمد على الأطفال  لتحقيق انتصاراتها هي أمة مجرمة قاتلة مهزومة , أمة  يحكمها الاجرام هي  مدرسة   لتخريج  المجرمين.
حزب الله لايزرع الزيتون(مع الاعتذار من  المرحوم  نبيل فياض على هذا الاقتباس)في لبنان والمشرق , وانما يزرع  الحشيشة  ويتاجر بها  , يزرع الموت  ويتاجر به , يزرع الخراب  ويتاجر بأنقاضه ,  يزرع الطائفية  والكره   والعسكرة , ثم يعدنا بتحرير   فلسطين  ويريد منا أن نحرر فلسطين معه , يريد   المستبد    منا تصديق دجله بخصوص  التحرير  , متى  وأين   حرر   المستبد ؟ هل  حرر    الخلفاء   بلاد   الشام   قبل   ١٤٠٠سنة    او  استعبدوا    أهل  بلاد   الشام  منذ ١٤٠٠   سنة  وحتى  الآن   ؟؟؟؟  ,  أراد    نصر   الله  استعبادنا  من أجل  تحرير فلسطين من العبودية ,أما كان من الأفضل لو حرر  حزب الله  أولا   نفسه   من   مرض    العنف  والاستبداد   والعمالة والتهريب    والتجارة      بالمخدرات  وممارسة   الاغتيالات    , وهل  أصابنا الجنون   لنصدق خرافات التحرير على يد  نصر   الله  والمهدي المنتظر  , والى متى   علينا  انتظار  المهدي ؟وهل يوجد  أتفه من شعب ينتظر تحريره على يد الخرافات ؟
اراد    نصر الله  منا  تجنيد أنفسنا لممارسة الحروب الى جانبه ,فلكي يصلي نصر الله التراويح  في الأقصى علينا ببدل الغالي والرخيص لكي نمكنه  من اقامة الصلاة في الأقصى والزكاة في فلسطين وولاية الفقيه  على كل شبر من الأرض يسكنه مسلم ,لم يسألنا نصر الله ان كنا نريد كل  ذلك  ,خاصة واننا لم نعد نملك  الغالي ولم نعد نملك الرخيص ,  انما  نملك من الفقر والتعتير والجوع والمرض والتأخر  الذي يمثله فكر وممارسة الوالي الفقيه مالايملكه  أي متهالك في هذا العالم ,ونصر الله بالذات لم يملك  من متاع الدنيا الا العمالة ,    شحاد  ومرتزق  بامتياز , اراد  بالرغم من ذلك تحرير الانسان ومساعدة المستضعف , وهو العبد وألوغد في   آن  واحد ,هو الضعيف  الواهن , الذي لاحول له ولا قوة  لولا  الحقن المادية التي  يتلقاها من ايران لقاء عربدته وممارسته لكار  الدعارة والبغاء السياسي,.حبذا لو زرع نصر الله  شجرة زيتون في لبنان  بدلا من  زراعة   الحشيشة , حبذا لو زرع  الحياة  بدلا من زراعة الموت   ,لو زرع  الوطنية بدلا من زراعة   العمالة  والخيانة  والفساد   ,لو زرع الصدق بدلا من زراعة      الكذب   , لو زرع التقدم بدلا من  زراعة      خرافات   الوالي الفقيه  , حبذا  لو  شجع الناس   لاستعمال القلم بدلا من البندقية ,حبذ لو تكاثر من له  أب  وأم  بدلا من تكاثر اليتامي والأرامل , حبذا لو تعفن في صومعته بدلا من نشره لعفن الوالي الفقيه خارج صومعته ,هل سمعتم  بشيخ موبوء  بخرافات الوالي الفقيه ,  وبهذا الوباء  يريد  صنع التقدم والازدهار  والرقي لبلاده!
 
 
				 Post Views: 209