حتى التي تضع الحجاب ليس بالشكل الشرعي , الذي يحددة الخامني وبقية الاخونجية والمشايخ تتعرض للملاحقة من قبل شرطة الملالي ,وسابقا في السعودية من قبل شرطة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , ففي ايران والسعودية وغيرهم من أشباه الدول هنك فرض الحجاب على النساء , ومؤخرا تم فرض الحجاب على صور افلام الكرتون ,من يعترض على هذا الفرض , يتعرض للعقوبة المفرطة المتوحشة , ويتهم بأنه يحارب الدين , وكأن محاربة الدين جريمة ! , نعم اننا نحارب كل منظومة قمعية , ونحارب الدين الذي يقمع , والذي يفتح ويحتل ويستعمر ويفرض العهدة العمرية ويبتز الجزية من الصاغرين , والذي يريد تعدد الزوجات ويفرض الجهاد والقتل والقتال , ويشرعن غنائم الحرب , كلوا مما غنمتم حلالا زلالا !!!!!! , ثم يعد ويقسم, “والذي نفسي بيده لتملكن كنوز كسرى وقيصر”!!!!, ومن اين لقطاع الطرق الحق في تملك كنوز كسرى وقيصر !, لاتكمن المشكلة في محاربة الدين , انما في عدم محاربة الدين المسبب لما ذكر من كوارث وباختصار شديد جدا , لايتسع المجال لذكر عشرات الآلاف من الكوارث الأخرى !
بمثل الحجاب والتحجيب أحد تلك الاشكاليات الكارثية , ولاشكالية الحجاب عدة مستويات ,هناك المستوي الشخصي البحت والمجرد والتافه أصلا , ولا مجانبة للحقيقة عند القول ..ولترتدي المرأة ماتريد أن ترتديه , فهندامها ليس قضية مصيرية, ولا علاقة للشأن العام بها وبملابسها , الأمرهنا “نزوعي”وخاص بها , وليس “موقفي”ذو علاقة بمحيطها أي بالشأن العام , الا أن الاشكالية بمستوياتها الأخرى ليست بذلك التجرد , فنقد الحجاب هو تظاهرة شعورية عقلانية لما هو دفين في اللاشعور , ولما يدركه الشعور, الذي يراقب ويقييم , في اللاشعور يكمن نوعا من اليقين بأن المرأة مأسورة ومقسورة , وعليها في معظم الحلات أن تتحجب قسرا , والقسر واقع شعوري ,فهناك قوانين تفرض ذلك تحت طائلة العقوبات ,حتى القتل كما حدث مع الشابة مهسا أميني في ايران .
يتمظهر القسر أحيانا بتنفيذ أوامرمباشرة قراقوشية ومجحفة , كالأحكانم التي تطبق في العديد من الدول ..منهم ايران والسعودية سابقا , وقد يكون القسر غير مباشر عن طريق وسيط أو سمسار هو الايمان , الذي يمكن صناعته باستخدام وسائل الترغيب والترهيب , قد تقتنع المرأة بالتحجب عندما توضع أمام خيارين, اما الجنة مع الحجاب , أو جهنم بدون حجاب ..اقتنعت المخلوقة بخيار الجنة , عندها يمكن للقناعة أن تتحول الى ايمان ذو استقلالية ذاتية ,عندها تنتفي علاقة التحجب بضرورة الوقاية من حدة الشمس أوعاصفة العجاج ,عندها تتحجب المرأة خوفا من نار جهنم ,الرابط أصبح بين التحجب والخوف من جهنم , وبذلك يتضائل تأثير النزعة الشخصية على مسلكيتها , ويتعاظم التأثير الموضوعي “الموقفي” , والأمر الموضوعي الموقفي هو جزء من الشأن العام , والعناية بالشأن العام هو واجب اجتماعي ,كل مواطن هو جزء من الشأن العام , لذلك نتدخل ونتصدى ونقاوم أي جهة تعمل على اذلال الانسان وتكبيله بالقيود , أي التحجيب الذي شمل مؤخرا حتى الصورالكرتونية , لا نقيم اي اعتبار لما يعتبره البعض مقدس أو غير مقدس , نحن لانقدس سوى الانسان .
لايمكن فصل نقد الحجاب عن نقد الدين الآمر بالحجاب حسب فهم الاخونج لأحكام الدين , عندما يعتبر الحجاب فرض ديني !, كما هو الحال في تعدد الزوجات ومنع التبني وبقية حالات الزيجات النخاسية مثل زواج المتعة وغير ذلك من حالات الظلم الواقعي , ننتقد الظلم وننتقد خلفيته الفكرية , ولاتستطيع أي حصانة أوقدسية اجهاضه أو منعه ,أمر لايروق للعديد من الاخونج , اذ يعتبرونه تجريحا للذات الالهية ,ولكنه يروق لنا ونمارسه بقناعة ورغبة ,ولا نرى من وجود للمدنس سوى في المقدس الالهي بشكل خاص .
كل مآحذ وتهديدات الاخونج لاتهمنا , فعندما نريد التقدم والرقي حقا , علينا بالتعرض نقدا وتفكيكا وتشريحا لكل مانرى الخطأ به, بغض النظر عن مصدره , ان كان , كما يدعون , الهي أو شيطاني ,ان اعتبروه مقدس او مدنس ! , فالشعوب الأخرى لم تتقدم الا بمجابهة العوامل المعرقلة للتقدم مهما كان مصدرها ,غير ذلك يعني البقاء في التأخر , الذي لايبقى على مستوى ثابت , فللتأخر أيضا ديناميكيته التي ترفع من كارثيته تدريجيا , الى أن يتوصل الى تدمير وموت المجتمع , حقيقة نحن لسنا بعيدون عن حالة الموت الاجتماعي الحقيقي !.
ينطلق العديد من الاخونج , في سياق دفاعهم عن مواقفهم من خلفية فكرية تعتبر ناقد الحجاب متطاول على استقلالية المرأة ,وتدخل بما لايعنيه, ثم محاولة لتعرية المرأة , نجن نعتبر تحجيب المرأة قسري وابتزازي , ومشكلة القسر والتهديد والترهيب اجتماعية ,ومن واجبنا أن نتدخل بالشأن العام , اننا افراد في مجتمع ولسنا جماعة من الأفراد .
فرض الحجاب بطرق انحطاطية ملتوية هو الأولي , وتدخل ناقد الحجاب هو الثانوي ,والاشكالية كانت ولا تزال من انتاج فارض الحجاب , وليست من انتاج ناقد الحجاب , الذي يقوم بالدفاع عن مجتمعه وعن حرية المرأة , الفاعل الفارض هو المسيئ للمرأة والمجتمع , وهو الذي علينا مواجهته حرصا على المجتمع وعلى تقدمه .