ممدوح بيطار , سيريانو سيريانو :
يبرهن الواقع عن وجود مايسمى مذهبية سياسية كالاخوان , كان لهذه الاخونجية دورا كمنت تاُيراته في سلبياته , التي تعرفنا عليها باستمرار طوال القرن المنصرم , هناك بخصوص الاخونج أسئلة لابد من طرحها ولابد من محاولة الاجابة عليها , منها سؤال عن استعداد الاخونجية او ثقافة الاخوان للانتماء الى العلمنة , التي وسعت العلاقات بين المجتمعات والدول وصغرت العالم وظيفيا ليتحول الى مايشبه القرية , هنا لا نرى بخصوص هذا السؤال جوابا صريحا منسجما مع ممارساتهم , يقولون انهم يريدون الانفتاح من ناحية, ومن ناحية أخرى يشيطنون ويحاربون بعضهم البعض اولا , ثما يعلنون الحرب بوسيلة الارهاب على ماتبقى من العالم ومن البشرية.
تحليلا تختلف مقاصد اعلان الحرب القديمة عن مقاصد اعلان الحرب الحديثة , فللحرب قديما كانت مهمة السلب والنهب واحتلال اراضي الغير بحجة الجهاد في سبيل الله , ثم نشر الدين بالسيف , أما الآن خاصة بعد ان فقد السيف بريقه وحدته تغيرت المقاصد لتنحصر في محاولة التملص من مكتسبات الحداثة كالديموقراطية والمساواة والعلمية الخ , سابقا تم تكفير الغير , والآن يتم تكفير الحداثة بالدرجة الأولى , وذلك بالرغم من أن الحداثة منتج أممي , وكثافتها في الفرب لاتعني أنها منتجا غربيا حصرا , انها منتج انساني مخترق لكل البشرية, ولو لم يخترق مجتمعات الاخوان لما وقفت هذه المجتمعات في وجهه محاولة التملص منه او مما نسميه استحقاقات الحداثة.
كانت مواجهة الحداثة فاشلة بعدة أوجه , منها القديم ومنها الحديث , قديما فشلت الفتوحات في تحقيق تمويلا مستداما للبدوية الغازية , التي قضت على سبل التمويل المستدام , لكونها انصرفت الى التحصيل اي تحصيل الجزية ,ولم تهتم بعنصر الانتاج , انها تحصل عن يد صاغرة , ولم تعمل في الانتاج ولم تتعلم اساليب الانتاج ,هل السرقة والسلبطة عملااو مهنة محترمة؟ ,انحصرت مهمة الفاتحين باعمال السيف برقاب من يمتنع عن الدفع وهو صاغر .
لقد كان الانتاج ممكنا في مجال الزراعة على سبيل المثال, لكون البلدان المفتوحة مهيأة للزراعة مثل وادي النيل وبلاد ما بين النهرين ,الا أنه لم يكن لدى الفاتحين ثقافة عمل خارج اطار الغزو والسلب والنهب , اعتاشوا من السرقات ومن أموال الجزية , والمداخيل من السرقات كانت تقسم رسميا على المقاتلين بنسبة أربعة أخماس , وخمس للقيادة أي لابن عبد الله وما جاء بعده من خلفاء , لم يصرف منها شيئا من أجل العموم كالبناء , لم يبنوا مسرحا ولم يشقوا قناة ري كما فعل الرومان بخصوص قنوات الري والطرق والمسارح والبناء بشكل عام , يأتي السائح الى أغنى مناطق العالم بالآثار , ولا يعثر على أثر واحد شيده الفاتحون طوال ١٤٥٠ سنة بدوية قريشية -عثمانية, وفي العصر الحديث من غير الممكن مقارنة ما قامت به فرنسا خلال ربع قرن مع ما قام به القريشيون والعثمانيون طوال ١٤ قرنا , الصفر يبقى صفرا حتى لو ضرب برقم عشرة آلاف او حتى مليون !.
المذهبية السياسية اي الاخوان وأشباههم من المؤمنين بضرورة ممارسة الطاعة والانصياع لولي الأمر المعين من قبل الله لايؤمنون بالثورات, لما تتضمنه الثورات من تمرد على الحاكم , ولكن الاخونج لايخجل من الاستحواذ على الثورات وتأميمها وركوبها لفرض وصايته على الشعوب , الاخونج يسرق الثورات , وكأن الثورة غنيمة حرب , تدمج الثورة من قبلهم بطقوس الجهاد في سبيل الله , الذي يتضمن التكفير والطائفية والقدرية والمؤامرة والغزو والاغتيال والقتل والسبي والذبح والتفجير , اي كل ما تضمنه ممارسات الفصائل وفي مقدمتهم داعش , لايخجل لصوص الاخوان من الادعاء بكونهم يحاربون ويذبحون ويقتلون ويحرقون من أجل الحرية والديموقراطية , فمن أجل رفع الظلم عن الناس ودفاعا عن الحرية والعدالة والحق والدين كان اغتصاب وسبي ٦٠٠٠ ايزيدية ضرورة ثورية دينية .
هؤلاء لايؤمنون بالدين بوصفه عقيدة سماوية , انما بوصفه طريق للسلطة , انهم واقعة تاريخية والدين واقعة تاريخية أخرى , لايريدون الوصاية على الغير انطلاقا من مفهوم العناية والرعاية ولا ينطلقون من خلفية قابلة للفهم , انما من خلفية احتكارية للارادة والمصير ,ذلك لأنهم خير امة , ودينهم هو دين الله , وهم الممثلون لارادة الله , ومن لايرى ما يرون ليس سوى فاسق او مرتد او خائن او كافر او غير ذلك , الله خالق لكل شيئ وبالتالي مالك لكل شيئ ,وبالتالي تملكهم لكل شيئ حق الهي, اما قيل ان غنائم الحرب حلال زلال للمؤمنين لكي ينعموا بها , انهم بهذه الصفات أفضل من فهم الدين على حقيقته , لأن الدين على حقيقته هو دولة ايضا وهو الاخوان اي دولة الاخوان , التي تتاجر ايضا وتحتكر العنف والقضاء والقانون ايضا , انهم كدولة كالخالق ولهم كل امتيازات الخالق, الذي يفعل مايشاء وهو على كل شيئ قدير .
خطابهم انفصامي ومفهوم ” التمكن ” يبرر كل شيئ حتى الانفصامية , لاتميز الانفصامية بين الخلافة والدولة , ولا تميز بين المواطنين والرعية ولا فرق بين الطاعة وقيم الحرية , عموما يمكن القول انهم في هذه الناحية مهسترون ومستهترون بعقول الناس , يخلطون بين الشرع والشرعية ,ولا يخجلون من الكذب المفضوح , بثوث محمد صالح المباشرة تشرح الوضع النفسي الانفصامي لديهم , سؤال محمد صالح عن مكان سكن هؤلاء اللاجئين حاليا يجاب عليه انهم يسكنون الآن على أرض الله الواسعة اي دول اللجوء , يسأل صالح عن سبب اختيارهم للجوء الى اوروبا فيجيبون انهم ليسوا لاجئين انما مهاجرين , يسأل بعضهم كيف عبروا الحدود فيجيبون باذن الله , ومن أصدر تأشيرة الدخول ؟ أيضا ارادة الله , يدعون انهم يصلون يوميا خمسة مرات , وماذا لو تقاعس المصلي عن صلاة العشاء مثلا ؟ يقتل ! , يسأل ولماذا لم تهاجروا الى أفغانستان فيجيوبون لأن طالبان كفرة والسعوديين كذلك والخليج كافر , وهل أوروبا مؤمنة ؟ انها كافرة ولكنهم لايعيشون في اوروبا انما في أحيائهم المؤمنة في برلين وبوتسدام وبروكسل الخ , يسأل محمد صالح عن تزويج الطفلات بعمر أقل من تسع سنوات فيجيبون بما يخص ابن عبد الله صحيح ولا غبار عليه ,لذا يجوز تزويج الابنة بعمر السنوات التسع , اجوبة مروعة من واقع مريع !!!!!