ممدوح بيطار :
لا أعرف حقيقة ان كان غياب ممارسة الرجم النسبي لفنرة , تعبيرا عن قناعة أو تفهما لمبدأ التأويل العقلاني , أو أن الأمر عاد الى الخوف من انتقادات المؤسسات الحقوقية العالمية , أو كل هذه العوامل مجتمعة , الأرجح كان الخوف وليس التأويل العقلاني , فداعش امتلكت الكثير من الجرأة لطرح اسلامها كما رأته ….رجمت , ورجم غيرها ورجم الخلفاء ورجم الرسول , لأن الرجم شرعي دينيا !!, واليوم يرجم الملالي مشهديا , وفي ادلب تم الرجم كما تمت ممارسته في صدر الاسلام .
تاريخيا يمكن القول بأن العديد من القضايا ,قد تسربت إلى الثقافة الإسلامية على مر العصور , منها الحكم المتعلق بعقوبة الزنى المحصن , لقد أوضح القرآن عقوبة الزنى بشكل لايقبل الشك او الجدل مثل الرجم والجلد ….الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تومنون بالله وباليوم الآخر , في زوايا الحديث الأخرى نجد أوامر تدعو الى تطبيق حد الرجم حتى الموت بسبب الزنى …وحتى هذه الساعة لايزال هناك من يمارس هذه البربرية ومن يروج لها .
ليس من المهم من اين اتى الرجم سابقا , وحتى أنه ليس من المهم ان كانت عقوبة الرجم مطبقة قبل ١٤٠٠ سنة , المهم هو استمرار هذا التطبيق الى العصر الحالي , ووقوع هذا التطبيق في صدام مع الثقافة الأخلاقية الحالية , ثم عدم مقدرة الأديان أو المرجعيات الدينية على القيام بمراجعة نقدية , بهدف حذف ما لم يعد اخلاقيا أو يتنافى مع أخلاق العصر , المهم بشكل عام هي المقدرة على حذف مبدأ الصلاحية لكل زمان ومكان , بقاء هذا المبدأ سيقود الى صدام لانهاية له مع أي عصر كان .
المشكلة ليست بالرجم حصرا , انما بمبدأ الصلاحية الأبدية المحتضنة من قبل التراث , الذي تم تجميده بالقدسية والعصمة وبنسبه الى الأنبياء , لاتعني ممارسة الرجم من قبل محمد بن عبد الله قبل اربع عشر قرنا , صلاحية هذا الرجم بعد أربع عشر قرنا , لدينا في هذا العصر منطقا وأخلاقا وقيما مختلفة عن قيم الماضي السحيق.
من لايلغي الصلاحية الأبدية سيقع دائما وأبدا وبدون توقف أو انقطاع في مطب الضدية من قيم وأخلاق العصر, وأي عصر مستقبلي كان , الصدام سيستمر , وفشل الصلاحية الأبدية حتمي , لاوجود لما تسمى “خصوصية اسلامية ” لأنه لاوجود ” لخصوصية بشرية” ولا وجود لخير