سمير صادق :

يفسر الولاء والبراء العديد من مسلكيات المؤمنين , ولنأخذ بعض الأمثلة عن ممارسات الولاء والبراء من الواقع , مثلا مسلكية البعض تجاه اشكالية اللاجئين السوريين في تركيا , جوهر موقف الولاء والبراء , هو الافتراء المتواصل على الاتحاد الأوروبي , والتنكر لما قدمه هذا الاتحاد من مساعدات ,المقرون مع الثناء المتواصل لاردوغان وتركيا , وذلك بالرغم من ابتزاز اردوغان للاتحاد الأوروبي بورقة اللاجئين ,وبالرغم من ممارسات تركيا المؤججة للحرب السورية , كارسال الدواعش الى الداخل السوري ,وبالرغم من معاملة اللاجئين السوريين في تركيا معاملة سيئة ,ولكن لطالما تركيا مؤمنة بالدين الحنيف ورئيسها مشتبه به كاخونجي, لذا استحقت تركيا الولاء وبالتالي استحقت الثناء ,أما الاتحاد الأوروبي فلا يستحق سوى البراء لأنه حسب تصنيفات المؤمنين كافر , لذا فالبراء منه هو مايستحقه .
احتلت تركيا أجزاء من سوريا , كاستمرار لما انتزعته وسرقته من سوريا سابقا , هنا كان موقف بعض السوريين مؤيدا للاحتلال ومشاركا في تنفيذه كما جاء في بيان الاخونج , رحب شعب الولاء والبراء السوري بالفاتح التركي -الاردوغاني , هؤلاء انتحلوا المواطنة ويريدون ايضا حكم سوريا , وحتى حمية الوطن والوطنية لم تتمكن من الوقوف في وجه وحش الولاء والبراء , يريدون الخلافة ” العثمانية” على الأقل و يعتبروها الأصل أو “الأم ” ,واليها تعود الفروع , التي أصبحت جزءا منها وملكا لها , بعد فتحها من قبل آل عثمان ,فالفرع او الجزء السوري كان غنيمة حرب , وعن لسان الله قوله , فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا , أي أن غنائم الحرب تبعا للعرف الالهي حلال زلال لمن اغتنمها حتى بالسيف , وبالتالي أصبح مالكها الشرعي .
بخصوص غنائم الحرب لابد هنا من ملاحظة مؤلمة , وهي أن الأسدية تمكنت من تسجيل انتصارا أخلاقيا حتى على الله , الأسدية عفشت وتعفش , كما فعل جند الله من المجاهدين من أجله دائما , الا أن الأسدية التي تعفش تستنكر التعفيش لفظيا , وهذه النقطة هي ماتميز المجاهدين في سبيل الأسدية عن المجاهدين في سبيل الله , العفش هو غنيمة حرب تحت اسم مستعار , والعفش تحول الى ملك للمعفش ,يريدون تحويل سوريا الى ملك للأم العثمانية , الفرق في الوقاحة بين اله السموات والأسد المعفش اله الأرض طفيف , الا أنه موجود وواضح, بالرغم من وجود شكوك حول قصة الله وأقواله , اذ انه ليس من المعقول أن يسمح الله للمجاهدين من أجله بشرشحته بهذا الشكل , أيكذب المجاهدون في سبيله والمحاربون من أجله ويخادعون ويخدعون بقولهم عن لسان الله “كلوا مما غنمتم حلالا طيبا ” , فهل يريد الله الحرب حقيقة ؟ , وهل يريد الله غنائم الحرب حقيقة؟ هل هو القائل وكلوا مما غنمتكم حلالا طيبا حقيقة ؟؟, هناك شك في صحة ما ينسب الى الله أو ينقل عن لسانه .
النتيجة الأهم من كل ذلك هي الولاء المطلق لاردوغان , ليس لأنه من اتباع الدين الحنيف فقط , انما لكونه سني , ويجوز له ما لايجوز لغيره , انه اضافة الى ذلك الواعد ضمنيا بالخلافة واعادة احيائها , لذا يلتزم الاخونج بالولاء له ولارادته وادارته , والبراء من الوطن , الذي التبس عليهم مضمون دلالاته ومعانية , وهكذا تحول الوطن الى علوي لأن حاكمه علوي , وبما أن الوطن علوي فمنه البراء وله التنكر والفناء, ولاردوغان الثناء والولاء , انه سني ياجماعة !,كل ذلك بالرغم من أن الأسد العلوي بممارساته أقرب اليهم من اردوغان السني الملتزم ببعض جوانب العلمانية المأخوذة عن أتاتورك , الأسد حلمهم ولكنه ليس من فئتهم الدينية , وهنا تكمن المشكلة, التي حاول والد الأسد الحالي حلها عن طريق فتوى من الامام الصدر , الا أن المشكلة لم تحل !.
الولاء والبراء عقيدة ملزمة للبراء من العلوي الشيعي مهما كان والولاء للسني مهما كان , وفي هذا التشوه الاخلاقي يفقد الوطن أهميته ويتحول الى سلعة للتداول في دكانة الولاء والبراء , المفهوم بأي شكل كانت تفسيراته وممارساته مشوه لأخلاق الانسان الوطنية وقاتل لضميره الوطني , ولمفهوم المشاركة في الوطن والمواطنة , بسبب الولاء والبراء تحول عدد من السوريين الى منتحلين للمواطنة السورية , الى غشاشين وكذبة وممارسين للرياء , يدعون السورية ويمارسون الاردوغانية , أي أنهم خونة حسب تعريفهم لنفسهم , انهم كما قال هتلر بحق من أحقر المخلوقات البشرية , هتلر اعتبر من ساعده على احتلال بلاده ليس الا انسان منحط فاقد الضمير .