عثمان لي :
 يسهب   السيد حنفي  في  تحدثه  عن   مفهوم الثورة والانتفاضة    والعرب  وضعف  الايمان  والعدو  الجائم على  الصدر  والعروض  التي  ماتت  أو ستموت ..ارض مقابل  السلام  ..الخ  , وكأن  اسرائيل  مرتعبة  من  الحرب  , ثم  عن  القلب الذي ينبض  في فلسطين ..الخ  بداية كان  الكاتب  متفائلا  بما يخص  الانتفاضة الثالثة التي  تقرع   الباب  , ما هي  الا   لحظات  حتى  ينقلب على   تفاؤله  , حيث  يستقر  آنيا  على مستوى  ضعف  الايمان ,  يصعد  الكاتب    تشاؤمه  بتصويره  الحال  العربي  بأنه طائفة  ضد طائفة  وعرق ضد عرق  , ثم  يعود للتبشير  بالخير   الذي  سيأتي  من  الدم الفلسطيني  الجدد  الذي  سيسري  في  عروق  الوعي  العربي لايقاظه من سباته .
       يسهب   السيد حنفي  في  تحدثه  عن   مفهوم الثورة والانتفاضة    والعرب  وضعف  الايمان  والعدو  الجائم على  الصدر  والعروض  التي  ماتت  أو ستموت ..ارض مقابل  السلام  ..الخ  , وكأن  اسرائيل  مرتعبة  من  الحرب  , ثم  عن  القلب الذي ينبض  في فلسطين ..الخ  بداية كان  الكاتب  متفائلا  بما يخص  الانتفاضة الثالثة التي  تقرع   الباب  , ما هي  الا   لحظات  حتى  ينقلب على   تفاؤله  , حيث  يستقر  آنيا  على مستوى  ضعف  الايمان ,  يصعد  الكاتب    تشاؤمه  بتصويره  الحال  العربي  بأنه طائفة  ضد طائفة  وعرق ضد عرق  , ثم  يعود للتبشير  بالخير   الذي  سيأتي  من  الدم الفلسطيني  الجدد  الذي  سيسري  في  عروق  الوعي  العربي لايقاظه من سباته .
في تذكيره باشكالية الوعي العربي بشكل عام يؤكد الكاتب اهمية هذا الوعي في تطوير كينونة الحال العربي هزيمة أو انتصارا , ذلك بغض النظر عن مقاربته التي “قد”تكون ممكنة بين سريان الدم الفلسطيني في عروق الوعي ثم ايقاظ هذا الوعي وتنشيطه , لاوجود لعلاقة سببية بين اعتلال الوعي العربي والدم الفلسطيني , أنهار الدم الفلسطيني هي نتيجة لاضطراب واعتلال هذا الوعي وانهياره وليست سببا له , والدم الفلسطيني سوف لن ينشط هذا الوعي , فلاعتلال الوعي العربي أساب أكثر موضوعية من أمر الدم الفلسطيني الذي هو نتيجة وليس سببا.
لايمكن بحث اشكاليات تشوه الوعي العربي المتواجد عمليا بين التهجين والتدجين على هامش قراءة لمقال السيد حسن حنفي ,الا أنه من المفيد القاء بعض الضوء على هذه الاشكالية ,ولو كان على حسا ب اهمال السرد الانشائي الذي مارسه الكاتب بخصوص فلسطين والتشرذم العربي والاقتتال الطائفي أو العنصري , والذي نقرأه أو مايشبهه منذ عقود كنوع من التباكي وتكريس لمفهوم المظلوية ثم بعض المواساة وصناعة أمل !.
للوعي مكونات من أهمها ادراك الواقع كما هو , ثم استنهاض واستنباط طرق المعالجة بناء على تشخيص صحيح للمرض , والأهم من كل ذلك التحرر من أسر المفاهيم الماضوية دون الغاء الماضي بشكل قطعي ونهائي , أي الاستفادة من خبرات الماضي أن كانت سلبية أو ايجابية !.
عند فحص تلك المكونات نجد انها جميعا عليلة ومريضة , فلا الشعوب تعرف أنفسنا بتجرد , لاعلاج بعدم وجود تشخيص! , وبذلك تتراكم المشاكل بدون حلول , وهذا هو المطب الذي يوقع الشعوب في أسر الماضي ,.. مطب عدم المقدرة على مجابهة مشكلات الحاضر تقود الى التطفل على الماضي ,والتطفل على الماضي ينقص من امكانية التصدي لمشاكل الحاضر ,علاقة متبادلة وحلقة معيبة , اضافة الى كل هذه الاشكاليات يأتينا السلطان العربي طامسا كل معالم ومكونات هذا الوعي من خلال تزوير هذا الواقع عن طريق التلميع والتمويه , ثم رسم آفاق جديدة تتناسب مع الحاجة الدعائية للسلطان , دون أن تكون هناك أي امكانية لتحقيق ماتصبو اليه هذه الآفاق, الهراء يرسم أفق الحاضر والمستقبل , وللهراء يؤسس السلطان فريقا للتصفيق , هكذا تدوم فاعلة الكذبة سنين , وعند افلاسها تأتي الكذبة الثانية , فجأة نكتشف ان السلطان قد أصبح من العمر عتيا وهو يكذب ويكذب والشعوب تصدق وتصدق منذ زمن طويل , حتى أن موت السلطان لايحررالشعوب من أكاذيبه وسلطانه , انه يحكم ويكذب حتى من القبر .
مهمة هذه السطور هي بالدرجة الاولى تقديم قراءة لمقالة الدكتور حنفي , وليست بحث موضوع الوعي العربي تفصيلا , لقد اكتشف الكاتب تقصيرا عند بعض العرب أو الحكام العرب لأنهم تركوا انتفاضة الفلسطينيين وحيدة والحدود اضافة الى ذلك مغلقة ..الخ , هنا غالط حسن حنفي , فالأمر ليس تقصير وانما قصور, وسيان كانت الحدود مغلقة أو مفتوحة ,فاسرائيل قادرة على الدفاع عن أي حدود تريدها , ثم قوله اللاحق بأن التقصير هو في نفس الوقت احساس بالعجز يجعل الصورة أكثر ضبابية , انه بصريح العبارة قصور ,ولاعلاقة له بالارهاب الذي يمارسه الآخر على الحكومات والقوى الشعية الأخرى , لأن ممارسة الارهاب حكر على تلك الحكومات وعلى القوى الشعبية الأخرى كالاخوان المسلمين , الفئات الشعبية الغير مستقطبة لجهة الديكتاتورية السياسية أو الديكتاتورية الدينية هي المهددة من قبل الاستعمار الصهيوني الخارجي وخاصة من قبل الاستعمار الداخلي , الذي هو أشد وطأة من الاستعمار الخارجي وأشد استعصاء على المعالجة والتصحيح .
تحدث السيد حنفي عن الثورة المخنوقة بحرا وبرا وجوا , وقد كان من المنتظر ان يحدد الكاتب تعريفا خاصا لمرحلة ماقبل 2012 ومرحلة مابعد 2012 , حيث ان مرحلة مابعد 2012 لاتختلف فقط عن مرحلة ماقبل 2012 بل انها النقيض لها , وهكذا جمع السيد حنفي بين الشيئ ونقيضه في مفهوم “ثورة” ,جمع تظاهرات 2011 مع مشهديات التذبيح بعد 2012 هو بمثابة حرق داعشي لثورة 2011 , وتزوير غير مسؤول لصيغة الاقتتال المذهبي بقيادة داعش بعد 2012 , اعتبار داعش دواء لنقص الحرية والديموقراطية تحت حكم الأسدية هو بمثابة نفي لوجود استبداد وديكتاتورية أسدية , لايمكن للداعشية الاستبدادية الديكتاتورية أن تكون علاجا لاستبدادية وديكتاتورية الاسدية , الداء لايتضمن دواء .
لقد شكلت الثورة التي تم اغتيالها من قبل قوى مابعد 2012 , خطرا أكبر على الفصائل الاسلامية من خطر الاسدية على هذه الفصائل , لذلك تمت تصفية الثورة وخنقها ليس بحرا وجوا وانما من قبل الكائنات المقاتلة الاسلامية , لايمكن لمن لامصلحة له بالأسدية أن تكون له مصلحة بثورة 2011 .
يشجع السيد حنفي في الفصل الأخبر من أطروحتة على الاستمرار بما يمكن تسميته ممانعة أو مقاونة أو معاندة , مشيرا الى أمر الحق والعدل والشرعية الدولية , مع التنويه الشاعري على القلب النابض واليد التي تهز الجسد العربي علها تحركه , هنا يلتزم السيد حنفي بالمفاهيم الشعبوية التي ثبت عقمها وثبتت جريمة التكسب السلطوي عن طريقها , ليست مهمة السيد حنفي كمقف عضوي تكريس الشعبوية الانفاعلية العاطفية وانما خلق أفاق عملية جديدة قد تقود الى الفرج , الذي أخغقت المفاهيم الشعبوية في انتاجه .
لاصوت يعلو على صوت المعركة ..الخ , لاتمثل الحرب والممانعة وغيرها من شعارات رجل الضاحية ولا يمثل الرصاص الطريق الوحيد لحل المشاكل وانما الطريق الحتمي لمزيد من المشاكل , التي تمثلت بالانتحار العسكري عدة مرات , لذلك يجب على الأفاق الجديدة مراعاة الحقائق الجديدة , ومن هذه الحقائق وجود اسرائيل الذي لايستطيع تجاهله سوى الجاهل , من هذه الحقائق ضرورة الالتفات الى الأمر التنموي والمعيشي للناس , الذي يتطلب الغاء الحروب وليس التحضير لها ,خاصة بعد التأكد من عدم جدواها . ليست قضية فالسطين وتحريرها هي القضية الأولية بالنسبة للانسان السوري , الذي يعيش ظروفا استبدادية تفوق ظروف الاستبداد في حياة الفلسطيني, القضية هي التالية, لايحرر الا الحر , وأين هو الشعب السوري من الحرية ؟
