هل عار قتل سوريا جريمة شرف ,الدويخة العربية …

سمير  صادق  , ما   بيطار   :
ديمقراطية النكتة مؤشر لمدنية المجتمع وتحضره ورقيه وتسامحه | Freethinker مفكر حر    مامن  شك  بوجود  مسببات  لفشل  الانسان  العربي  في  ترتيب  أمور  حياته  وتطويرها  الى  الأفضل , ويضيق  أي   مجال   لذكر كل مسببات  الفشل , التي من أهمها , انكار  الواقع  حاضرا  أو ماضيا  أو تسخيفة  أو اهماله, والأهم  من  كل  ذلك    تزويره  عن  طريق  توهم  وجود عكسه,  السيئ  والكارثي  في التاريخ العربي بشكل عام   هو الوهم  و نوع من التثبيت على قيم  وأهداف وطموحات   وهمية ,   يدفع  الشعب ثمنها  دما ومالا  ووجودا  ..السعر  المدفوع حقيقي ,أما الطموح والهدف  فهم    أوهام .
 لقد خاض   العرب  العديد من المعارك  تحت شعارات ورايات   وأهداف مختلفة ومتعددة  , وتحت قيادة أنظمة  خلطت الأوراق  عشاوائيا  بشكل أداخ المواطن وضلله , المواطن  لايعرف لحد الآن بشكل قطعي ,  ان   انتصر   مع   عربانه     او   انهزم   بسببهم  في    الحروب   المتعددة   والمكلفة  ماديا  وانسانيا,    لم يعد  بامكان  المواطن أن  يفرق  بين النصر والهزيمة , ولا بين التحرر والاستبداد ….المواطن  دائخ  حائر هائم ,  وحتى  نتائج   حرب  ١٩٦٧   ليست  واضحة , فوزير   حرب٦٧  السوري تفاخر بالانتصار   , الذي اكتشفه    في  فشل  اسرائيل   بالاطاحة  بالنظام  البعثي,  لذلك   جنى  الوزير   ثمار  انتصاره   ورفع  نفسه   الى  مقام رئاسة  الجمهورية وللأبد , وبذلك   التبس  على  المواطن   مفهوم  الجمهورية ,  الذي   لايعرف   التأبيد ,  المواطن   ظن   على   أنه  يعيش  في  جمهورية, والواقع  الذي  عايشه  هو  واقع   المملكة   التوريثية ,  وبذلك  حققت  هذه  الازدواجية   شروط   اختراع لغوي   جديد   لتعريف  الدولة   اسمه  ” الجملوكية” ,  فسوريا  جملوكية !  لاهي  جمهورية  ولا  هي  ملكية , وفي نفس   الوقت  هي  جمهورية  وملكية  بآن  واحد .
أما  عن  الهوية  وعن  مفهوم “الهوية ”  وعن الأهداف الوطنية ,  فهناك   لخبطة  لانظير  لها , لو   سألنا   من  هو  السوري ؟,  هناك  من   يجيب  منتفخا   انه   العربي    أو   المؤمن   المحمدي  , وهناك  من     ينطلق  من  بديهية  الاجابة    التي    تؤكد      سورية  السوري.
  تعددت  مواصفات   بشر  هذه  البلاد  وتعددت   أهدافهم  العليا  واختلط  الحابل   بالنابل ,  وتحولت   النظرة  لدى  البعض  الى نظرة   عدمية   تجاه  سوريا ,     العدمية السورية   بمعنى   أنه  لاوجود لسوريا او  يجب الغاء  هذا  الوجود , سوريا  جديرة   بالوأد   لأنها  ابنة  عاهرة  سايكس-بيكو …ابنة العاهرة    منطقيا ,  لذلك تكاتفت   فلسفة  العدمية  العروبية   مع  فلسفة   الأصولية  وتقاطعوا بالقاسم  المشترك, الذي   كان قتل  الحياة  واعتبار  الموت  حلا  للعديد  من  المشاكل أو  لكل  مشكلة ,  لذلك  نحروا   سوريا   وذبحوها ووأدوها  وحرقوها  ودمروها ,   ذبح  سوريا  كان      بالنسبة   لذباحيها   نوعا  من   استرداد  الكرامة  والشرف  وغسل  العار ,  الذي هو  عرفا  جريمة  شرف   يفتخر البعض   بممارستها  !    .
  أماالثوابت التي  تتأرجح   في دلالاتها بين  الوطنية  والخيانة ,  فكم  من   الثوابت   تحولت  الى  تلفيقة …  ثابت  تحرير  فلسطين   وثابت  الوحدة والحرية  والاشتراكية  وانقلاب  هذه  الثوابت  الى  عكسها  ,  كل  ذلك  قاد  الى   شعور  المواطن بأنه  يكذب  على  نفسه ,  فمن  خلال   أي وطنية  يمكن  للمواطن    أن  يصفق   للشيئ   وعكسه ,   لاوطنية   في  التصفيق   لوهم  الثوابت ولا  وطنية   في  التصفيق   لعكسها ,   الزام  المواطن بممارسة  التصفيق  للشيئ  وعكسه  قاد  الى    شعوره  بأنه   خاضع  في  وطنه   للاقامة  الجبرية  وللمسلكية  الجبرية  والتصفيق  الجبري  والرياء  الجبري …..  والتالي  الى  حتمية    الغاء   نفسه  والى   الغاء   خاصة  المواطنة  عنده  ,    وطن  بدون  وطنية   يعني  وطن بدون  مواطنين  وبدون  شعب.,
 كان  الانسان  السوري  بتطبع  عربي  بدوي  ضحية مباشرة  لحرصه على  جهوزية  آرائه  تجاه أي قضية  أو موضوع , يدعي معرفة كل شيئ وبذلك يبرهن على أنه لايعرف شيئا , اضافة الى ذلك فالانسان العربي هو ضحية ” الثوابت “وما يسببه التعلق “بالثوابت” من تحجر وتكلس يقضي على كل ديناميكية تطويرية,فالثوابت  تتأرجح    في دلالاتها بين  الشيئ  وعكسه   , ذلك   قاد  الى   شعور  المواطن بأنه  يكذب  على  نفسه ,  فمن  خلال   أي وطنية  يمكن  للمواطن    أن  يصفق   للشيئ   وعكسه ,   لاوطنية   في  التصفيق   لوهم  الثوابت ولا  وطنية   في           التصفيق   لعكسها ,   الزام  المواطن بممارسة  التصفيق للضديات   قاد  الى    شعوره  بأنه   خاضع  في  وطنه  للاقامة  الجبرية  وللمسلكية  الجبرية  والتصفيق  الجبري  والرياء  الجبري …..  والتالي  الى  حتمية    الغاء الذات والغاء  خاصة  المواطنة-الوطنية   عنده  ,    وطن  بدون  وطنية   يعني  وطن بدون  مواطنين  وبدون  شعب.
   تلغي الثوابت  وجاهزية التفكير   المطلق  وظيفة   الشك, وبالتالي تلغى  ممارسة النقد  ,بالنتيجة  تصطدم  الثوابت والأفكار المطلقة مع بعضها البعض والنتيجة  الوحيدة  لهذا الصدام  ستكون عقم  وعدم الحصيلة ,هذا العقم    وخيبة  الأمل  يدفع  الى اللجوء  الى وسائل أخرى  ,أولها العنف   ليتم  عن طريقه الانتصاروالهيمنة ,وبالتالي  اخضاع  الآخر لمشيئة المنتصر قسرا ,
 الشعب  يعتم   على   كل   نكساته   وهزائمه, ويلحق  مسببات هزائمه  بالغيب والقدر   وبالخارج المتآمر , والحصيلة  كانت    تكريس الاتكالية بامتياز ,   وتحول الاعتقادات   والخرافات  الى ايديولوجيات     عليه  خدمتها بغض النظر عن كونها لاتخدمه , خلاصة  الكلام هناك   فشل  على   كافة  المستويات الى حد الاندثار , والاندثار دفع    الشعوب   الى جلد الذات    بدلا   من   نقد   الذات   ,  الذي    يتطلب وعيا  كافيا   بالذات ,هناك   فروق   كبيرة   بين   نقد   الذات  وجلد   الذات  , فمن   رحم   فشل   نقد   الذات   يولد   جلد   الذات,  الذي   يمثل   نوعا  من   “الضربة   القاضية “أي  انتحار  , اي   عدم   وتلاشي .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *