مها بيطار:
لاتسمح بيئة الصحراء وما تفرضه على الانسان من قسريات ولادة فكر وحضارة وتطور , لذا تفرض هذه البيئة الغير قابلة للتغير مبدأ صلاحية اعرافها لكل زمان ومكان , فالصحراء بالنسبة للبدوي هي في كل مكان , القنص البدوي هو سلوكية طبيعية عنده , انه “المهنة ” التي قادت الى بلورة مفهوم الحق البدوي , فكل مايقتنصه البدوي هو حقه حلالا زلالا له ومشرعنا من قبل البدوية الثانية بعد الدعوة , القنص والعضل والسيف هو المسؤول عن الرزقة …وجعل رزقي في ظل رمحي ! , اضافة الى ذلك تم انتاج مفاهيم الارهاب المؤسسة على قطعية الحق وعلى قطعية امتلاك الحقيقة , فمن يشعر بامتلاكه للحقيقة وبيده السيف والرمح لايتمكن من اقامة حضارة , لأن التفاعل هو أصل وأساس بناء منظومة حضارية , ومن يملك الحقيقة لايتفاعل مع الغير انما يتقاتل مع الغير .
تسمح ظروف الحياة البدوية اقامة منظومة العشيرة والقبيلة وديكتاتورية رأس القبيلة , وما نراه الآن في بلاد الشام المتبدونة ليس الا فساد وديكتاتوريات على مقاس وشكل زعامة القبيلة, انتقال العقلية البدوية الى بلاد الشام المؤهلة أصلا لبناء حضارة , كما كان الحال قبل قدوم البدوية , كمان المؤسس للجمود والتأخر والانسداد والقطعية والتعصب والفساد والعنف الخ .
البدوية هي استعمار لايمكن ترحيله بقرار أو مرسوم أو فرمان أو بالبندقية ,لابد هنا من التصدي للجهل المتمثل بالبدوية ولا بد من التنوير , لابد هنا من التنويه الى وجود بداية ملحوظة ومفرحة , لقد انفكت لدرجة ليست بالزهيدة “عقدة ” البدوية , وهناك تطور ايجابي في هذا الخصوص , فالتفكير العلماني يزداد انتشارا وقوة , ورفض الثقافة البدوية التقليدية يتنامى بشكل ملحوظ , هناك امل بمستقبل أفضل !