ميرا البيطار , ممدوح بيطار :
ولماذا لايلحد البشر؟ ,وقد خيب الله ودياناته آمالهم واتعسهم وأفقرهم وجهلهم وقتلهم في الحروب المقدسة , لذا لاموجب لعبادته !
لاوجود لارقام دقيقة حول عدد الملحدين في العالم , ولكن هناك تقديرات تقول ان عددهم حوالي ١,٤ مليار , كعدد المؤمنين تقريبا , العدد كبير وقد يكون العدد الحقيقي أكبر , السبب هو ان بعضهم لايجهر بالحاده خوفا من المضايقات , ومن قوانين بعض الدول التي تعاقب الملحد بالقتل , اما عدد المؤمنين فالأرجح أن يكون أقل من ١,٤ مليار لنفس السبب تقريبا , اذ هناك منهم من يعلن ايمانه ويمارس تدينا شكليا تحاشيا للمضايقات المعروفة في العديد من المجتمعات .
كيف ينظر المؤمن الى الملحد ؟ هناك تعاريف معبرة عن راي المؤمن بالملحد , منها مثلا الالحاد مجرد شبهات في شبهات , اي ان صفة الصدق مع الذات منفية عند الملحد , والشبهات تعني تشابه الحجج الالحادية الفاسدة في حقيقنها مع الحجج السليمة الصحيحة , واستغلال هذا التشابه الشكلي في عملية التدليس والخداع , اي أن التهم الموجهة للالحاد قدحية وبمثابة ازدراء للالحاد وللملحد .
لماذا ذلك الازدراء للالحاد ؟ اي اعتبار الالحاد دلالة على الفساد العقلي الى جانب الفساد الأخلاقي المتمثل بالتدليس والخداع ,ولماذا هذا التعميم؟, فالالحاد كما هو معرفوف دين اللادين الشخصي .
عموما لايتصف الملحد بالقصور العقلي او الفساد الأخلاقي , الا أنه لهذا التوصيف هدف ومهمة الدفاع عن الايمان الديني , يظنون انهم يدافعون , ولكنهم يعتدون على نزاهتهم ومصداقيتهم , وبذلك يلحقون الضرر بدينهم , فالملحد في اغلب الحالات مثقف ورافض للقطعية الفكرية والتقديس وميال للشك والعلمية والعلمانية , كل ذلك لايحوله الى مختل عقليا وفاسد أخلاقيا ( الشبهة ), ثم أن البشرية استفادت من الالحاد والملحدين أكثر من استفادتها من الايمان والمؤمنين , فالالحاد قدم الكثير من العلم والمعرفة والفكر بكل حيادية , اذ أن الالحاد لايخضع الى مفاهيم الثواب في الجنة او العذاب في جهنم , او الترغيب والترهيب بشكل عام .
قدم الملحدون العديد من الأجوبة العلمية على التساؤلات الوجودية ودفعوا بالتطور الى الأمام , الملحد لايهتم سوى بالحياة الدنيا , ولا يحتقر هذه الحياة الدنيا , ولا يسخر من الحياة الدنيا من أجل الآخرة , بالرغم من العقوبات الضارية التي تنص عليها قوانين الدول المتأخرة , التي ترى اقامة الحد على الملحد أي قتله , تتزايد المجاهرة بالالحاد حتى في الدول العربية , بمناسبة حد القتل أسأل نفسي كيف يسمح المؤمن لنفسه قتل الملحد , ومن اي منطلق اخلاقي يريد سن القوانين التي تعاقب الملحد بالقتل ؟ , وهل تعبر هذه النقطة عن فساد الملحد اخلاقيا او عن فساد المؤمن أخلاقيا ؟
ان يكون للملحد نظرته الشخصية حول اعتقاده بالنسبة للخالق أو غير الخالق , فهذا أمر بمنتهى الأخلاقية والقانونية ايضا , فالاعراف الدولية خاصة وثيقة حقوق الانسان تؤكد هذا الحق , وتستنكر وتدين من يمس به أو يعطله او يعرقله , اذن اعتقاد الملحد بعدم وجود الخالق , وبالتالي عدم الانصياع لأوامره أمر منطقي وخلوق جدا اضافة الى ذلك , لكن بالمقابل كيف هو الأمر مع من يريد قتل الملحد ويصر على اصدار القوانين والأحكام التي على الدولة الممثلة للجميع ان تطبقها , اي أن مايريده مؤمن تعمم واصبح يمارس من الجميع على الجميع .
انه من السذاجة التحدث هنا عن سوء الأخلاق فقط , انما عن الاجرام الذي يستحق مرتكبه اقسى العقوبات , فالأمر هنا كان شرعنة القتل , وهل هناك سوء اخلاق شخصي اعظم من سوء اخلاق ذلك الشخص المؤمن بحد الردة , وهل هناك سوء اخلاق اجتماعي اعظم من سوء اخلاق المجتمع الذي يشرعن ويدستر حد قتل الملحد ؟, وهل في الالحاد قوانين وأحكام تفرض أو تحلل قتل المؤمن ؟؟؟ ,
لا اريد التوسع في موضوع الدين والأخلاق والالحاد , فالدين ليس مصدرا للأخلاق , ولكن يتم توظيفه في التمويه على الممارسات اللاأخلاقية , وبذلك يمكن اعتباره عاملا مكرسا لسوء الأخلاق , الأمثلة على ذلك اكثر من تحصى او تعد .