الابادة الجماعية ….

 نيسرين   عبود   ما   بيطار :

كاريكاتير يوضح الموقف الأممي من المجازر التي ترتكب بحق أطفال اليمن | الحقيقة       لم يعد تعبير الابادة الجماعية وصفي فقط , وانما تحول منذ عام ١٩٥١ الى تعبير ذو مضمون قانوني , القانون الدولي يعاقب من ارتكب جريمة الابادة الجماعية ٠(المادة الثانية من اتفاقيات ١٩٤٨), وأمر” التحريض “ على الابادة الجماعية بقي ملتبسا نسبيا .
الا أنه ومن موقع أكثره أخلاقي وأقله قانوني لايمكن تجاهل المحرض , الا أن تجريمه ليس بتلك الشدة التي يتمتع بها منفذ الابادة الجماعية,
ينطلق التحسر على عدم ممارسة الأجداد للابادة الجماعية لغير السنة من خلفية فكرية اجرامية , وعند تقسيم المسؤولية عن اشكالية مفاهيم الابادة الجماعية, يجب التفريق بين الفاعل والمنفذ , الفاعل هو الخلفية الفكرية , والمنفذ قد يكون شخصا أو جماعة وقد يكون ضحية أيضا ,معظم المسؤولية تقع على عاتق الفاعل , وأقلها على عاتق المنفذ ,ومن هذا المنطلق دافع آيخمان عن نفسه اثناء محاكمته في اسرائيل , وبالرغم من صغر جرمه مقارنة بجرم الفكر النازي فقد حكم عليه بالاعدام .
ليس السيد نبيل هو المتهم الوحيد بالتحريض , ولو كان كذلك لهان الأمر , السيد نبيل يمثل فئة ليست صغيرة من المحرضين على الابادة الجماعية , وبدون أي شك يتصدر آخر فريق التحريض , فالسيد ناصر طلال لايحرض فقط وانما قد يكون منفذا لعمليات ابادة , هنا قد يسأل سائل , كيف اكتشفنا ذلك ؟ الجواب هو بواسطة ناصر طلال بالذات , فمن يتعرف على رسالته المنشورة طيا يشعر بأن هذا الشخص هو ارهابي وقاتل جماعي , وهو في نفس الوقت أكثرمن يتحدث عن الاخلاق والحب والعطف والسلم والله …الخ , من المألوف ان يجمع شخص واحد بين الرياء النظري والاجرام العملي , .فللرياء مهمة التغطية وللاجرام مهمة التنفيذ .
لاتقتصر رسالة السيد طلال الى قادة الشمال على الترويج للابادة الجماعية الفيزيائية , أي التصفية الجسدية , وانما تشمل أيضا ارهابا فكريا , اذ أن تشييئه للانسان هو ارهاب بحق الانسان
وهو المؤهل والمشرعن لممارسة التصفية الجسدية , وذلك عن طريق ترويجه لقيمة الانسان “كشيئ” متدني القيمة ..الانسان مجرد طاولة أو كرسي أو معول … وما هي الخسارة في تحطيم الكرسي ؟
في بلادنا توجد فقاسة نشيطة لانتاج الاجرام والمجرمين , ولو عاش السيد طلال في دولة “قانون” لطالته يد القانون , الا أنه يعيش حسب علمي في الغابة مع الوحوش , وهناك في الغابة يحكم قانون وحوش الغابة
{ رسالةٌ هامَّـةٌ إلى قياداتِ الشمالِ)
١ـأخطر ماتفعله القياداتُ في إعدادِ عناصرِ فصائلِـنا الثوريةِ للحرب هو أنْ تتحدثَ عن الأعداءِ الذينَ يقاتلونَـهُم و كأنَّـهُم بشرٌ . و الأصحُّ أنْ يكونَ الحديثُ عنهم كأشياء و أشباه بشرٍ لا قيمةَ لحياتِـهِم ، و ذلك لغَـرْسِ شعورٍ جمعيٍّ بالأفضليةِ الإنسانيةِ و القِـيَـمِـيَّـةِ في نفوسِ عناصرِنا ، و لإزالةِ الـمشاعرِ الرخوةِ بالذنبِ ، و تحييدِ تأثيراتِ تفكيرِهِم في الصوابِ و الخطأ . بمعنى آخر ، علينا إعدادُ عناصرِنا كآلاتِ قَـتْـلٍ مُجَـرَّدَةٍ من الـمشاعرِ و التفكيرِ .
٢ـعندما رافقت الفصائلِ خلال السنواتِ الثلاث الـماضياتِ ، كنتُ ألاحظُ تهاوناً في عَـزْلِ العناصرِ عن محيطِهِم البشريِّ في الأماكنِ التي يتواجدونَ فيها ، و تساهلاً في حَـمْـلِهِم لهواتفِهِم الجوَّالةِ و الكمبيوتراتِ الشخصيةِ . و هذا ليس خطأً و إنما خطيئةً عسكريةً عظمى ، لأنَّـهُ يُضْعِفُ الروابطَ بينَ العناصرِ ، و يجعلُ العواطفَ الذاتيةَ الإنسانيةَ الرخوةَ تسيطرُ على نفوسِهِم . و لذلك ، على القياداتِ أنْ تكونَ صارمةً مع عناصرِها بالالتزامِ بالعُزلةِ عن الـمحيطِ البشريِّ ، و بمَنْـعِ العناصرِ من التواصلِ مع الأهلِ و الرفاقِ عبرَ الهاتفِ الجوالِ أو الفيس بوك ، و أنْ تكونَ العقوبةُ ترحيلَ الـمخالفينَ إلى الخطوطِ الخلفيةِ و سَجْـنِـهِم عسكرياً ، لأنَّ الثورةَ ليست فوضى و إنما هي انضباطٌ عسكريٌّ صارمٌ بالتراتبيةِ القياديةِ و الأوامرِ دونَ تفكير أو جدالٍ
٣ـعلى القياداتِ ألَّا تلتفتَ لِـما يجترُّهُ البعضُ من أقاويلَ مقرفةٍ حولَ الوطنيةِ و العلمانيةِ بهدفِ الحَـطِّ منْ شأنِ ما يقومُ به مقاتلونا في ساحاتِ الـمواجهةِ . و عليها أنْ تستثمرَ الجانبَ الدينيَّ في الإعدادِ ، لأنَّ الـمقاتلينَ لا يموتونَ إلا بوجودِ قيمةٍ عليا تتضاءَلُ قيمةُ حياتِهِم أمامَها
٤ـالمساواة بين الأعداءِ في ساحاتِ الـمعركةِ هو الأصحُّ في إعدادِ الـمقاتلينَ . بمعنى أنْ يكونَ الإعدادُ النفسيُّ قائماً على تراتبيةٍ وطنيةٍ تستندُ على العداءِ للأسرةِ الأسديةِ فالانفصاليينَ ثم الدواعشَ ، مع التأكيدِ على زَرْعِ وحدةِ سوريا كعقيدةٍ عسكريةٍ في نفوسِهِم .
٥ على القياداتِ أنْ تسعى دائماً لعَـزْلِ الـمقاتلينَ عن الجدالِ السياسيِّ ، و أنْ تستفيدَ من التغيُّراتِ على الأرضِ لصالحِ الثورةِ ، بحيثُ يكونُ انتشارُها العسكريُّ في مناطقِ نفوذِ الأعداءِ الانفصاليينَ و الأعداءِ الداعشيينَ هو ثمرةٌ لهذه الاستفادةِ .
٦ـ على القيادات الشماليةِ الاستعدادُ لهجومٍ عسكريٍّ بريٍّ محتملٍ ضد داعش قوامُـهُ قواتُ مُرْتَـزِقَـةٍ من الجيشِ الـمصري تساندُها وحداتٌ رمزيةٌ من الأردنَ و بعضِ الدولِ ، انطلاقاً من حدودِ سوريا مع الأردن و العراقِ عبرَ البادية . و أقولُ : عليها الاستعدادُ ، بمعنى ألَّا تشاركَ فيه لأنَّه فاشلٌ من الناحيةِ العسكريةِ و لا هدفَ له إلا استنزاف داعش إعداداً لهجومٍ من الشمالِ . و لذلك ، يكونُ الاستعدادُ بالإعدادِ للدخولِ في مواجهةٍ مع الانفصاليينَ و تخليص الأراضي التي يغتصبونَها ، لأنَّ التضحيةَ بهؤلاءِ القاذوراتِ جزءٌ من الحلِّ الدَّوليِّ ، و سيكونون بلا دَعمٍ عسكريٍّ دوليٍّ قويٍّ خلال الفترةِ التي سيستغرقُها الهجومُ .
٧ـ على القياداتِ ألا تُغلقَ قنواتِ التواصلِ الخلفيةَ مع الروسِ و بعض القياداتِ الكبيرةِ في جيش النظامِ ، و أنْ تُوطدَ التنسيقَ مع القيادةِ التركيةِ في تحركاتها السياسيةِ و العسكريةِ . لا تبالوا بالقَوَّالينَ ، و لا تنشغلوا إلا بمعركتكم التي هي ، اليومَ ، الـمعركةُ الحقيقيةُ و ليس سواها .
(ناصر طلال)

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *