الأخوان والرفاق وخيار الخوازيق ..

عثمان   لي     , ر.  منصور    :

  ماذا لوتجرأنا على منطقية الكلام   وقلنا, ان أكبر شبيه للأخونجي هو البعثي, هنا سينبري        بعض    الناس  للاستنكار ,معاذ الله !, ان في هذا الكلام   أسوء    المقاربات , كيف يمكن القول ان اكبر شبيه للأخونجي هو البعثي ؟, مع   العلم    أن  أكبر عدو      للبعثي هو الاخونجي , شيئ لايصدقه العقل ولا يتحمله المنطق .

 تعلمنا من علم النفس أشياء  قد تبدو  للبعض غير معقولة , فما   تعلمناه    يقول    ان أقرب شيئ للحب هو الكره , وأقرب شيئ   للفرح  هو الحزن , ,اقرب شيئ للضحك هو البكاء , ولماذا لايجوز  القول  بأن  أقرب شيئ للأخونجي هو البعثي ؟؟

  الحب يتفق مع الكره في توظيف مشاعر متأججة , ويختلف الحب عن الكره في الاستقطاب , أي أن الشحن بالمشاعر هو تشابه , واستقطاب المشحون  هو تعاكس , والاستقطاب لايعبر  الا عن “وجهة”أو”توجه ” , كل منهما في جهة , أما المضمون, الذي هو تأجج مشاعر , فهو واحد .

  يمثل الاخونجي والبعثي  تيارات  تقف على الجهة اليمنى من التفكير السياسي  ,هنا الدينية العروبية , وهناك القومية   العروبية , هنا الطائفية وهناك العنصرية ,   ثم عن   الدين والدولة  ,الاخونجي   يعتبر   المذهب   دين ودولة , والبعثي    يعتبر   البعث دولة  ودين  , لا بل أكثر من ذلك ,هو المجتمع أيضا ,   مقدرات    الدولة والمجتمهع في كلا الحالتين  بيد الدين أو بيد الحزب , وحتى لو بلغ عدد اعضاء الحزب خمسين عضوا من بين ملايين  من السوريين ,فالمادة الثامنة  قالت     ان ٥٠ بعثيا هم قواد الدولة والمجتمع , الكم غير مهم  انما النوعية   المميزة  التي   أكدتها  صراحة المادة الثامنة ,  التي      لاتزال  سارية      المفعول    عمليا    حتى     الآن , بالرغم   من    ايقاف  العمل  بها  رسميا , والتي لاتربط القيادة بالأكثرية   انما بالحزبية  ,امر  قوم   المؤمنين  مشابه  ,مهما تدنى عددهم  تبقى   نوعيتهم   مميزة وجديرة بالقيادة   والهيمنة لأنهم  من  خير  أمة   أخرجت  للناس,  لايولى   عليهم   !!!

  لا ديموقراطية  تحت سلطة من يتكلم  باسم الله  أو من  يتكلم  باسم   البعث  ,  ومنذ  سنوات  باسم  العائلة  واسم   ربها  الذي  هو  رب  الجميع ,كل ذلك للأبد ,سورة البقرة تعادل سورة المادة الثامنة في قدسيتها وجلالها , كل  النصوص    المقدسة   تتدحرج من السماء على الأرض  أو  من  الأرض  الى  السماء  , كلهم    يحددون   الصراط  المستقيم  ,اياك  أيها  العبد  والزندقة  باله  الأرض   أو  باله  السماء ,  على  الأرض   هناك     مواخير   البعث     المتأسد    المخصصة    للخونة والزنادقة,   تدخل  حيا   وتخرج  ميتا ,   أما  في  ملكوت  السماء   فالأمر   أسوء  ,   لمملكة  السماء  جهازها  الأمني     أو  كما يقال  مخابرات , ومخابرات  رجال  الدين  الذين  يتخابرون  مع  اله  السموات  ويبشرون  على  الأرض بما    سيناله   الكافر   من عقاب وارهاب   في   جهنم    السماء ,عذابات  تفوق وحشية  وبربرية    اله  الأرض  , لا بل  تفوق   بربرية   ووحشية  مخابرات  الأرض , تدخل  جهنم ميتا  وفي  جهنم  يتم  التمثيل   بك   وتشقيفك   الى  شرائح ,  أي   بعد    الموت   عصة القبر   ,  كل  ذلك  من  أجل  السيطرة  على  البشر   وتدجين  عقولهم   لمصلحة        الآله   المتماهية  مع  بعضها  البعض  في  السماء وعلى  الأرض,أما لماذا    ذلك    العداء  والنفور  بين الاخونجي والبعثي ؟؟؟

  لاعلاقة   للعداء بالاستقطاب  العقائدي , وانما بتنافس  نبوية   سماوية  مع  نبوية   أرضية متألهة  على احتكار مقدرات   الشعب  من جهة  ,     جهة   أخرى  على   عدم   جواز   الجحود  ورفض  نعم  الله   المتجلية   بالنعمة   القومية   البعثية   العروبية      أو  النعمة المذهبية  الاخونجية .

   لو نظرنا الى الوضع    السابق   واللاحق  , نرى   تقارع   فراخ  الاخوان  مع   فراخ  الرفاق بالقنابل والبنادق   منذ  عشرات  السنوات , ولو   حاولنا         تفسير الحيرة  التي تنتاب الانسان السوري بشكل عام  تجاه   الانتقاء   بين الاخوان والرفاق, لوصلنا الى نتيجة  مهمة , فالانسان السوري لايريد  حقيقة  طائفية   البعث  المركبة من   قومي  ومذهبي  , والانسان السوري لايريد  طائفية الاخوان   المركبة   من   اخونجي  وعروبي , ولو سألنا مواطنا   سوريا بين   أربعة  جدران   وتحت  أربعة  عيون عن خياره بين الرفاق والاخوان, لقال  همسا  بشكل عام لافرق بينهم ,فما قام به الرفاق والاخوان  خلال  القرن  السابق , ليس فقط في سورية وانما في العراق من  تدمير   والغاء    لمشروع  الدولة متشابه ,   كلهم   من  حيث   العنجهية   والفردية    التوحيدية   سواسية  ,  الشعب  يتوحد  بالفرد       القائد    المؤسس  ,  لايفترقون كثيرا عما يقوم به مليك السعودية , انه مالك  السعودية , ولسوريا ” مالك” وللعراق   “مالك  ” , السعودية تورث , وسورية ورثت , والعراق فشل في التوريث , الحاكم بأمر الله هو الملك السعودي ولم يختلف عنه من حيث الصلاحيات   الملك الجمهوي السوري أو   العراقي ,       ولو   تعمقنا  أكثر لوجدنا   اضافة  الى  ذلك  الكثير من  أوجه  التشابه   التي   لامجال  لذكرها  ولا  فائدة  من   ذكرها .

هذا هو مضمون مشكلة  هذا  الشعب ,  التي يبدو وكأنه لاحل لها ,اما خازوق الاخوان أو خازوق الرفاق ,اختر أيها الصديق على أي خازوق تريد الجلوس , لاتفكر كثيرا أيها الصديق , فلا فرق بين الخوازيق !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *