ن. عبود , ميرا البيطار :
وماذا عن المرأة ! لو لم يكن هناك بترول ؟؟, هل كان بالامكان التعرف على فتاوى القهر والنخاسة ثم زواج المسيار والمتعة , وهل كان بالامكان رؤية جماعات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر او “تفصيل “القاشقجي , وماذا عن الحب لو لم يكن هناك بترول ؟ هل كان بالامكان شراء النساء واقامة الكراخانات الشرعية , وهل كان بالامكان بيع فتاة حمصية ببرميل من النفط او لاجئة في الزعتري ببعض الدولارات , لو لم يكن هناك بترول لما سقطت الثورة السورية المكتملة الأسباب والمتأخرة لعقود , ولما تحول العرعور الى منظر ثوري , والمحسيني شرحه , ولما شاهدنا احتلال دمشق من قبل حماة السيدة زينب , ولما كانت هناك فصائل فاطمة ولا عسكر علوش , ولما كان هناك من لايريد أن تسبى زينب مرتين, ولم يكن من المتوقع صعود نجم نصر الله, ولا تذكيرنا بالسرداب الذي يقبع به المهدي المنتظر , ولما كانت هناك الدولة الايرانية الخمينية , ولما كان هناك الوهابي حامي الحرمين, والقذافي ملك ملوك أفريقيا , ثم البشير البعير وغيرهم , ولو لم يكن هناك بترول في سوريا , والذي غطى ٢٠٪ من الميزانية العامة, لما بلغت ثروة الاسد أكثر من مئة مليار دولار , لم تدخل أموال البترول في ميزانية الدولة سوى مرة واحدة , وزير النفط قال يومها أن أموال البترول متواجدة في أيدي أمينة ولا لزوم للقلق ! ولما شعرت القيادة الحكيمة بالسخرية منها , أرسلت السيد الكريم وزير النفط الى بيته والى حضن زوجته , ذهب المغضوب عليه بركلة في مؤخرته.
النفط مادة مهمة للبشرية , أي لمن يملكها ولمن لايملكها , انها نعمة لمن يعرف كيف يتصرف بها بيعا وشراء اي انتاجا واستهلاكا , ونقمة لمن لايعرف كيف يتصرف بها , والدول العربية لم تحسن التصرف بها, ولم تحاول هذه الدول التخلص من الاقتصاد الريعي وتحويله الى اقتصاد انتاجي ,من يقارن النرويج مع السعودية , يكتشف حسن التدبير النرويجي مقارنة مع سوء التدبير السعودي أو العربي بشكل عام , سوء التدبير العربي مشابه لسوء التدبير الفنزويلي , فبالرغم من كون فنزويلا رابع دولة من دول الأوبك في انتاج النفط , الا أن فنزويلا تعاني من التضخم المريع ومن ارتفاع الاسعار وضعف القيمة الشرائية لمتوسط الدخل .
معظم أموال النفط تبخرت في مرجل الفساد , وبسبب الانفاق على المشاريع ذات الطابع الشكلاني, التي لا تتضمن محتوى تنموي انتاجي مثل الابنية الشاهقة والجسور العملاقة الخ , أي انفاق استهلاكي ترفي , لانعرف كيف ستتدبر المشيخات او الدول امورها لو تدنى سعر النفط أو لو جف النفط .
لاتعتمد دولة نفطية مثل النرويج في تطورها وتمويل حاجات ٥,٥ مليون نرويجي على النفط , انما على انتاج مواد أخرى خارج اطار النفط , فتدني اسعار النفط , أو حتى جفافه لايؤثر على المستوى المعيشي للنروجيين , بينما سيقود في الدول النفطية العربية الى اشكاليات كبيرة , هناك في هذه الدول محاولات للتقليل من الاعتماد على ريع النفط , الا أنه ليس من المعروف مدى تأثير هذه المحاولات على الأوضاع المعيشية مستقبلا..