لا أعرف سبباأخلاقيا أو عمليا أو موضوعيا يسمح بالقول بأن المرأة مصرفا صحيا , ,من يدعي بأنها “حتة ” لحمة ومصرفا صحيا لصرف قاذورات الشعراوي وأشباهه , انما هو مخلوق غير مؤنسن ,وبالتالي لا علاقة له بالبشر , يتحدثون عن العورة , والعورة هي البشاعة التي تثير رؤيتها الغثيان , يقولون ان عورة المرأة هي كامل جسدها ماعدا الوجه والكفين , والمركز ان كان في الرجل أو المرأة هو مابين الفخذين , مركز الاهتمام الأقصى , هو بنفس الوقت مركز الاستلاب الأقصى , وكأن هذه الأمة ترضع البشاعة وتتلذذ بما يقزز النفس , ليست فقط عورة انما قناة للصرف الصحي كما ادعى الشعراوي ولنقل القاذورات للتخلص منها كما ادعى الشعراوي , لا خجل من وصف المرأة بأنها “حتة ” لحمة وقناة للصرف الصحي , هل يمكن بهذا الكم من قلة الادب وانعدام الأخلاق الوقوف الى جانب البشر , التي وجدت القمة في اعتبار الشعراوي المرأة قناة للصرف الصحي .
لا عورة سوى عورة العقل , انها عورة النصوص , التي حلت محل العقل , ليست عورة المرأة , التي الصق بها اضافة الى ذلك , نقص العقل ونقص الدين , انها عورة من يرى في المرأة عورة, فعورة هؤلاء كانت السبب في رؤية “عورة” لاوجود لها , انها النظرة المريضة لعقل قاصر , المرأة ليست مشوهة المنظر والمظهر, النظرة مشوهة , نظرة مؤسسة على فقدان الأخلاق تتناسل ولا تنجب سوى الزعرنة , النظرة الحقيرة تتناسل وتنجب حقارة , نظرة العورة تتناسل وتنجب عورات, خاصة عندما يتم تعاهر هذه النظرة مع نظرة القوامة , أو النظرة التي ترى قلة النساء في الجنة وكثرتهم في جهنم , أو نظرة الحلال في تعدد الزوجات , أو الواجب في ممارسىة ضرب المرأة , أو واجب المرأة في مناكحة ذكر سمي زوجها عندما لاتريد , هذا هو البغاء الشرعي , فرفض المرأة لاغتصابها هو دليل على خيانتها لزوجها المحترم مع الشيطان , الذي سكنها , وفرض عليها ذلك التمرد الوقح على نزوات ذلك الذكر المنكر.
نعيش عالميا في حالة ثقافية تتمثل باستعادة الانسان لجسده وكرامة جسده خاصة المرأة , حضارة العصر لاتسمح لأي كان ان يستلب اي جسد , ويعتبره قناة صرف صحي وحتة لحمة مهما كان ومن كان , انه جسدها ورحمها وفرجها وعقلها وارادتها , ولها الحق بالتصرف بهم كما تريد , نعيش عصر مفاهيم جديدة تتعلق بالروح والجسد والذات , لم يعد للتحرر علاقة اساسية مع السلاسل الحديدية , انما مع سلاسل الأفكار والقيم السالبة للحرية والكرامة , لم يعد بامكان سلب الحريات الاحتماء بالمقدس , الذي أصبح الانسان , الذي لم يرحموه ليرحمهم ,حولوا النساء من نموذج عشتار الى نموذج عائشة , ومن نموذج زنوبيا الى نموذج زينب , مطلقة زيد , بعد ان قضى منها وطرا