ممدوح بيطار :
قدم فيسبوكي بخصوص تعدد الزوجات , ثم الختان والحجاب عدة توصيات , لي ملاحظات على توصياته , كتب السيد احمد شمس مايلي :
يكمن المروع في أمر المطالبة باحترام الدين بمصدر هذه المطالبة , الذي هو في الغالبية الساحقة الاسلاميين , انهم لايتقبلون النقد , الذي يعتبرونه ازدراء , ويميلون الى سياسة كم الأفواه الناقدة , اي تعطيل غريزة الكلام , وذلك كما يفعل أي ديكتاتوري متسلط , الدين ديكتاتوري كأي ديكتاتور سياسي آخر . لا أود التوسع بموضوع احترام الدين , الاسم الحقيقي لمطلب احترام الدين هو الانصياع الأعمي للدين , مع كل الاحترام سوف لن ننصاع .
بالنسبة لتعدد الزوجات , من البديهي بأنه لاعلاقة للغير بايمان الآخر ,كالايمان بتعدد الزوجات , ولكن الأمر يختلف بما يخص الممارسة , من الطبيعي أن يكون للمجتمع رأي وموقف من ممارسة تعدد الزوجات , ومن واجب المجتمع ممارسة الحرص على كرامة وحقوق كل افراده , ومنهم النساء اي المرأة , فالمشاكل او عواقب تعدد الزوجات هي أمر يخص المجتمع , يخص المجتمع من ناحية تنظيم النسل , ويخص المجتمع من ناحية الضمانات الاجتماعية , ومن ناحية تنظيم الارث والنفقة , ثم مستقبل الأولاد بما يخص فرص العمل , لايسمح المجتمع باقامة فقاسة لتصنيع المشاكل , ولا يسمح المجتمع بتطويره الى شكل غابة , لذلك منع تعدد الزوجات في كل مجتمعات المعمورة ماعدا المجتمعات العربية باستثناء تونس , من يروج لذلك الانفلات الحيواني هو مخلوق لا اجتماعي , انه مروج لمبدأ مجتمع الأفراد, وليس لمبدأ أفراد في المجتمع , لاوجود لدولة بدون تنظيم اجتماعي , ستفشل الدولة التي تقوم على الفرد , انطلاقا من صيغة مجتمع او جماعة الأفراد
يعرج الصديق الفيسبوكي على الختان , ويعتبره حرية شخصية , تشويه جسد الطفلة ليس حرية شخصية , انما عمل اجرامي بحق الطفلة المواطنة , حرمان المرأة من اللذة الجنسية هو بمثابة تأسيس للعديد من المشاكل التي على المجتمع علاجها , يتصدى القانون المصري الى اشكالية الختان ويأمر قانون العقوبات بوضع من يمارس الختان في السجن لمدد مختلفة . حتى ان مسجونية الجاني قد تصل الى ٢٠ سنة , صديقنا الفيسبوكي يروج الى جماعة الغابة , في كل دولة هناك عقد اجتماعي يفرض على الجميع , من بنود هذا العقد تجريم ممارس الختان .
ثم يولي صديقنا الفيسبوكي موضوع الحجاب بعضا من عنايته , طبعا يحق للمرأة تنظيم أمر هندامها وثيابها كما تريد , ولكن لايحق لأي كان تهديد المرأة وابتزازها بجهنم وبشي النساء السافرات , انه ارهاب وابتزاز واجرام , لايقتصر الحجاب على تغطية بعض اجزاء الجسد , الحجاب هو حجب العقل بالدرجة الأولى , تهديد رجال الدين وغيرهم ليس سوى ارهاب واعتداء على كيان وكرامة المرأة .
من كل الأمثلة التي ذكرت نكتشف وجود التباس كبير في فهم البعض للخاصة الاجتماعية للناس , هؤلاء يريدون حياة الغابة, ولا يريدون حياة اجتماعية متكافلة متضامنة, لاتقام الدولة على مفاهيم من هذا النوع …