تونس كانت دائما في مقدمة الدول العربية في المجالات الاقتصادية ثم السياسية والاجتماعية , هكذا اراد بورقيبة وهكذا تم له بشكل كبير ,
تكليف امرأة برئاسة الوزارة مثل صفعة قوية جدا للاخوان المسلمين , الذين لم يتمكنوا من ابتلاع قرارات الرئيس قيس سعسد الى أن جاءت البحصة الثانية , التي عليهم ابتلاعها … امرأة لرئاسة الوزارة !! هذا أمر لايستوعبوه , فحسب اعتقادهم لايفلح قوم ولى أمره لامرأة , وكيف سيتدبر الاخوان مشكلة ناقصة عقل ودين ثم مشكلة الشهادة امام القاضي , وماذ ستقول لهم السيدة نجلاء بودن عند مواجهنها ب عورة نقص العقل والدين أو بعورة الشهادة أمام القاضي وبالعشرات من العورات الأخرى .
وماذا سيفعل الغنوشي مع قضية تعدد الزوجات ؟ فتعدد الزوجات ممنوع , الا أنه لم يعتبر جريمة , الآن يعتبر جريمة يقاقب ممارسها بالسجن والغرامة المالية , ثم ابطال الزواج من الزوجة الثانية , هذه صخرة علىة الغنوشي ابتلاعها , فهل يتمكن من ذلك ؟ ,
وماذا سيفعل الاخوان مع تجريمهم الحاليس , اذ أن التهم الموجه لهم كبيرة , وهل ستعفو السيدة نجلاء بودن عنهم وتعيدهم الى التخريب السياسي …. السيدة نجلاء ستكون قاسية جدا معهم , لقد انتهوا كما انتاهى اخوان مراكش .
هناك العديد من النقاط الأخرى والجديرة بالبحث والتحليل , هناك حقائق أخرى يجب النظر اليها بتعقل وصبر , انه من المنتظر أن تكون هناك فجوة كبيرة بين مضمون النصوص الدستورية وبين التطبيق , فالجهاز الاداري التونسي مشبع بالاخونجية , الذين سيحاولون تعطيل وعرقلة تطبيق القوانين بشكل يتوافق مع الدستور …. هنا سيتم بالتدرج تنظيف الادارات من الاخونجية … وسيتطور الأمر باتجاه الشخص المناسب في المكان المناسب في المكان المناسب , الانتماء الاخونجي ليس شهادة كفاءة مهنية