ممدوح بيطار :
في البدء اريد التأكيد على أني منحاز لأعظم شخصية عرفها الفن الشرق اوسطي وهي شخصية الضرير الشيخ امام , ومنحاز للشاعر الذي كتب معظم اغاني الشيخ امام وهو أحمد فؤاد نجم , ورغم الانحياز الذي قد يؤثر على تقييم الأمر المنحاز له والمنحاز ضده , فقد اندهشت من الكلام السخيف الذي صدر عن حسن نصر الله بحق الشيخ امام وخاصة في تحريمه لأغاني الشيخ امام , الذي لايعرف تاريخ الشرق الأوسط فنانا بتلك الثروة الانسانية , ضرير وفقير ماديا , الا أنه بصير وشامخ انسانيا , فنيا لا أسمح لنفسي بتقييمه , أما تذوقا فلا أسمح لنفسي أن أنام بعد منتصف الليل الا بعد سماع اغنية من الشيخ امام بنص من أحمد فؤاد نجم , اللحن مبهر والوقع مؤثر والنص رائع , وأفضل مايمكن للفن مستقبلا أن يقوم به هو اعادة انتاج اغنياته التي احتكرت في القرن الماضي الجودة والمضمون السامي والصالحة لقرون قادمة , أشعر بأن دين الشيخ امام ودين أحمد فؤاد نجم ” الانساني ” هو الدين الوحيد الصالح لكل زمان ومكان ,
لا أريد التحدث عن سيرة الشيخ امام الشخصية بالتفصيل , أكتفي بالقول بأن الفقر قتل اخوته السبعة , وأصيب بفقدان البصر بعد مرض الرمد البسيط , بعد ممارسته للغناء صدر حكم عليه وعلى الشاعر أحمد فؤاد نجم بالسجن المؤبد , وبعد سنين السجن أطلق سراحه بعد مقتل السادات , حيث تابع رحلته الفنية الى أن توفي عن عمر يناهز ال ٧٧ عاما ,
التبرير الذي قدمه السيد نصر الله بخصوص منع أغاني الشيخ امام هو تبرير أسوء من ذنب , تبرير يبرهن طبيعة الاسلاميين التي لاتختلف ان كانت شيعية أو سنية , ففي مصر عمت أفراح الاخوان ولياليهم الملاح بوفاة الشاعر أحمد فؤاد نحم , الذي كان عين الشيخ امام , وبالمقابل كان الشيخ أمام صوته , كلاهما كانا من أنبل من مثل الانسانية وشعر بالظلم ( اغنية شيد قصورك) , كلاهما استوعب فضيحة عام ١٩٦٧ , وكلاهما مثلا الشجاعة بالنقد الذي مارسوه على بلطجية الحكم الناصري والساداتي , ولم يترك الشيخ امام ورفيق دربه أحمد فؤاد نجم قضية اجتماعية الا وتعرضوا لها تفكيكا ونقدا وارشادا ,
لقد مات الشيخ امام ومات الشاعر أحمد فؤاد نحم , الا أنهم أحياء بالرغم من ذلك , أما الاخوان من كافة الفرق المذهبية فهم جثثا متحركة ….أموات !! !