ممدوح بيطار :
مهداة الى زغلول النجار وبقية الزغاليل .
هل من الممكن قيام شراكة أو حلف أو حياة مشتركة بين العقلانية والخطاب الديني الاسلامي ؟؟, نعم من الممكن في أطر تنظيمية مؤقتة مؤسسة على الكثير من القسر والاجبار , على المدى البعيد أو حتى المتوسط لايمكن للعقلانية أن تتعايش مع الخطاب الديني الاسلامي , لأن التعايش يعني لوي رقبة كل منهما , بشكل يشوه كل منهما ويؤسس لمنظومة التلفيق والترقيع والمخاتلة .
هناك ضدية موضوعية بين الخطاب الديني الاسلامي والعقلانية , ضدية لاتمس بعض الأقكار وانما تشمل كل الفكر , ضدية في العمق , فللعقلانية نظم معرفية ومسلكية تراكمية وخبرات تطويرية , اساسها تباين مايمكن أن يوجد مع الموجود , بينما يعتمد الخطاب أالديني الاسلامي على مرجعية ثابتة, تآكلت واهترأت على الأقل بعامل التقادم .
أساس الفكر الديني الاسلامي هي منظومة “المعوقات ”, بينما أساس العقلانية هو عدم الاعتراف بأي عائقة تقف أمام العقل , العقلانية تصنع من الواقع “نصا” مؤقتا , بينما يريد الخطاب الاسلامي الديني من النص أن يصنع الواقع , العقلانية تسأل وتبحث عن الجواب الملائم لظروف الحياة الآنية والمستقبلية , الخطاب الديني يسأل ايضا , الا أنه يبحث عن الجواب في مجاهل التراث العتيق , الانسان الغربي يسأل كيف يمكنه شطر الذرة , يجد الجواب العلمي ويشطر الذرة , العربي الاسلامي يسأل عن شطر الذرة فيجيبه زغلول النجار … شطرناها قبل 1400 سنة , والدلائل موجودة في القرآن , وماذا عن نتائج الشطر القرآني ؟ هنا تنهال التحقيرات والتهديدات والشتائم على طارح السؤال , لأن سؤال من هذا النوع يعني الشك في المقدرة الالهية ..كفر وزندقة !!,
أما عن الفقر والتعتير والتأخر فيجيبك الخطاب الديني , انها المؤامرة على الاسلام , لايطعمونا ولا يسلحونا , و يضعوا العوائق أمام لاجئينا , لايحاربون من أجل حريتنا ولا ينقذوننا …….كل ذلك سببه مؤامرة شيطانية ابليسية, أما الاتكالية والقدرية ومحاولة تدبير أمور الأرض بأحكام السماء , ثم الورائية والميتافيزية المغيبة للعقل … ..كل ذلك بريئ من تسبب الانحطاط ,
من ناحية يهاجم الاسلاميون مفهوم “العقلانية” , ومن ناحية أخرى يدعون بأن الخطاب الاسلامي هو خطاب العقلانية , البرهان على ذلك ذكر القرآن لمفردة “عقل” حوالي مئتي مرة …قول القرآن “لعلهم يعقلون !!!” هو البرهان المقنع القاطع لعقلانية الخطاب الديني , بهذه الترهات يحاول الخطاب الديني الاستيلاء على عقول الناس , بالخرافة يقتل الخطاب الديني العقل , وبالتالي يمنع من أن يكون الاصلاح انشائيا انما وهما وتوهما.
كلما تمددت الخرافة انحسرت العقلانية , وتقلصت امكانية فهم الاخفاق والفشل الذي أصاب الشعوب المبتلية بالخرافة ,لم يتجاوز شعب في العالم كبوة أو نكسة انحطاطية ,الا عن طريق الالتزام بقوانين السببية العقلية , أين هو الشعب الذي نجح في تجاوز محنة ولو جزئيا باعجازات زغلول النجار الخرافية ؟؟؟الكارثة ليست بشخص زغلول النجار فقط , وانما بتحول معظم الناس الى زغاليل …. الى خراف تقودها الخرافة الى العدم.