لا أريد تقييم الحقد “كظاهرة” ان كانت مهمة أو غير مهمة , الا أنها تبدو من خلال تواردها وتواترها مهمة , وهكذا بشيئ من المبالغة يمكن القول بأنه لايمكن للبعض من كتابة سطر واحد دون حشوه بمادة اتهام الغير بالحقد على العروبة الدينية والدين العروبي , أقولها بصراحة …. اني أشك بادراكهم لماهية ولمنشأ ودلالات مفهوم الحقد.
الأمر ملتبس بشدة عليهم , قد يجهلون أن مفهوم الحقد مشتق من مفهوم الحسد , ومن الغضب وخيبة الأمل , نتيجة امتلاك الغير ما لايملكه الحاسد أو الحاقد , الحاسد لايدرك أو لايريد أن يفهم الآلية الحقيقية , التي قادت الى تمايز الحاسد عن غيره , انه تمايز ليس فقط بحجم ونوع الرزقة الخاصة بالحياة , انما بحجم ونوع النشاط , الكسول متمايز عن غيره بالكسل , ومالك النعم متمايز عن غيره بالنشاط , وبنفس النسبة تختلف حياة النشيط عن حياة الكسول , او بكلمة أخرى مستوى حياة الكسول عن مستوى حياة النشيط .
لحياة النشاط أو حياة الكسل علاقة بمعتقدات الانسان وتوجهاته وحتى ببيئته , لامشجع للنشاط عند الاتكاليين على الخالق وعلى ارادة الخالق , التي تهب من تشاء وكيفما تريد ,ثم أن الصحراء لاتشجع البدوية على النشاط , لعدم فاعلية وتمكن النشاط من تغيير أي شيئ بها …انها قاهرة بالمطلق , وكلما تعمق أمر الاتكالية على الخالق , تسطح مستوى هذه الارادة وفاعليتها , بشكل عام ومختصر يمكن القول بأن تجليات الحقد هي ترجمة للشعور بالحسد .
من يحسد شعوب هذه المنطقة على حياتهم وأوضاعهم ؟, وهل تحسد هذه الشعوب غيرها على حياتهم وأوضاعهم ؟ لاحسد لشعوب هذه المنطقة على حياتهم وأوضاعهم , ولكن هناك حسد وبالتالي حقد يصدح من المآذن كل يوم جمعة ويتسرب من الآيات في كل مناسبة , وما ترديد مقولة الكفر والكفرة وضرورة القضاء عليهم وتقتيلهم , ثم خير أمة , واتهام الغير بسرقة الخيرات وحياكة المؤامرات دون الحقد ممكن , الاستنجاد بالخالق لأخذ بعض عبادة أخذ عزيز مقتدر بدون حقد غير ممكن , ولا يمكن تصور الدعاء والطلب من الله بنصرتهم على الكفرة بدون حقد ممكن , ولا يمكن تصور ذلك الشعور بالمظلومية , التي لايكف البعض عن ممارستها لحظة بدون وجود الحقد .
تحول الحسد وبالتالي الحقد الى أمر تراثي معمم , فالجو العام حاسد حاقد ,وما ذكر كاف لاعتبار الحقد ومشتقاته حالة مرضية … حاولوا الاجابة على السؤال التالي , لماذا يحسدكم الغير وبالتالي يحقد عليكم ؟ وهل انتم من يحسد ويحقد حصرا؟ , وهل من العجب عندئذ أن لايحترمكم معظم العالم ويرفضكم ؟, وهل لحالة الرفض علاقة مع تصرفاتكم ؟