من الوطن الى الأمة , حزب الله والحرب على الأوطان !!!

نبيهة  حنا :

     التفجيرات  الأخيرة ,  التي   تمت  بحوالي ٣٠٠٠  طن من  المفرقعات    في  اماكن مختلفة  من  عاصمة  لبنان   بيروت  ,وقادت  الى  مقتل  المئات  وجرح  الألوف ,  ليست  سوى   الحلقة  الأكبر   من  حلقات    الحرب  التي   اعلنها  نصر  الله  على  لبنان,  نعم  أقول  حرب  نصر  الله  وحزب  الله  على  لبنان   لتدميره , ان  رفض   ان  يكون  ذيلا   لايران  او  مستعمرة  ايرانية, لاتملك  اي  جهة  في    لبنان   تلك  المقدرة  على  التفجير  باستثناء    حزب  الله ,  الأمر  مشابه   لمقتل   الحريري , واتهام  حزب  الله  ,   لم  يكن  هناك  من  جهة   تتمكن  من  ذلك  باستثناء  حزب  الله ,  الآن  الأمر  مشابه  !

هناك  في  لبنان العديد  من    الاشكاليات   التي  تتعلق بما هو أساسي, كاشكالية ماتسمى الديموقراطية التوافقية  الفريدة من نوعها في العالم , والتي نظمها  اتغاق الطائف , هناك مايتعلق بما هو ثانوي  كموضوع القمامة  السابق   ,الذي  فجر  الاحتقان الذي سببته الديموقراطية التوافقية,   ثم  اشكالية  الدولار والضرائب التي  فجرت  الحراك الأخير   , على كل حال ليس  بالسيئ ,بل  انه أمر جيد جدا عندما  تحرك تظاهرات  واعتراضات الناس  بعض   الأمور  الجامدة والمتكلسة  بهدف تصحيحها,التظاهر  واجب  , والمجتمع  الذي يمارس بشكل مستمر  عملية  التنظيف  من الشولئب التي تتشكل على الدوام , هو  المجتمع الذي لاتتشكل لديه مشاكل  كبيرة ,  ولا يحدث  لديه  احتقان  , المجتمع اللبناني نجح في العديد من الأمور, وفشل  في بعضها ,  ولقبل  فترة كان  بالامكان  القول   ان  الحالة مقبولة  ,  فهل    ستبقى  الحالة  مقبولة   بعد   التفجيرات  الأخيرة ,   التي  يمكن  اعتبار   حزب  الله   مسؤلا  حصريا  عنها  ؟

تاريخ  حزب  الله  هو  تاريخ   الحرب  على  لبنان   لتحويله  الى  مستعمرة  ايرانية , ومن  النادر    التمكن  من  رصد   اي  نشاط   ايجابي بناء   لحزب  الله  في  لبنان , هناك  العديد  من  الأمثلة  على  ذلك , ففي  سياق  الحث  الشعبي  من  خلال  التظاهر والمطالبة   بحل  مشكلات  عالقة,  ولدت حركة “طلعت ريحتكم” , ومن ضمن نشاط   هذا  الحراك قامت محطة LBC ببث برنامج نقاشي  حول هذا الموضوع , وفي  الأستوديو  علقت مقدمة البرنامج صورا  لأهم الشخصيات اللبنانية  المسؤولة عن  حدوث الأخطاء  وعن القصور في معالجتها  , ومن الصور  كانت صورة  حسن نصر الله  وصورة   الحريري   ثم  صورة رئيس مجلس النواب  وغيرهم  , اثناء   البث   هاجمت  مجموعة  من  أتباع  حزب الله  الاستوديو  وأوقفت بث البرنامج   وأزالت  صورة حسن نصر الله من بين الصور , مدعية على  أنه ليس باللائق  التعامل بهذا الشكل مع رجال الدين , لقد تحول  نصر الله   في هذه المناسبة  الى رجل دين , ومن الواجب  احترامه,   فقد في هذه اللحظة صفة رجل السياسة ورجل الحرب , انه السيد المقدس  وبصفته هذه ممنوع على الشعب محاسبته  كرجل سياسة ورجل حرب , وبذلك  قدم  رجال نصر الله  مثلا حيا  عن أمراض المذهبية السياسية ,  في هذه الحالة  الاسلام السياسي  الذي يشكل الركيزة الأساسية لكيان حزب الله .

  ماحدث  يذكر بيوم ٧-٥-٢٠٠٨ , ففي صبيحة هذا اليوم   أعلن حزب الله  حربه على الداخل اللبناني , حمل السلاح  وقاتل ثم قتل ما لايقل عن ٦٥ لبنانيا , احتل  حزب الله بيروت بقوة السلاح , والسبب المباشر لعملية احتلال بيروت كان  نقل  العميد وفيق شقير من  منصب  رئيس أمن المطار الى نصاب الجيش  حيث كان , اضافة الى  مقتل العشرات ,  ترافق الاحتلال  بما هو متوقع من ممارسات  الرعاع  ..سلب  ونهب وسرقات   وتعفيش (آنذاك لم  تكن مفردة تعفيش  معروفة  ومستعملة  بالشكل  الذي  تستعمل به اليوم ).

احتماء السياسي  والحربجي نصر الله  بالقدسية  لم يكن  أمرا غير متوقعا , من خصائص  الشيعية السياسية  وغيرها من المذهبيات   السياسية , أو بشكل عام الاسلام السياسي …الخ, المزج بين  المقدس والمدنس ,  المقدس  يحمي المدنس  ,  وبذلك  ينتج وضع يؤمن   للمقدس مناعة   ضد التصحيح والتغيير  , انها حالة وصفية  لما يسمى  رجال الله على الأرض   من الذين لايخطئون   لأن مرشدهم هو الله  , ولا يجوز  اتهمامهم بما هو منكر  لأن ذلك هو اتهام لله  , ونصر الله الذي طور  الوضع اللبناني  من طائفية توافقية الى طائفية مهيمنة رفع  درجة الاستقطاب المذهبي  , الذي  احتل سابقا  جزءا من السياسة ,  وبجهود نصر الله  أطبق الاستقطاب  المذهبي على السياسة بشكل مطلق , السياسة  الممسوخة  لم تعد  قادرة  على نقل ضابط في الجيش من  مركز لآخر  , التنقيل يجب أن  يتم ضمن معادلة طائفية , ومطار  بيروت  هو من نصاب حزب الله , لأنه يقع  ضمن ولاية الضاحية  وتأتمر بأوامر  واليها  الشيخ حسن نصر الله …المهدي  المنتظر ..

يمكن  ذكر    عشرات   الأحداث  التي  تبرهن   عن ممارسة  حزب  الله    للحرب   على  لبنان   ,  ولحرب    الاسلام  السياسي  بوجوهه  المختلفة  على  الأوطان, والتفجيرات  الأخيرة   في  بيروت  ليست  سوى  معركة  من  معارك  هذه   الحرب ,  الاسلام  السياسي    يتنكر مبدئيا   لمفهوم  الوطن,  ويريد   العمل  في  اطار  مفهوم  الأمة  الاسلامية , تهديم   الأوطان   مشروع   مبدئي  بالنسبة  للاسلام  السياسي  بكافة  وجوهه  ومنابعه ,  الوطن  صنم  يجب  تدميره  ,  الوفاء  والانتماء  هو  للاسلام ,     

توحش  حزب  الله  الأخير   ليس  سوى دلالة  على  فشله   , وتأييد  اخوان  سوريا  لغزوة  اردوغان   ليس  سوى  دلالة  على  فشلهم ….   لم  تبقى  هناك  امكانية   للتستر  على  عهرهم ,  الذي  يمارسونه  الآن   عينك  عينك  على  قارعة  الطريق ….

 

نبيهة  حنا :syriano.net

رابط  المقال:https://syriano.net/2020/08

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *