النسب والانتساب …

 

سيريانو:

  نشر  صديق منشورا   اراد  به   البرهنة    على   أن  أصل   السربان  عربي   ,   لقد  كان  هناك  حوار  بين    السيد  أرفاد  بدران   وبين  سمير  صادق ,  أردت  نقله   للنقاش    العام   ,  أشك  بأن   العديد   منا  لم   يتعرف  على  هذا    النقاش  ,  فكثرة  المنشورات  والمقالات   تقود   أحيانا  الى عدم   التمكن  من  التعرف  على  كل  مقالة   أو  منشور  أو نقاش.

سمير  صادق السوري هو من يسكن في سوريا وينتمي طوعا الى سوريا , التي أصبحت وطن السوريين قبل مئة سنة , أصول السوريين ان كانت عربية أو غير عربية ليست بشيئ من الأهمية , اذا لاتوجد معايير علمية للكشف عن أصل الانسان السوري وتصنيفه في مصنف العرب أو الرومان أو غير ذلك , ولا توجد أي أهمية ايجابية لهذا التصنيف , لابل توجد أضرار من هذا التصنيف , البحث عن أصول السوري هو مهمة التفكير العنصري , لذلك لا أبحث عن الأصول لأنها لاتهمني ولا تهم الانسان ذو العقل , وليبحث عزت الشيبخ سعيد وتيسير خلف عن الأصل والفصل كما يريدون فبحوثم لاتهم الا العنصريين ولا تأثير لها على الجنسية السورية والمواطنة السورية …انها ثرثرة في أحسن الأحوال , كون السوريين من أصول عربية أو أعجمية أو قرباطية….الخ , لايؤهل عرب الجزيرة لاحتلال بلادهم وتغيير لغتهم ودينهم وتقتيله ولا للتدخل في شؤونهم ….هل يحق للسعودية احتلال سوريا ؟؟ وهل يحق لاسرائيل احتلال سوريا ثم نشر العبرية واليهودية , لافرق بين اسرائيل وعرب الجزيرة , بل بالعكس لم يصل الصهاينة الى بربرية بدو الجزيرة , وحتى هولاكو لم يصل الى هذه البربرية !
 أرفاد   بدران :
و هل تعتقد اننا كسوريين سنوافقك هذا الرأي…؟.
بالتاكيد لا.
فبدو الجزيرة بالنسبة لاغلبية السوريين جزء لا يتجزأ منهم و من ثقافتهم و تاريخهم و دينهم و لن ينظروا اليهم بهذه النظرة

سمير  صادق

هناك عدة طرق لتحديد علاقة شعب أو دولة بعلاقة شعب آخر ودولة أخرى , هناك طريقة “النسب” اي أن السيد بدران يجد نفسه قريبا أو متآخيا مع بدو الجزيرة , أغلب الظن لأسباب اثنو-دينية , وعندما يختار الانسان الفرد اصدقائه وحلفائه عن طريق النسب , فانه يعتبر هذا النسب أمرا متفوقا على نسب الآخرين …. أن تكون مسلما يعني أنك من خير أمة وبالتالي متفوقا على غيرك ….وأن تكون عربيا فأنت أيضا متفوقا على غيرك , وأن تكون مسلما وعربيا اضافة الى ذلك فهذا يعني على أنك شامخا ورأسك وصل الى السماء , ولأنك كذلك ياسيد بدران فانك تقبل بالألفة والتآخي مع هو من مرتبك الشاهقة , ولم يصل الى هذه المرتبة الشاهقة في المنطقة وفي العالم سوى بدو الجزيرة … انهم عرب ومسلمون والأفضل قريشيون متفوقون على غيرهم لربما بالخواص العضوية , ولكن بالتاكيد على الأقل بالخواص الدينية والثقافية , أي بشكل عام السيد بدران بدران من خير أمة وهم أيضا من خير أمة , لذلك لا يحق للرعاع اليهودي أو المسيحي أو غيرهم من الطراطير الدخول في نادي نخبة البشر المتضمة للسيد بدران وأمثاله اضافة الى بدو الجزيرة والمسلم الأفغاني اضافة الى الصومالي ,أي بشكل عام الى أمة الاسلام .لاتستقيم التركيبة التي يشعر بها السيد بدران الا مع العنصرية الاثنو-دينية , وعموما يقال بأن عنصرية النسب الاثنو-دينية الماهوية ليست أقل فتكا بالانسان من أي سرطان خبيث ,واقعيا نلمس نتائج هذا الفتك على صيرورة شعوب “النسب”, صيرورتهم مؤلمة في دونيتها وانحطاطها للعديد من الأسباب منها عدم قابليتهم للذوبان والاندماج في المجتمع البشري … كمثال على ذلك مشاكل اللاجئين العرب المسلمين في بلدان اللجوء !لاضرورة للتوسع في اشكالية النسب الاثنو-ديني العنصري , ولكن هناك ملاحظة لابد من الاشارة اليها , وهي أن العنصرية الاثنو -دينية تتجه بفتكها بالشعوب ليس فقط الى الخارج , وانما بشكل أكثر تدميرا الى الداخل أيضا , أظن بأنه لاوجود لعداء أشد من العداء بين فئات اثنية عربية -اسلامية … على سبيل الذكر العداء الشيعي -السني .هناك شكل آخر لتحديد العلاقة بين الأفراد والشعوب , انه شكل “الانتساب ” , اننا ننتسب في سوريا الى شعب مسالم عليه تحديد علاقاته مع الغير على أساس التقارب الفكري او التباعد الفكري,ثم مصلحة سوريا والشعب السوري , ننظر الى الصهاينة وبدو الجزيرة والمصريين ثم الأمازيغ وغيرهم من الأتراك والألمان والأمريكان والطليان وشعوب جزر الواق واق …الخ بعين فاحصة وقلب منفتح , جوهره الانتساب الى المجتمع العالمي , وتحديد العلاقة بين الشعب السوري وبقية الشعوب على أساس المصلحة المشتركة والايجابيات المشتركة والأهداف المشتركة , عمليا لا أجد أيا من هذه المعالم مع بدو الجزيرة , لذلك هم أبعد الناس عني سواء كانوا مسلمين أو عرب أو ملحدين أو سود أو بيض … نريد أن تكون لنا ياسيد بدران حرية “الانتساب ” ولا نريد الوقوع في قسرية وعنصرية “النسب”

  أرفاد  بدران :
عزيزي صادق مالذي سيجمعني بك اذا كنت تكره ديني و تكره اصولي و تكره ثقافتي و لغتي و منابت جذوري ؟.
لا شيء اطلاقا.
بالنسبة لي سأكون سعيدا جدا لو احترمت معتقدك فهذا
من اصول ديني و احترمت منبتك لان ديني و عروبتي يقولان بالمساواة بين البشر فلا فضل لأحدهم على الاخر في الانسانية و احترم لغتك لاننا ننظر الى اختلاف الالسنة و الاعراق على أنها للتعارف و اظهار جمال الخلق بين بني الإنسان و انا ملزم باحترام فكرك و حريتك الفكرية لان ذلك من مبادئ الإنسانية و الخلق و ملزم بحسن التواصل معك كوني مأمور ان اقول للناس حسنا بغض النظر عن الخلاف او الاختلاف في الفكر و المبدأ و انظر الى أبناء وطني كمتساوين معي شركاء في مصيري و حياتي خيرهم من خيري و شرهم يؤذيني.
عزيزي صادق ما تقوله عن نظريتك لا يقدم خيرا لبلدي و لا لوطني و لا لشعبي فانا احتاج لجواري لنتعاون اقتصاديا و ماديا و فكريا و خدميا لانني لست في جزيرة مقطوعة.
ما تدعون اليه من شوفينية و عنصرية و انتقاص من جواركم و اهليكم سينعكس عليكم شرا و عداؤكم سيقتلكم اصلا.
تصور لو تصرف العرب المسلمون البدو بذات مشاعركم التي تتكلمون بها اليوم فلن يبقى منكم أحد اطلاقا.
لكن ما كان غير ذلك اطلاقا حفظوا الكنائس و هي مقدسة لديهم كالمساجد و حفظوا جيرانهم اهلا و صحبا و اخوة.
تريدون اذكاء العداء و بناء وطن و هذا لعمري لا يستقيم لجاهل فكيف لمثقف يريد بناء وطن.
سمير  صادق:

:معك حق  ياسيد بدران, لايجمعنا  شيئ  على الاطلاق , اعتبر  نفسي سوري  وأعتبر  جاري  الذي  يروج  لدولة  أخرى  كالدولة  الاسلامية  غريب  عني  وعن  سوريا,  خاصة  عندما  يتم   الترويج   لاحتلال  وطني  من  قبل  هذه  الدولة ,  لايجمعنا  شيئ  بالمواطنة التي تعني الانتماء والوفاء للوطن , ولا تعني العكس من ذلك أي الولاء لمنظومة  خارج  سوريا سيان ان كانت وهمية  أو حقيقية  كالدولة  الاسلامية  أوحتى  الدولة  العربية , من  يرى في احتلال بلاده  التي يعتبرها  وطنه  من قبل اغراب سواء في الماضي أو الحاضر أمرا محمودا  هو غريب ….هو مواطن  الكيان  أو الدولة  الغازية.لاعلاقة  لأمر  المواطنة  بالكره  والحب   ,  وانما بالواجب   المطلوب  من  كل  مواطن ,  اللغة  وسيلة  استهلاكية  ,  لاعلاقة   لنقدها   أو  امتداحها   بالمواطنة   ,   كذلك  لاعلاقة   للمواطنة   بنقد   أو  امتداح  ثقافة  ما   حتى  ثقافة  الوطن ,  ومن  حيث   الفائدة  النقد   أشد  فائدة  من   الامتداح  بكثير  ,  لذلك     اعتبر  من  ينقدني   أكثر  فائدة   بالنسبة  لي  من  الذي  يمتدحني .كل  ماهو  خارج  الحدود   السورية   أجنبي  ,  ومعه  قد   اتفق   أو  أختلف , ولاقيمة  في  هذا  الخصوص للنسب    أي  الأصل   , فلا  وجود  لأصل  أو  نسب  شريف  ونسب  غير  شريف ,  وموضوع  التعاون  وغير  ذلك  يخضع  للمصلحة   ,  فعندما  تكون  لسوريا  مصلحة عليا   من  خلال  التعاون  مع  اسرائيل    فعلى  هذا  التعاون  أن  يتم ,   وعندما   لاتكون  هناك  مصلحة  عليا  في  التعامل  مع  السعودية   فلا  تعاون  مع   السعودية  , وكون  السعودية  على   سبيل  المثال    اسلامية  وقريشية   واسرائيا   يهودية   وقريظية   لا يلعب  أي  دور  في  بناء  العلاقات ,لا تبنى   العلاقات  الدولية   على  الصداقات  والعداوات   ,  أصلا   لاوجود  لمفاهيم  الصداقة  والعداء  في  العلاقات  الدولية , أمر  اتفاقيات  الأحلاف   مختلف  .لو  تصرف  العرب  المسلمون   بذات  هذه  المشاعر   فلن  يبقى  منا   أحد     اطلاقا ,   ليس  لدي  مشاعر  وانما  مواقف ,  ومهما  كانت  مواقفي   فمن أين   أتى  العرب     المسلمون   بذلك   الحق   بقتلي  وقتلنا  جميعا ,  وهل  قتل  نصفنا  كما  فعل  خالد ابن   الوليد   هو  أمر  يستحق  التشكرات  ,  لأن  كان  بامكانه  قتلنا  جميعا , ولم  يقتلنا  جميع  لكرم   أخلاقه , كريم  الأخلاق   لايقتل  الجميع  وانما  نصف   الجميع …لقد    سمح   للنصف     بالبقاء    أحياء  …ولا    أريد  التوسع  في  اسباب  ابقائه  على    النصف  حيا ..ومن  سيدفع  الجزية   ان  متنا  جميعا ,  لقد  دفع   العديد  من  أقباط  مصر   الجزية نيابة  عن   الأموات ,    ولو  قضى   عمر  ابن  العاص  على  كل   الأقباط   , لما  كان  هناك  من  يدفع   الجزية   نيابة   عن   الذين  ذبحهم    القائد   الفذ  والصحابي   الكريم  عمر  ابن  العاص   رضي  الله  عنه  وأرضاه   في  فسيح  جنانه .البعض   يعتبر  ماطرت  عنصري   ويقود  الى  اذكاء  العداء  وحتى   الجاهل   يترفع  عن القيام  به     ,   لا  أرى  ماتراه  ياصديقي العزيز!!!  سوف   لن   أتشكر من  لم  يقتلني ,  فحياتي  ملكي ولم  يهبني   خالد  ابن  الوليد  الحياة  .
سيريانو:syriano.net
رابط   المقال :https://syriano.net/2020/02

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *