المواطن المعكوس نصر الله !

فاتح  البيطار:

   من يستمع الى نصر الله يظن بأن هذا الشخص قطب دولي عملاق  بجيش جرار بحري وجوي وأرضي , نصر الله لايترك أي انطباع يوحي بأنه قزم وأمين عام لحزب في دولة قزم ..يهدد ويتوعد ويريد تقرير مصائر الشعوب من باب المندب الى باب الهوى , يحلل ويحرم , فتدخله في سوريا المشاعة هو عمل ضروري وقانوني  ومشروع وحلال  وجيد أما تدخل السعودية في اليمن فهو أمرسيئ , لايجوز من السعودية قنبلة اليمن لبعض    السنين   من أجل عبد ربه هادي منصور ,  ويجوز  برملة وقنبلة  سوريا   سبع  سنوات  من أجل  بشار الأسد , الأول  كما تعلمون سني , والآخر كما تعلمون علوي شيعي  ,وما  ينطبق على الشيعي لاينطبق على السني , هذه هي قوانين نصر الله  .

نصر الله مصاب بالانتفاخ  وكأنه تلك القوة العظمى التي تحدث عن انتفاخها المؤرخ الأمريكي بول كينيدي , الا أن بول كينيدي تحث عن تمدد وانتفاخ القوى العظمى وتحدث أيضا عن صعود وسقوط الكبار من الدول , ولم يتحدث عن انتفاخ قائد ميليشيا في الشرق الأوسط , حيث يوجد من شاكلته العديد من الميليشيات وقادتها , ومايخص الكبار وصعودهم ثم سقوطهم كان قصد كينيدي أمريكا والاتحاد السوفييتي والصين وانكلترا وفرنسا وألمانيا ..الخ , ولم يقصد حزب الله وميليشيا أبو الفضل العباس ثم النصرة وفيلق قاسم سليماني وغيرهم من فصائل  السيدة زينب والشبيحة ودفاع بشار الوطني ثم حشد الماليكي الشعبي .
بشكل مختصر يمكن القول على أن نصر الله منتفخ والانتفاخ ينتهي عادة بالانفقاع , وعقليا يتجلى الانفقاع بالهذيان , وهاهو نصر الله يهذي !.

غريبة هي تلك العلاقة المعكوسة بين لبنان الدولة وبين مواطنها نصر الله , المعروف عن المواطن والوطن هو ارتقاء الوطن بارتقاء مواطنيه وبانتصار الوطن بانتصار مواطنيه , الا أن نصر الله ليس بذلك المواطن في لبنان الوطن , لبنان يحتضر عندما ينتصر نصر الله , لسان لبنان يقصر كلما طال لسان نصر الله , كلمة لبنان تختفي كلما ظهرت كلمة نصر الله , لبنان صامت عندما يزعق نصر الله , لبنان يتحول الى لاشيئ عندما يريد نصر الله التحول الى شيئ …. لبنان ينخفض كلما ازداد علو نصر الله , وبكلمة أخرى لاتوجد دلالئل على كون نصر الله مواطن في وطن يسمى لبنان.

حالة نصر الله وحالة لبنان تشبه الى حد بعيد حالة الطابور الخامس , وهل كان رجال الطابور الخامس يوما ما رجال وطن ؟ أو أن كينونة الطابور الخامس ورمزيته هي كينونة ورمزية الخيانة ؟؟فنصر الله لم يقض على اسرائيل وانما قضى على لبنان ومن يظن على أن سيطرت نصر الله على لبنان هو اعلاء لشأن لبنان فهو قاصر عقل , ومن يظن على أن مابقي من اللبنانيين سيستمر في التفرج على نصر الله وهو يدمر لبنان فهو فاقد عقل.
المجتمع اللبناني ,يتطور بآليات متنوعة منها الآلية الارتكاسية , احتلال نصر الله للدولة سيقابله محاولة حزب آخر أن يحتل هذه الدولة الدولة , تسليح حزب الله هو دعوة غير مباشرة لتسليح الآخر , وبالتالي استكمال كل شروط الحرب الأهلية التي يعرفها اللبنانيون ويعرف اللبنانيون أيضا شروط وموجبات اندلاعها التي لم يخلقها الخالق وانما خلقها من يرتب نفسه ممثلا للخالق .. اللبنانيون يعرفون أيضا أن الحرب الأهلية تكون في أطوارها الأولى باردة تتخللها بعض الفترات الساخنة الى أن تصبح ساخنة تتخللها بعض الفترات الباردة , ولبنان الآن بارد وسيصبح ساخنا بارادة   السيد  الالهي , هذا التحول  حتمي, والتاريخ لايعرف أي شذوذ أو استثناء, وهذا ما اراده المواطن نصر الله له ولحزبه وللبنان الوطن .

من الصعب جدا تحمل نصر الله وهو يشدق ويمزق ويلفق , ومن العسير على الأذن سماع صوته الذي  تمتزج به  أطياف الحماقة مع الحيونة , من الصعب رؤيته وهو يمثل ويدجل ..وهو يكذب ويسب ..وهو يقدح ويمدح , كل  مدائحه   لها  اتجاه  شيعي  خميني , وكأن    النساء   قد  توقفوا  عن  الانجاب   بعد  ولادة  الخميني,  ولادته  هي   بداية    التاريخ   أي  تاريخ  نصر الله ,  ونهايته   ستكون  قبل  نهاية  الخمينية   ,  ولينتظر   ويصبر  نصر الله  …ان  الله  مع  الصابرين !

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *