هل الحزب السوري القومي الاجتماعي في النهاية أو البداية ؟؟؟

سمير  صادق  :

قبل 69 عاماً, وفي  يوم 8–7 1949,أصدرت   محكمة  لبنانية , وبتواطؤ مع حسني الزعيم, الذي كانت تربطه بقادة دولة الاحتلال الإسرائيلية الناشئة علاقات ومصالح, حكم  الاعدام   رميا   بالرصاص على  مؤسس   الحزب  السوري القومي  أنطون  سعادة ,  المحاكمة  بدون  محامي  وتنفيذ  الحكم   تم خلال 48 ساعة,  معظم  ماكتب   بعد هذه   المهزلة   القضاية  اعتبر    قتل    أنطون  سعادة   محاولة  معدة   لاجتثاث   الحزب  السوري   القومي ,   ومن له  مصلحة  في   اجتثاث   الحزب؟
لأفكار سعادة حول الأمة السورية التي تضم سورية الحالية ولبنان وفلسطين والعراق والأردن, وتوحيدها في دولة علمانية, وفصل الدين عن الدولة، ومنع رجال الدين من التدخل في شؤون السياسة والقضاء, وإزالة الحواجز بين مختلف الطوائف والمذاهب  ,  أعداء  ومعارضين   أصيبوا  بالهلع   بعد     رؤيتهم   ذلك  الانتشار  السريع    لهذا  الحزب ,  الخوف   أصاب  حتى  اسرائيل , وأصاب نفس   الجهات   التي  تجاهد في  هذه   الأيام  ضد  العلمانية   وضد الاستقلالية  السورية ,   انهم   العروبيون  والاسلاميون   اضافة  الى    اسرائيل .

السورية  القومية   الاجتماعية    وجدت  بأن   خلاص هذه المنطقة   المتسمة بالتعددية مذهبيا   وقوميا  وسياسيا ,  لن يكون من خلال الدين أو القومية العربية ,بل  من خلال  انتمائها  لوحدتها  الجغرافية  والتاريخية   وتراثها  الحضاري  القديم, فالسوريون    أسسو  لحضارة   أقدم  من  الحضارة  الرومانية  واليونانية   ولا  تقل  عن  هذه  الحضارات   عظمة .

كل   مانعيشه  في   هذه   المنطقة  من  حروب  مذهبية   وتفسخ  الفكر   العروبي  والتشرذم   بسبب   العنصرية  العروبية   يثبت  الحاجة  الضرورية   لهذه  الأفكار , فلا  وجود   لقوة  حزبية   فعالة    ومنظمة   ونظيفة  على   الأرض   السورية   سوى   مابقي  من   الحزب  السوري  القومي  ,  بعد  تعرضه   لمحاولت   الابادة   المتعددة ,   لقد  كافحت  فرنسا   الحزب   وأرغمت  مؤسسه على  االفرار  الى  المنفى  ,  الضربة  التي  كان  لها   أن  تكون  قاضية ,أي  اعدام  سعادة , ضعضعت  الحزب  وخلقت  فرغا  كبيرا   في  الفكر   وفي  القيادة   ,   ضخامة   سعادة  الفكرية   جعلت من  تطوير   أفكاره  أو  متابعة   البناء  الفكري  الذي  بدأه   عملية  صعبة   بالنسبة  لمن  بقي  من  السوريين  القوميين .

لم  تفلح  بربرية    اعدام سعادة   في  القضاء  على  الحزب   قضاء  نهائيا   ,  لذا   كانت  هناك  ضرورة   لمحاولة   أخرى ,   وهذه  المحاولة   كانت   باغتيال    عدنان  المالكي  ,لابد  ها  من  التنويه   الى  بعض  ملابسات   هذه القضية  والى  غباء  من   نفذها,    فالمتهم   الرقيب  يونس  عبد  الرحيم   حمل  مسدسا   عيار  9ملم  , والرصاص  الذي  اخترق  جسد    عدنان  المالكي   كان  من  عيار  7 ملم ,  حمل  كل  من   عبد  الكريم  النحلاوي وأكرم   الديري   ومنير  الفتوحي   مسدسات  عيار  7  ملم ,  فبرك   البعض  ومنهم   أكرم  ديري  وعبد  الحميد   السراج  مقولة  سماعهم   لتلاثة   طلقات   ,   طلقتان   على  عدنان  المالكي  والثالثة  ” للمنتحر ”   يونس  عبد  الرحيم ,  أما  تقرير  الطبيب  الشرعي  الذي  عاين  جثمان   المغدور   به  يونس  عبد  الرحيم  , فقد  تحدث  عن  ثلاثة  طلقات  من  مسدس   عيار   7 ملم  , طلقتان  في  الرأس  وطلقة في  الفخذ (محضر قاضي التحقيق الرائد صلاح يوسف آغا يؤكد كل حرف مما كتب ),  وبذلك  تمكن   يونس  عبد  الرحيم من  الانتحار    بطلقتين   في   الرأس  , وماهي  ضرورة  الطلقة  الثالثة  في  الفخذ ؟؟وما  أشبه  طريقة انتحار   يونس  عبد  الرحيم  بطريقة  انتحار  غازي  كنعان     بعدة  طلقات   في  الرأس ,   لالزوم  للتوسع  في  ملابسات     تلفيقة   اغتيال    العقيد  المالكي   ,  فمن  يريد  التعرف  على   أكثر  من  التفصيلات    عليه بما  كتبه   رياض   المالكي  حول   عملية   الغدر   بأخيه    عدنان  المالكي .

بعد  مقتل   عدنان  المالكي   انفلت    اعداء   الحزب  السوري  القومي  من  بعثيين  واسلاميين   وناصريين  على    الحزب  وكل   أعضائه    ,  لقد  تم  اعدام حتى  من  ليس  له  علاقة  بالحادثة  مثل  بديع  مخلوف  وعبد  المنعم  دبوسي ,    اضافة   الى    السجن  والتعذيب  من  قبل   الأخصائي   عبد  الحميد  السراج    والتهجير  والتسريح  من  الوظيفة    والاستيلاء  على  البيوت   لتسكين  المظليين  بها   كما   فعل       النقيب    المظلي عبد  الحليم  خدام  وغيره   العسكريين   الذين كانو  في  خدمة  الناصرية  المتهمة  الرئيسية  في  مقتل    عدنان  المالكي  ومقتل   الرقيب  يونس  عبد  الرحيم ,

اعتمدت   المحاولة  قبل  الأخيرة  لتدمير   الحزب  السوري  القومي  على    الأسد  الأب  , ومنطلقها  كان  فرق تسد ,  لقد  نجح  حافظ  الأسد   في  شق   الحزب    لعدة     أجزاء   ,  الا  أنه  بالرغم من  ذلك  لم يتمكن  من  القضاء  على  الحزب  السوري القومي  كما تمكن من  القضاء  على  حزب  البعث   ,  لقد  بقي   الحزب  كأشلاء   مطاردة  محظورة  من  العمل الحزبي    لفترة  مابين عام   1955  وعام  2005  وهذه  الفترة  تضم  ثلاثين  سنة   حافظ  الأسد .

تختلف المحاولة    الأخيرة  بعد  عام  2000 عن    المحاولات  السابقة ,   التي   اتسمت  بالمطاردة   والقتل  والحظر  والتجزئة   والتنكيل   تحت  اشراف  الناصري   عبد  الحميد  السراج   وبعد  ذلك  تحت  اشراف   المخابرات المصرية  مباشرة   ,   بكونها   لاتريد   اجتثاث   الحزب   ,  بل  تسمينه  وتغذيته   تطعيمة  بالطعم    البعثي  ليتحول      الى     بغل   شبه  بعثي   ,  حيث  يركبوه   ويجرجروه  الى   المطبات ,  التي   تحوله  بنظر    الشعب  الى   وريثا  للبعث …  لانعرف   الكثير  عن  نتائج  هذه  العملية   ,  هل  ستتمكن  الأسدية  من  ابتلاع  الحزب  السوري  القومي   كما  ابتلعت  البعث  والدولة  بكاملها ؟   أو   أن  الحزب   عسير  على  الابتلاع  ,    أرجح   عدم  التمكن  من  الابتلاع  , وسيبقى  الحزب  السوري القومي   منيعا  على  الاجتثاث  وعلى  الابتلاع  ايضا ,وتاريخ  الحزب  الذي بلغ  من  العمر 90  عاما    يؤكد  هذه  التقييم ,   بعد اندثار   البعث    لاوجود   على  الساحة  السورية    سوى   السوري القومي  كحزب  منظم.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *