ثقافة الشتيمة

نيسرين  عبود

كل من دخل في حوار مع أتباع جماعات وأحزاب الإسلام السياسي لاحظ اشتراكهم فى ثقافة السب أو الشتيمة أو البذاءة وهذه الثقافة ناتجة عن أمرين:

الأول هو الجهل ويرجع ذلك لاعتمادهم على الثقافة السمعية أكثر من القراءة, ومعلوم أن الثقافة الشفهية تنقل للمتعلم رأى واحد فى المسألة مما يجعل المتلقى ضيق الأفق عديم الفهم لاحتمالات وجود رأى أخر وهذا  ما يظهر فى صورة تعصب وتشنج عند سماع اى رأى مخالف, فهو يتعامل مع ما سمع, وما  سمع  هو  الرأي  الواحد, والرأي  الواحد يخضع  لأحكام  الثوابت  والمقدسات.

الثاني  هو  الاعتقاد بامتلاك  الحقيقة   المطلقة مما   يمنع   الاسلامي من تصور أي  احتمال  آخر  أو حق أخر أو صواب أخر, فهو وحزبه وجماعته  الحق المطلق, وهذا بالتالي ما يحد من قدرتهم على الحوار مع الآخرين, فأنت عندما تتحاور مع المختلفين معك تضع احتمال ولو 1% على   أنك  قد  قد تكون مخطأ في رأيك أو اعتقادك , فإما تتأكد من صحة موقفك أو تكتشف خطأك أو تتوصل إلى منطقة وسطي بينك وبين مخالفك, أما إذا كنت تعتقد أنك الحق والحق أنت، فأنت لن تتحاور بل ستسب وتلعن وربما تقتل كل مخالف لك, عندما يجتمع الجهل مع القطعية يموت الحوار ويبدأ  القتال.

الأمر الأخر هو الإسلام السلفي الوهابي, فأنت عندما  تتحدث  مع احدهم ,سرعان ما ينقل الحوار من باب النقاش إلى باب السب واللعن وقذف المحصنات واستباحه كل ما هو محرم بدعوى الدفاع عن الإسلام والدعوة الإسلامية,  ففي الإسلام السلفي الشتيمة حلال وربما كانت من السنة  النبوية أيضا فهو ينسبون للرسول وصحابته شتائم وسباب يعف لسان الإنسان المحترم عن قولها.

فمنذ ان تولى معاوية بن ابى سفيان الخلافة عام 41هـ وحتى وصول عمر بن عبد العزيز لكرسى الخلافة عام 99هـ اى اكثر من خمسين عام يتم سب ولعن على بن ابى طالب وكل بنى هاشم على منابر المساجد فى الدوله الأموية حتى ابطلها عمر بن عبد العزيز, ولم  يفعل العباسيين  غير  ذلك , الشتيمة  لم  تقتصر  على  الصحابة  اذ  يقال  بأن  الملائكة تمارس  ايضا  السباب  والشتيمة  , الكلام  الساقط كان  مألوفا   , اعضض!! (   أعضض باير  ابيك  وأمصص بضر  الات) وهناك  الكثير من  هذا    النوع  الساقط.

الشتيمة  هي  تعبير  عن  ثورة  مقموعة  واحساس  لايمكن  التعبير  عنه  الا بالبذاءة , انها  تعبير  عن  بؤس  المفردات    خاصة  عند  المعتقلين  داخل  النص  الذي  يمليه  عليهم  حكامهم   أو  داخل  الدين كما  يفسره  لهم  امامهم ,   انها  تعبير  عن  عطالة  العقل  المحشو  بفكر  ومعارف  الغير التي  لاتقبل  التغيير   , العقل  المعطل  لاينتج  الا  البذاءة  والدونية  والسقوط , فلممارسة  فنون  الشتيمة  لاحاجة  للعقل  وانما  للجهل

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *