الاسلام السياسي ومحرقة اللغة الخشبية !!

فاتح  البيطار:

كتبت جريدة الوطن السورية مايلي “سوريا هي الدولة الوحيدة التي أفشلت خطط واشنطن، وأسقطت «الإسلام السياسي» ونجحت بالتصدي لحملات التضليل الإعلامي، وكشفت حجم التآمر على الأمة، وصمدت بوجه الإرهاب سبع سنوات متتالية، ولا تزال تقاومه على الصعد كافة,عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وثقافياً وعقائدياً واجتماعياً, كمشروع رديف للمشروع الصهيوني ومدعوم من الدول الاستعمارية والأنظمة الرجعية وظيفته فرض التقسيم وإثارة الفوضى وتغيير المعادلات القائمة بالقوة، فالتكفير يُستخدم حالياً كغطاء لبث التفرقة بين الشعوب العربية والإسلامية وإلهاء بعضها ببعض لضمان بقاء «إسرائيل» من جهة وخدمة لمصالح الغرب من جهة أخرى عبر إنعاش صفقات السلاح والنفط والغاز,فالرهان على الحروب بالوكالة سقط سقوطاً مدوياً.”.
هل أسقط الأسد الاسلام السياسي فعلا , أو أن الأمر كله عبارة عن تكاذب ؟, وبشكل مختصر جدا , سوريا سقطت والاسلام السياسي لم يسقط على يد الأسد ,بل نمى وترعرع , فالأسد هو من أوجد العلوية السياسية , والأسد هو من كلف الاسلام السياسي الايراني باستعمار سوريا , هو من أيقظ الطائفية في سوريا وسبب العداء التاريخي بين السنة والعلويين , هو من تسبب في حدوث الانفجار الذي تطور الى حرب طائفية , وهو الذي سلم البلاد الى حزب الله وهو الذي تحالف سابقا مع الاسلام السياسي الفلسطيني لحماس ثم ابتعد عن حماس لأسباب مذهبية , وتحت اشرافه يتم التشييع وبناء الحسينيات وهو المتحالف مع رجال الدين وفي عهده نضجت فكرة تقسيم سوريا على أسس مذهبية , وذلك بعد أن اندلعت حرب طائفية أهلية أحرقت الأخضر واليابس , ومن كل ماقيل لايمكن الادعاء بأن الأسد أسقط الاسلام السياسي , الأسد هو من دعائم الاسلام السياسي بصيغته الشيعية , وهل من شك بأن الشيعية السياسية لاتختلف عن السنية السياسية ؟,
الى جانب المضمون المزيف هناك مقصدا آخر من اقتباس النص المنشور أعلاه ,المقصد هو التعريف باللغة الخشبية, اذ يقال بأن مصدرها الأول هو الاتحاد السوفييتي, الا أن البحث المتعمق عن الجذور يجد بأنه للخشبية في اللغة العربية أصل وكذلك لها في التاريخ الديني السياسي الإجتماعي أساس مبكر , فقد وردت في وصف اللغة نفسها وفي وصف أدواتها وفي وصف أفراد من الناس وجماعة معينة مثل الشيعة .

لافرق ان كان الأصل عربي أو سوفييتي , فقد احتكرت الديكتاتوريات ممارستها وصياغتها كالأسدية والأصولية , لأسباب تتعلق بطبيعة هذه اللغة وتجانس هذه الطبيعة مع الفكر الوحداني ان كان سياسي أو ديني , فمن السهل على سبيل المثال وضع الأشخاص الذي يستخدمون تلك المصطلحات الجافة كالخشب في خانة الفئات التي تملك جوابا واحدا لكل سؤال حول المجتمع والدولة وفي كل زمان ومكان , هنا تتقدم حاجة الاسلام السياسي لهذه اللغة على حاجة الديكتاتورية السياسية وبالتالي تعلق الاسلام السياسي بهذه اللغة , التي لايفهم عامة الناس ابجدياتها , لغة الخشب هي لغة حرق اللغة المعبرة عن الحقيقة و انتاج لغة هدفها التزييف الديماغوجي للحقيقة , اللغة الخشبية هي لغة اعادة وتكرار الشعارات التي يعتاد القطيع على سماع الحانها دون التعرض الى مضمونها , اللغة الخشبية هي لغة الشعارات ولغة المصطلحات أيضا التي يرددها أفراد القطيع ببغائيا , لغة دغدعة المشاعر… لغة التلفيق والنفاق!.

اللغة الخشبية هي لغة لغطية تستقيم مع التمني أي مع تصوير حالة ما كما يتمنى البعض وليس كما هي الحالة واقعيا , لذلك لايمكن لهذه اللغة الاستغناء عن التكاذب والكذب الوقح ولايمكن لهذه اللغة الا أن تتكون من مفردات ميتة ومعلبة في قوالب جاهزة لاروح بها ولا حياة , لغة خطاب لامضمون له ولا رصيد, لغة الحديث عن العموميات والتاريخ وكل ماله صلة بالماضي , انها لغة وصفية للذين يتحدثون بدون انقطاع عن أمجاد العرب , لغة ضرورية للتفاخر والتبجح وليست ضرورية للتقدم والنجاح!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *