اعراس الديموقراطية في سوريا الأسد !

نيسرين عبود:

من العسير تفسير خلفيات مطالب وفد الأسد المفاوض في جينيف , وأعظم ما  استعصى على  فهمي كان مطلب الوفد من المعارضة  في الورقة التي قدمها   بشار الجعفري  الى الوسيط الدولي , وقد ركز الجعفري على العديد من النقاط منها  مطالبه   باستعادة الجولان  وانسحاب اسرائيل  الى خط الرابع من حزيران عام ١٩٦٧ ,

المطلب بشكل عام محق  , الا أنه ليس المطلب المناسب في الوقت المناسب  وفي المكان والظرف المناسب , فالجعفري  يفاوض  وقدا معارضا سوريا  بخصوص الوضع في سوريا   , وهذا الوفد لايمثل دولة احتلت الجولان  , وليس بمقدوره   ارغام اسرائيل  على التراجع  , ولم يأت  الوفد المعارض الى جينيف لبحث اشكاليات  احتلال اسرائيل للجولان  , ولا خلاف من ناحية المبدأ بين وفد السلطة ووفد المعارضة  بخصوص ضرورة استرجاع  الجولان  , المطلب موجه الى  العنوان الخطأ  , وقد كان على رئيس الجعفري  أن يعمل كرئسيس  للدولة السورية  بشكل فعال  على استعادة الجولان  ,ثم ان  الثورة اندلعت للعديد من الأسباب منها فشل السلطة في تحقيق نجاحات   على المستوى الداخلي والخارجي  , وهذ يتضمن قضية الجولان,وانهاك سوريا بالفساد  الذي أكل الأخضر واليابس  وبالتالي تدنت فاعلية الدولة  وقوتها  بشكل لم يعد يسمح حتى  بشجب  غارات اسرائيل على سوريا , التي لم يعد لها حول ولا قوة .

من  أجل تنفيذ مقررات جينيف١ وجينيف ٢  وقرار مجلس الأمن رقم ٢٢٥٤ ثم تنفيذ بنود  الاتفاقية  الروسية -الأمريكية  انعقد مؤتمر جينيف ٣ , ومن  أهم  بنود كل هذه القرارات والاتفاقيات  (البند السادس في جينيف ١ والبند السادس في جينيف ٢) انعقد  جينيف ٣  , وهذا البند يتحدث عن الانتقال  السياسي في سوريا  , الجعفري تجاهل تماما  هذا البند  وركز  على محاربة الارهاب  ووقف  الدول المجاورة  لدعم المسلحين  .., هنا  أيضا  خرج الجعفري عن الموضوع  المهم  , فالارهاب  ليس ارهاب داعش فقط وانما  أولا ارهاب السلطة  المتقادم على ارهاب داعش  ,  ومكافحة الارهاب  ضرورية  الا  أن معظم دول العالم ومجلس الأمن والجمعية العامة  والصليب الأحمر والمؤتمر الاسلامي وجامعة الدول  العربية  ..الخ  يقولون على  أن الارهابي الأول هو نظام الأسد  , فهل  يشارك الجعفري بمكافحة ارهاب الأسد  اضافة الى مكافحة ارهاب داعش والنصرة … .؟

أما عن  وقف دول الجوارتقديم الدعم  للمسلحين دون المساس بالدعم للأسد  الذي تطور الى  حتى  وصل  الى طلب  الحماية الروسية ,  فقد   أخطأ الجعفري العنوان  , على الجعفري   نقاش هذه النقطة مع دول الجوار  واقناعهم  بوجاهة مطلبه  عندها يتوقف الدعم  , أما اذا كان القصد من ايقاف الدعم  بتر رأس الثورة بالمقصلة  , فعلى الجعفري  الانتظار  الى ماشاء الله ..عيش ياكديش حتى ينبت الحشيش !

وثيقة الجعفري  تضمن عشرة بنود  اضافة الى ماذكر فالجعفري يريد  “احترام سيادة الجمهورية العربية السورية واستقلالها وسلامة اراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً وعدم جواز التنازل عن أي جزء منها والعمل على استعادة الجولان السوري المحتل حتى خط ٤ حزيران ١٩٦٧، ورفض أي شكل من أشكال التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية السورية في شكل مباشر او غير مباشر، بحيث يقرر السوريون وحدهم مستقبل بلادهم عبر الوسائل الديموقراطية من خلال صناديق الاقتراع وامتلاكهم الحق الحصري في اختيار شكل نظامهم السياسي بعيداً من أي صيغة مفروضة لا يقبلها الشعب السوري”,  ولا خلاف  مع الجعفري بخصوص  ماذكره  من نقاط , الا أنه من ألأفضل لو تقدم الجعفري بهذه النقاط الى الأسد ,  فقد  تقزمت السيادة السورية  تحت  اشراف سيد الوطن وسيد المقاومة والسيد الايراني  , بحيث  تحولت سوريا الى محافظة ايرانية وتمددت حدود ايران الى البحر المتوسط , ثم جاء  الروس   بناء على طلب من سيد الوطن  , والروس   قالوا للأسد عليه  أن  ينفذ  بدون أخذ ورد , وما علاقة المعارضة  بكل ذلك ؟ على ألأسد طرد كل الاجانب من سوريا  …روس ..أفغان ..لبنانيين .. ايرانيين ..عراقيين .. مرتزقة من كل حد وصوب ..الخ  وكل سوري سيكون له شاكرا ان فعل ذلك ,وستكون تشكرات السوريين أقوى بكثير لو   أنه انتبه  لبعض  الحاجات الانسانية  للبشر السوري  كالحرية  والديموقراطية والشفافية  والمساواة , وهل  المطلوب من شعب ما  الاستكانة الكاملة للظلم والطغيان والاستبداد ؟  وهل  للجعفري  أن يقول لنا  شيئا عن الحرية  والديموقراطية  في سوريا  , وهل قام النظانم الأسدي بواجباته تجاه  المواطنين بشكل كامل ومتكامل  , أو أن  سوء  الحاكمية هو الذي  فجر في الشعب  ضرورة  التغيير الثوري  ,لم  يخجل الجعفري اضافة الى كل ذلك  من التحدث عن الصناديق والانتخاب  وكل منا يعرف  الكثير عن نزاهة صناديق الأسد  ألتي  انتجت  تأييدا  للأسد بنسبة٩٩٪ من أفراد الشعب السوري  , وهل يصدق حتى الجعفري  هذه النتائج؟ , لقد  انعدمت الثقة  بالأسد  وبصناديق  “الفرجة” ,صناديق  لاتظهر الى عورة النظام   وتكشف عن  التزوير الوقح   ,فالأسد  مزور  وبالتالي غشاش  ونسبة التأييد   بحوالي ٩٩٪  هي البرهان القطعي على كل ذلك .

استكملت مهزلة الصناديق  كل معالمها  وأبعادها  باطلاق  اسم “عرس الديموقراطية ”  عليها  , الجعفري يستحمرنا   بأعراسه الديموقراطية  , ونرجسيته  تدفعه الى الظن القاتل  على أن القطيع  يصدق كل  مايقول  ,وعندما  يشارك الجعفري  بالأعراس  الديموقراطية   وينتخب الأسد  , أليس من واجبه  أن يسأل  عن انجازات  الأسد  في سوريا  , وقبل  اجابته على هذا السؤال  عليه القاء نظرة عابرة على الأنقاض  لكي يرى بالعين المجردة انجازات الأسد …هذه هي  سوريا الأسد  يابشار الجعفري !!

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *