بقلم:عوض السليمان:
وثق مقطع مسرب نشرته “زمان الوصل”، قيام جنود من “الجيش العراقي” بتقييد طفل لم يتجاوز ربيعه الحادي عشر، والتكاثر على براءته، ثم إعدامه رمياً بالرصاص بطريقة حيوانية.
توضح المصورة البربرية لحظة إطلاق النار على رأس الصغير، ولحظة تفجر دماغه وتطايره. ولم تنته الجريمة عند هذا الحد، بل لصقها القتلة بالسيدة زينب رضي الله عنها، فقد صاح “المنتصرون على الفتى المقيد” لبيك يا زينب”. ولا أعرف لماذا تهتم زينب بقتل هذا الطفل البريء.
في بداية الثورة السورية، أرسل حسن نصر الله، رسالة إلى عناصر ميليشياته الإرهابية، يدعوهم فيها للدفاع عن المراقد الشيعية في سورية، وحذرهم من ” أن تسبى زينب مرتين” ولكي لا تسبى رضي الله عنها مرة أخرى في سورية، دخل “بهائم هذا العصر” إلى الأراضي السورية فقتلوا أطفالها واغتصبوا نسائها وكانت “زينب” هي الفاعلة مرة أخرى.
وثق نشطاء درعا وحمص وحلب، قتل أطفال سوريين انتقاماً لدم الحسين، إذ بدا للقتلة أن أطفال سورية هم الذين أراقوا دم الحسين، وأن عليهم أن يدفعوا الثمن.
رأيت مصورة في اليوتيوب يقول فيها “الشيخ المجرم جلال الصغير، لأتباعه: إن الحسين وأبا الفضل قدا غادرا كربلاء لحماية رقية وزينب في سورية.
في لبنان تجتمع الميليشيات الشيعية للإيقاع بالسوريين البسطاء وإعادتهم إلى حضن الوطن ليتم حرقهم من قبل الشبيحة، ويجتمعون يتسلون بلطم وإهانة أطفال اللاجئين.
آخرون، كما نشرت مصورات عديدة، يكتبون بالوشم على وجوه ضحاياهم من أهل السنة ” لبيك يا حسين”، وفي العراق تقوم إيران بتزويد إرهابييها بالمثاقب ليخرقوا بها رؤوس الأطفال الذين شاركوا في سبي زينب وقتل الحسين.
كل الذي ذكرته، وما هو إلا يسير من جرائم إيران وميلشياتها، يؤكد لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي أن السنة هم الإرهابيون، إذ يدافعون عن أرضهم وأعراضهم وحريتهم.
مرّ على نشر المصورة آنفة الذكر وقت كاف يسمح لبان كيمون أن يعبر عن قلقه، لكنه لم يفعل. ومر وقت طويل ليتهم أوباما إيران وقوات الحشد الشيعي في العراق بالإرهاب، إلا أنه لم يفعل. ومر زمن أطول بكثير على جرائم طهران في سورية وتقتيلها المسلمين، إلا أن المجتمع الدولي لم يعتبر إيران دولة مارقة، ويفتخر كيري بالتعاون معها في مكافحة الإرهاب، وهو يقصد القضاء على أهل السنة وإبادة أكبر عدد منهم.
تنظيم الدولة إرهابي، والنصرة كذلك، والإخوان المسلمون، ومجموع السلفية الجهادية، وحماس، وأحزاب الإصلاح والدعوة، ومرسي، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين السنة، كما رأى حكام الإمارات، بل وكل من يصلي ويصوم، ولربما كل من وحد ربّه، لكن حزب الله، والحوثيين ومليشيات أبي الفضل والحشد الشيعي والصدر، فهم وديعون يحاربون الإرهاب جنباً إلى جنب مع الولايات المتحدة، التي تريد أن تنشر العدل والديمقراطية في بلادنا بالاعتماد على إيران والأسد.
ليس فقط المجتمع الدولي، بل الدول العربية السنية التي تحكمها خيالات ظل متهتكة، تقف إلى جانب الإرهاب الأمريكي والإيراني في بلادنا، وبينما تحاسب مسلميها على مجرد التعاطف مع الشعب السوري، تفتخر إيران باستقبال مقاتليها في سورية و تعتبرهم شهداء وتغطي أجسادهم بالورود، ولا يجتمع مجلس الأمن، ولا تعترض الأمم المتحدة.
نوصم بالطائفية لأننا قادرون على توصيفها ولن نتوقف عن نعتها وملاحقتها. وإن أقل القليل أن نقول إن الذين يقتلون باسم الحسين ويغتصبون باسم زينب، هم الطائفيون الذين يجب أن يجرموا دولياً وأن يلاحقوا في كل مكان.
كل هذه الجرائم التي ما عرف التاريخ الإنساني مثلها تتم برضا واشنطن، والأنكى أنها تتم باسم الحسين وأخته، فهل يا حسين أنت وأختك من يقتل أولادنا؟ حاشاكما.
لامثيل لتوحشنا