ويل لأمة ..حكامها سفهائها… واقعة رستم غزالة

بقلم:فواز ناصر:

لقد انتهى زمن رستم غزالة ,  فهل هناك من يذرف عليه دمعة واحدة ؟  الدموع يجب أن تسيل  على ضحاياه  وعلى من سرقهم  وقتلهم  واستعبدهم  , وليس على  مجرم  خسيس  بحجم رستم غزالة  ,  . لست من  المتابعين  لاجرام كل مجرم  , انما  استوقفني  في الأيام الماضية  خبر  مفاده  أن رستم غزالة  كان  يقبض شهريا من  آل الحريري  مبلغ  ٥٠٠٠٠ دولار  ,  وهذه تهمة كبيرة  في  الدول التي تمارس أدنى حد من  النظافة   وتحرص على  تنظيف موظفيها من  الفساد  ,  الا أن   معايير النظافة  والتنظيف في سوريا الأسد  وحيدة في نوعيتها  , الموظف رستم غزالة  دحض تهمة البرطيل  بمبلغ ٥٠٠٠٠ شهريا  وقال عينك عينك  على أن المبلغ الذي كان يصله شهريا ليس ٥٠٠٠٠ دولار وانما ٣٠٠٠٠٠ دولار نقدا وعدا  , ثم  قال  بمنطق الحسد والغيرة  .  على أن ما تقاضاه  شهريا , وقد كان رستم غزالة نمرة متوسطة  الحجم في لبنان ,  ليس  بالكثير مقارنة  مع مقبوضات  من هو   أرفع منه  منصبا  مثل غازي كنعان  وعبد الحليم  خدام  ,  , الجدير  بالذكر هو أن مبلغ ٣٠٠٠٠٠ دولار شهريا كان من مصدر واحد  ..فما بالكم  عن المصادر الأخرى ؟ , كل  هذه الاعترافات أتت من شخص  لايزال  رئيسا لموقع أمني  عال جدا في جمهورية سوريا الأسد  , مناضل النظافة بشار الأسد لم  يجد  أي ضرورة لسؤال رستم غزالة  عن قانونية   برطيل بمبلغ ٣٠٠٠٠٠ دولار شهريا ..  ولم يجد  النظيف الأول في الجمهورية الأسدية   أي موجب لسؤال رستم غزالة عن  مصدر شهادة الدكتوراه التي يحملها من الجامعة اللبنانية  , لقد حصل على توقيع رئيس الجامعة   بينما كانت فوهة مسدسه  مسلطة على رأس رئيس الجامعة  , الذي وقع على الشهادة  ,  وأصبح رستم غزالة  حاملا للقب  “دكتور”  ..هيك الدكترة  ياناس  ..والا بلاها !.

نقطة اخرى كانت لافتة للنظر  وهي دراما تفجير قصر رستم غزالة  ,  حيث قال المذيع السوري  في سياق  تقديمه  لمفخرة التفجير , على أن هذا البيت سيبقى  رمزا  للوفاء  والمقاومة , , والبيت الذي  كان له هذا الرمز لم يكن بيتا  وانما قصرا  تعجز قصص  ألف ليليلة وليلة عن تقديم ماهو  أكبر وأفخر  منه .. فالمسبح  التابع لهذا القصر الأسطوري له حجم بحر صغير ..ناهيكم عن الحدائق والورود والزهور والأشجار  النادرة  والمطلات والبلاكين والفرندات  والداخل الذي هو أشبه  بمتحف من كثرة التحف  ,  وقد بناه  المناضل رستم غزالة  بعرق جبينه  , لقد  كان  المناضل رستم غزالة  شديد الميول للتوفير  ,  وما وفره من راتبه الشهري  بنى به القصر  , علما على أن الراتب الشهري   لايمكن أن يكون  أعلى من ٨٠٠٠٠ ليرة سورية , حيث أن راتب رئيس مجلس الوزراء  بهذه الحدود , عاش غزالي   متقشفا  ووفر الفرنك الأبيض لليوم الأسود  , وبنى هذا القصر  ولا موجب هنا للشك  بشيئ  مقرف  أو غير قانوني   في  جمهورية  الأسد السورية  ….مالكم ومال رستم غزالة  , وعلى الشاطر منكم  توفير مبلغ   يستطيع بواسطته  بناء  قصر مشابه  ..لما الحسد والغيرة  ؟ ,  كونوا كلكم رستم غزالة في نظافته ووطنيته  ووفائه وتضحياته  , لقد قدم الغالي والرخيص في سبيل الوطن  ,   وموجبات تفجير القصر   كانت  حماية  حراسه وأهالي القرية من شر  قذائف المعارضة   الوهابية العميلة  , التي  لم تتوقف في الآونة الأخيرة عن  اطلاق  القذائف باتجاه القصر  , وتصوروا    تضرر  أحد المواطنين  صدفة من القذف العشوائي  , تصوروا موت أحد الجنود  من اللاذقية أو دير الزور أو حلب  أو غيرها من المناطق في سياق  استهداف القصر  بقذائف الشر الوهابية  ,  فالرفيق رستم حساس جدا   تجاه  أمن المواطن وسلامته  ,  ولا يقبل اطلاقا  أن ينخدش ظفر  عسكري  أو مدني بسبب القصر , لذا  يجب على القصر أن   يودع ساكنيه  وينحرق  ويزول من الوجود.

ولو  كان الشاعر حافظ ابراهيم متواجدا  أمام القصر المحروق  لاحترق قلبه عليه   ولردد قصيدته  المشهورة , طبعا بعد بعض  التحوير   والتنقيح والتغيير  ,  الأبيات  التي كان على حافظ ابراهيم تغييرها  هي :

ما {لمسين}؟عوجلت في صباها      ودعاها من الردى داعيان

خسفت،ثم أغرقت،ثم بادت          قضى الأمر كله في ثواني

تأكل النار منه،لاهو ناج       من لظاها،ولا اللظى عنه واني

واقعة تفجير القصر  كانت  مؤلمة  , انها عملية كالنحر أو القتل ,   لقد تمنيت  لو أن القصر بقي  وفيه تم اسكان المئات من اللاجئين والنازحين والمشرردين  ,  تفجير القصر  كان  تنفيذا لارادة  رجل معتوه  , ولو لم يكن معتوها  لما  اختار الاجرام والسرقة والقتل  مسلكية  ,  ولو  لم يكن رئيسه  معتوها أكثر منه   لما جاء  بذلك المجرم السخيف  المعتوه أيضا  وسلمه ملف دولة لبنان …, ولكن  هذه هي البضاعة السورية  للأسف  .. بضاعة مجرمة وقاصرة عقليا  من صغيرهم الى كبيرهم .. تذكروا قصيدة جبران خليل جبران :

ويل لأمة تكثر فيها المذاهب والطوائف وتخلو من الدين ، ويل لأمة تلبس مما لاتنسج ، وتأكل مما لاتزرع ، وتشرب مما لاتعصر ، ويل لأمة تحسب المستبد بطلا ، وترى الفاتح المذل رحيما ً، ويل لأمة لاترفع صوتها إلا إذا مشت بجنازة ، ولا تفخر إلا بالخراب ولا تثور إلا وعنقها بين السيف والنطع ..
ويلٌ لأمة سائسها ثعلب، و فيلسوفها مشعوذ، و فنها فن الترقيع و التقليد. ويلٌ لأمة تستقبل حاكمها بالتطبيل و تودعة بالصَّفير، لتستقبل آخر بالتطبيل و التزمير. ويلُ لأمة حكماؤها خرس من وقر السنين، و رجالها الأشداء لا يزالون في أقمطة السرير. ويلٌ لأمة مقسمة إلى أجزاء، و كل جزءي يحسب نفسه فيها أمة.”

ولربما  كانت القصيد التالية  والتي كتبت على وقع  قصيدة جبران  أكثر  انطباقا على الوضع الراهن  ..اليكم  ويل لأمة  …

ويل لامة …
حكامها سفهائها
وقادتها صغارها
وسيداتها عواهرها
وجنودها جبنائها

ويل لأمة …
رغيف الخبز كل همها
وفرج أمرأة أسمى غاياتها
وتقليد الأمم أعلى أهدافها
وببضعة دنانير تبيع ضميرها

ويل لأمة سميت بالعرب
أصابها الوهن والجبن والجرب
وتكالبت على بعضها كجرو أصابه الكلب
فلعنة الله عليك يا أمة العرب
وتبت أياديكم … كما تبت يدا أبي لهب

ويل لأمة ..حكامها سفهائها… واقعة رستم غزالة” comments for

  1. في لبنان يتوارى الشخص الذي كان يسلم الدراهم الى رستم غزالة عن الأنظار ويغادر لبنان خوفا من ملاحقته قضائيا , وفي سوريا يصحح رستم غزالة رقم البرطيل الى الأعلى, ليس ٥٠ ألف وانما ٣٠٠ ألف دولار ويفخر بذلك أو على الأقل لايخاف من عواقب الاعتراف .
    اذا كان لبنان فاسد وهذه حقيقة فسوريا الأسد أشد فسادا , يلزم سوريا الأسد ٥٠ سنة لتصل الى مستوى مصر , ومئة سنة لتصل الى مستوى لبنان , وفي الخمسينات كان العكس تماما . هذه هي الانجازات الأسدية

  2. مستوى رجال الدولة الأسدية فريد من نوعه , هل تعرفون كيف كان علي دوبا وغيره من اعمدة الدولة الأسدية يتكلم مع من مثل أمامه من أفراد الشعب السوري ..ولك ياابن القحبة ,والله سأنيك أمك , هذه هي اللغة السوقية , التي اعتذر عن اقتباسها من علي دوبا وغيره من زعران السلطة الأسددية, أعتذر عن تردادها , لأن الترداد بحد ذاته مشين .
    لانعرف تماما كيف انتهى رستم غزالة , الا أنه انتهى وبذلك ينتهي آخر أزعر سني دجال في فريق الزعران الذين يحكمون سوريا , ولا أسف على نهايته , انه الحثالة حتى ولو كان سنيا أو مسيحيا أو علويا أو غير ذلك , لادين للحثالة .
    اختلف الجنرال رستم غزالة مع الجنرال الآخر شحادة , ولتنقية الخلاف قام شحادة بعد قتلة مميزة بشحط غزالة شبه ميت حيث ألقاه مغمى عليه على قارعة الطريق , لملمه الناس وأدخلوه الى مشفى الشامي ولا نعرف أن نفق أو لم ينفق , وسيان أن بقي غزالة على قيد الحياة أم لم يبق , انه ميت منذ زمن طويل , وموته كان أخلاقي قبل أن يكون عضوي ..لا أسف عليه ميتا أو حيا , انه فائض بشري وحثالة , وليس للبشرية أي سبب للتحسر على غيابه , بدونه أفضل للبشرية , ومعه أسوء للبشرية , والأمر ينطبق على زميله شحادة , وحتى على رئيس الزعران ..بهذه المناسبة أعجب جدا كيف تعلم بشار الأسد الزعرنة وصار معلما بهذا الكار ..هل لمربيه بهجت سليمان علاقة بجفاف الأخلاق والحضارة من ناموس بشار الأسد , تبجح مؤيدوه سابقا بحضارته البريطانية و ولم نعد نسمع شيئا عن المثقف بشار الأسد وعن تربيته البريطانية , لقد أثبت على أنه بدوي من الطراز السيئ , عذرا من البدو ومن عنترة , لقد كان أرقى من بشار الأسد بألف مرة.
    بين رجال دولة هناك عادة العديد من الحالات التي تتباين حولها الآراء , وبين عزالة وشحادة تباينت الآراء حول السرقات , غزالة يبيع المحروقات بالسعر الاسود ويحصل عليها بالسعر الأبيض , ثم أنه أمر بهدم شاليه كان شحادة قد سلبطها و لذا فالخلاف عميق جدا ..غزالة يهدم شاليه شحادة , ثم ينفرد في بيع المازوت , هذا أمر لايطاق , لذا كان الفلق ضروري ومن شدته تأرجح الأزعر الآحخر غزالة بين الموت والحياة . تصوروا مايلي : اذا كان من الممكن لشحادة أن يلقن غزالة درسا أوصله الى الموت , فكيف يتعامل شحادة مع مواطن سوري عادي ؟ وكيف يتعامل غزالة مع مواطن سوري عادي , وعندما يكون هؤلاء على رأس دولة فهل من العجيب أن تنهار هذه الدولة, من العجيب أن لاتنهار دولة يحكمها الزعران

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *