تصريح اوباما الأخير كلام حق نرجوا ان يُراد به حقاً

بقلم: وليد البني:

يعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما في مؤتمر مكافحة الإرهاب في واشنطن وأمام الملأ بأن سياسات المالكي الطائفية في العراق وقسوة وإجرام نظام بشار الأسد ساهمت في خلق داعش وتقويتها. 

أعتقد أنه من أصدق التصريحات التي سمعتها من الرئيس أوباما منذ بدء الإنتفاضة السورية من أجل الحرية والكرامة، والتي حولتها قسوة وإجرام نظام مافيا الأسد الى ثورة مسلحة،  والتي تحولت بفضل بلادة السياسة الأمريكية ورغبة اسرائيل في جعلها مستنقع لإغراق إيران وحزب الله فيه واستنزافهما، إضافة لطبيعة نظام الملالي في الإيران الأوتوقراطية التي تأسست على ايديولوجيا مذهبية والتي انشأت فروع مسلحة لها في كل من لبنان والعراق (المحتل أمريكياً)، أقول : تلك الثورة التي تحولت بسبب كل تلك الاسباب الى حرب مذهبية أوجدت تربة خصبة لنمو الأفكار  الداعشية والقاعدية. 

نعم لم يكن هناك لا داعش ولا نصرة ولا قاعدة قبل بدء القصف الوحشي للتجمعات المدنية السورية من قبل طائرات وصواريخ طاغية دمشق،  وقبل التدخل العسكري من قبل مليشيات إيران في لبنان أولاً ثم شبيهاتها في العراق، ولم يكن هناك داعش في العراق قبل سياسات المالكي المدعوم إيرانياً الهادفة الى تحويل العراق بجيشه ومقدراته الى مليشيا أخرى شبيهة لحزب الله تقوم على تنفيذ الأيديولوجيا المذهبية لملالي إيران. كل هذه الوقائع تثبت صحة ما ذهب اليه الرئيس أوباما في خطابه الأخير في واشنطن، بأن السبب الأهم لنشوء هذا التنظيم الظلامي الدموي هو سياسات المالكي وإجرام نظام الأسد، لكن كان يجب أن يُضيف الى ذلك: 

١-جشع إيران ورغبتها في السيطرة على المنطقة واستعادة الأحلام الإمبراطورية الفارسية.

٢- معرفة اسرائيل بطبيعة النظام الإيراني وبنيته الإيديولوجية ورغبتها في إغراق إيران وحزب الله في الدماء السورية. 

٣- مسايرة الإدارة الأمريكية للرغبة الإسرائيلية  بتوريط وإيران وتدمير سورية واستغلال ذلك لمبادلة السماح لإيران بالهيمنة ( الوهمية) على سوريا بإتفاق ينهي الطموحات النووية الإيرانية.

٤- الإفتقار الى محور عربي قادر على موازنة الأدوار غير العربية المؤثرة على الساحة السورية( الإسرائيلية والإيرانية والتركية والتي يعمل كل منها وكلِّ على طريقته لخدمة مصالحة بعيداً عن مصلحة الشعب السوري وطموحاته المشروعة)  بحيث يعطي السوريين أملاً بالتخلص من قسوة وظلم مافيا الأسد، والهيمنة الإيرانية دون الوقوع في براثن التنظيمات الظلامية المتطرفة التي حاولت وعبر ترويج إعلامي ساهمفي تغذيته أحياناً كثيرة التنافس الإقليمي على مصادرة قرار مؤسسات المعارضة السورية الناشئة . 

تستطيع الإدارة الأمريكية لو ارادت ؟؟؟؟؟؟ ، العمل على منع تقوية داعش واشباههها وانتشارهم في سورية والمنطقة عبر البدء في العمل الجدي على إزالة الأسباب.بالضغط على إيران أولاً لإجبارها على التوقف عن تأجيج الفتنة الطائفية في المنطقة عبر الدعم البشري والمالي والعسكري الذي تقدمه لطاغية دمشق ، وبإقناع اسرائيل بأن عليها الإكتفاء بما دمر من وطن السوريين وما أُهدر من دمائهم، كخطوة أولى لحشد أغلبية الشعب السوري في المعركة ضد التنظيمات الإرهابية الظلامية كخطوة لازمة غير كافية لهزيمة هذه الأفكار المتطرفة وتجنب أخطارها. 

ويستطيع الأشقاء العرب البدء فوراً بتشكيل محور عربي قادر على الوقوف بوجه الأطماع الإقليمية في المنطقة والذي يظهر بأوضح صوره في الصراع القائم الآن للهيمنة على سوريا، لأن سوريا وفي حال غياب هذا المحور لن تكون آخر الضحايا، حقيقة لا أدري لماذا لا يجتمع النفوذ الاسلامي والإقتصادي الخليجي بقيادة السعودية مع الثقل القومي والسكاني المصري لإستعادة سوريا الحرة كطرف ثالث في هذا المحور الذي طالما شكل الجدار الصلب في وجه الأطماع الإقليمية والدولية في المنطقة العربية.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *