الغريب والعجيب أيضا , كيف يسمح انسان ذو عقل لنفسه أن يدعي أشياء لاوجود لها على الأرض , والأعجب من ذلك هو أن البعض يصدق ذلك , فلسفة الادعاء وتكبير الكذبة وذلك لتثصديقها هي فلسفة مارسها غوبلز الناززي بمهنية متفوقة , واقناع الآخر بصحة الكذبة هو من أهم انجازات غوبلز الدعائية , وهناك مثل قديم يقول ” قل من تصاحب , أقول لك من أنت” , وسنسأل السيد بشار الأسد عن أصحابه لكي نقول له من هو .
سنقتصر في ذكر الأصدقاء على المنطقة العربية , أو منطقة الشرق الأوسط , لأنه للصداقات الأخرى خلفية أخرى , هذه الصداقات تنطوي تحت قاعدة ’ عدو عدوي هو صديقي ’ , والمثل على ذلك صداقة بشار الأسد مع بوتين , فبوتين يبحث دائما عن من يريد مناصبة العداء لأمريكا , لكي يكون صديقا له, وفي هذا السياق أصبح بشار صديقا لبوتين . .
في الشرق هناك رئيس ديكتاتوري يقول عن نفسه على أنه علماني , وحصونه هي آخر قلاع العلمانية في الشرق , كما أنه مدني , وهو المحارب للتكفيرية والطائفية , ولهذا المحارب أصدقاء محليين أو اقليميين , هم ثلاثة أصبحوا اثنين , وأولهم حزب الله وقائده نصر الله , فحزب الله هو حزب شيعي ويريد عند التمكن من ذلك اعلان ولاية الفقيه في لبنان أو في جزء من لبنان (النظام الداخلي للحزب) , و ليس من الذم القول على أن حزب الله في لبنان هو حزب الطائفة الشيعية , كما أن حزب أنصار الله في اليمن هو حزب هذه الطائفة , انهم يعترفون بذلك جهارا نهارا .
بعد حزب الله ناتي الى الصديق الثاني لولاية بشار الأسد , والصديق الحميم الثاني هو جمهورية ايران الاسلامية , وليس القول على أن هذه الجمهورية هي تجسيد للاسلام السياسي مجرد ادعاء بغيض , انهم يعترفون بذلك ويفخرون بذلك , وفي هذه الجمهورية ترجم المرأة الزانية و تنصب المشانق لمن يستنشق بعض الحشيشة وترغم النساء على التحجب ثم هناك بشكل رسمي زواج المتعة وبشكل مقدس مفا خذة الرضيعة (من كتاب الخميني تحرير الوسيلة ), وهذه الجمهورية تضطهد ٢٠٪ من مواطنيها السنة والأكراد والعرب وغيرهم ,من الذين لاحقوق لهم , وحماية الأقليات ليست ضرورية في ايران , الا أنها ضرورية جدا في سوريا ولحماية الأقليات في سوريا يجب على الأكثرية أن تخضع لهيمنة أقلية من حوالي ١٠٪ من السكان , هذه بشكل موجز جدا الصديقة الثانية للأسدية , وقد بلغت الصداقة عمقا هائلا , لم تعد سوريا للأسد وانما لسليماني .. انه الاعتراف بمعروف سليماني على الأسد , لولاه لطار الأسد أو قتل في المجرور .
الصديقة الثالثة كانت حماس , وحماس كما هو معروف منضمة رسميا الى حزب الاخوان المسلمين , الصداقة بين حماس والأسدية اندثرت مؤخرا ,واندثارها متوقع , اذ من المستحيل أن تبقى حماس السنية داخل المحور الشيعي , تركت الاسد وتنال منه الآن سيل من الشتائم لنكرانها للمكارم الأسدية , على كل حال يمكن القول على أنه لاعلاقة للسباب والشتائم باستقالة حماس من المحور الشيعي , وانما لكونها “سنية” .
ليس كل من يولد كعلوي هو طائفي , الطائفي العلوي هو من كان عنده مشروع طائفي ( أدونيس في حوار مع جريدة النهار ), لذا فانه من الممكن القول انه ليس من الضروري أن يكون الأسد المولود كعلوي طائفي , الا أن مشروعه طائفي والدلالات على ذلك أكثر من كثيرة , لذا فانه حسب تعريف أدونيس للطائفية طائفي بامتياز .
الأسد طائفي علوي والعلوين هم جزء من الشيعة , واصدقائه هم حزب الله الشيعي بامتياز وجمهورية ايران الاسلامية الشيعية بامتياز , لذا فان ادعاء الاسد بأنه آخر قلاع العلمانية هو ادعاء فج وباطل . لم تنته نظرية غوبلز الدعائية بموته , لقد أسس لمن بعده من الممارسين للدعاية الرمادية , أساس فلسفة الدعاية الغوبلزية هي ” بقدر ماتكون الكذبة كبيرة يكثر المؤمنون بها ” وكذبة بشار الأسد عملاقة لذلك كثر من يؤمن بها , هناك أساس ىخر للدعاية الغوبلزية وهذا الاساس يعتمد على التكرار , الأسد يكرر بدون أن يتعب على انه جندي مقاوم للطائفية , وبسبب التكرار آمن البعض بذلك , غوبلز قال ذات مرة “كلما سمعت مثقفا تحسست مسدسي ” , وبشار كذلك , كلما سمع مثقفا ارسل شبيحته لاغتياله أو سجنه حتى الموت تعذيبا , فحزب الله وولاية الفقيه وسوريا الأسد هم من يمثل الاسلام السياسي الشيعي أما حماس فتمثل الاسلام السياسي السني , لذلك فغير مرغوب بها في المحور الشيعي , وسوريا الأسد ليست آخر قلاع العلمانية , وانما أول اسلام سياسي يحكم هذه البلاد .
كم هي محزنة بهدلة البلاد بهذا الشكل, كم هو اعتبار رئيس البلاد مهزوز عقليا محزن , كم هو محزن وصف صحفي قام باجراء مقابلة مع الرئيس قوله ان الأسد كاذب أو مجنون و كم هو محزن ملاحقة رئاسة البلاد قضائيا بتهمة الاجرام بحق الانسانية , كم هو محزن رؤية البراميل وهي تحول الناس الى جثث سوداء , كم هو محزن عندما يقول التاريخ على أن سوريا لاتعرف تهديما وتخريبا وتقتيلا على يد دولة خار جية كاسرائيل , كالتقتيل والتخريب والتدمير على يد السلطة الحاكمة في البلاد , والتي تتغندر باعتبارها لنفسها سلطة وطنية بامتياز , أسباب الحزن كثيرة وكبيرة ولا أمل في النفراج , الا أن الانفراج سيأتي ولو لم نرى الآن بوادره ,,تعيسة هذه البلاد
كم هي محزنة بهدلة البلاد بهذا الشكل, كم هو اعتبار رئيس البلاد مهزوز عقليا محزن , كم هو محزن وصف صحفي قام باجراء مقابلة مع الرئيس قوله ان الأسد كاذب أو مجنون و كم هو محزن ملاحقة رئاسة البلاد قضائيا بتهمة الاجرام بحق الانسانية , كم هو محزن رؤية البراميل وهي تحول الناس الى جثث سوداء , كم هو محزن عندما يقول التاريخ على أن سوريا لاتعرف تهديما وتخريبا وتقتيلا على يد دولة خار جية كاسرائيل , كالتقتيل والتخريب والتدمير على يد السلطة الحاكمة في البلاد , والتي تتغندر باعتبارها لنفسها سلطة وطنية بامتياز , أسباب الحزن كثيرة وكبيرة ولا أمل في النفراج , الا أن الانفراج سيأتي ولو لم نرى الآن بوادره ,,تعيسة هذه البلاد