ثرثرات وسفاف اللواء بهجت سليمان

بقلم:جورج بنا :

اللواء الدكتور بهجت سليمان  يستنكر  ادعاء البعض  حول  الرصاص الذي لم يطلقه الأسد  باتجاه اسرائيل في العقود الأربعة الماضية ,  وقبل أن يبرهن اللواء  شارب الدماء  عن  أحقية استنكاره  بدأ  بالمقدمة المألوفة  , والتي   تعني اسديا  رشقات من السباب والشتائم   ..من يدعي ذلك  هو من “قوارض  المواخير المخابراتية  الغربية ومن  زواحف  لاعقي  أحذية  نواطير الغاز والكاز..الخ” , ثم اردف السيد اللواء  بتقديم فكرة   فيها الكثير من الغرابة , السيد اللواء يتفهم عداء   هؤلاء القوارض  لسوريا  , الا أنه لايمكنه تفهم عداء  القوارض  لسوريا “الأسد” , ذلك لأن سوريا “الأسد”   حسب  تقييمه العسكري  لم تتوقف لحظة  خلال عشرات السنين عن  محاربة اسرائيل , والسؤال  البديهي هنا ماهي هذه المعارك  التي  خاضتها كتائب الاسد  ضد اسرائيل  خلال اربعين عاماومتى حدث ذلك …. هل حدث  ولم نراه أو نسمع به ..في غفلة !   , والأهم من ذلك  ماذا حققته هذه المعارك “الافتراضية” من انجازات   في  اطار التحرير ,  هل استرد الأسد  في حروبه الوهمية  التي لم تتوقف “لحظة” واحدة  مترا مربعا واحدا من الأرض السليبة  ؟ , حقيقة  انه لم يحارب  ولايستطيع أن يحارب  وله  ألف شكر لأنه  لم يورط  البلاد بحرب  لاتقوى على خوضها   , ألف شكر  له لعدم رده  على  عشرات الانتهاكات التي  قامت بها اسرائيل في  العقود الأربعة الاخيرة , بشكل  أو بآخر  مارس الأسد سياسة “الاستسلام” ,.

صلاحيات الأسد تشمل كل شيئ , لذا فهو مسؤول عن أي شيئ ,  يدير البلاد  “كالبقالية” , لذا فانه  مسؤول  عن  الوضع  الذي جعل من الاستسلام الخيار الوحيد  , انه مسؤول  عن فساد البلاد  وتأخرها  وعن تحويل الجيش الى ميليشيا  غير مقتدرة الا على ممارسة  السلبطة  والنهب والفساد , وهل يمكن لهذا الجيش  الا أن يستسلم ؟ جيش أبو شحاطة !, المشكلة   ليست مع الاستسلام , وانما في  حالة البلاد التي  لاتسمح لها  الا بالاستسلام, المشكلة  هي في نجاح الأسد في  اضعاف البلاد وتمزيقها وتحويل البلاد  الى بلاد جديرة بالخيانة(محمد الماغوط),  اغتال الأسد المواطنية  وأكره المواطن ببلاده التي تحولت الى جمهورية الخوف , اعتمد على القسروارتكاب الفظائع  من تعذيب  وموت في السجون  واعتبر الناس  قطيعا  من الماشية …كل ذلك وأكثر من ذلك بكثير قادالى تمكن   اسرائيل من  استباحة البلاد  , ومنازلة اسرائيل أصبحت ضربا من ضروب الانتحار.

كبرهان  على  عدم توقف حروب الأسد الوهمية   ضد اسرائيل “لحظة”  أورد  اللواء  حادثة  اجتياح لبنان عام  ١٩٨٢  ,  وتبختر وافتخر   بتقديم سوريا الأسد  آلاف الشهداء  في الدفاع عن لبنان ,  ثم خسارة الجيش السوري  ل ٤٠٠ دبابة  ومئة طائرة ,  وليس من المهم  لو كانت خسائر  الجيش السوري  أكثر من ذلك   أو أقل  , فالأمر كان كارثة…كان ضربا من ضروب الانتحار ,فبعقلية  بدوية  دفع الأسد  عسكره  الى الموت  وبعدة الحرب الى الافناء  وكم كانت تكاليف شراء ٤٠٠  دبابة  ومئة طائرة , وقد سبق  للأسد  أن  ألقى  بالعسكر السوري  في الهلاك عام ١٩٦٧  وخسرت سوريا   الجولان  وربحت الهزيمة  , وعندما  دفع الأسد  بالجيش  الى لبنان  , كان الجيش اللبناني واقفا على الحياد ,وتدخل الجيش  السوري  في واقعة اجتياح لبنان  لم يغير ايجابيا أي شيئ  , اذ أن  اسرائيل نجحت  في تحقيق كامل أهدافها  وتم ترحيل  مقاتلي  منظمة التحرير الفلسطينية على ظهر السفن  الى مختلف أصقاع المعمورة  , ولكن ليس الى سوريا وذلك في اشارة  واضحة الى  عدم رضى  منظمة التحرير  عن  مسلكية الأسد  في هذه الحرب .

لم تكن هزيمة  ٦٧  وهزيمة ٨٢  وحتى هزيمة ٧٣  أسوء   مايعرفه تاريخنا  ,  هناك هزائم  أفدح  , ومن الهزائم الفادحة   العجز  عن الاعتراف بالهزيمة , وبالتالي عدم  وجود  أي دافع  لتصحيح الأخطاء  , عادة  تلعب الهزائم دور  المنظف  والمنبه للعقول  , هزائم  لم تنظف ولم  ترشد وتنبه العقول   هي هزائم ستستمر , فبعد ٦٧ لم   يتم التنظيف   لابل تم الامعان في المخاتلة  والمكابرة  وتزوير الواقع  وارتكاب الأخطاء   , التي منها وأهمها بقاء الأسد  خارج السجن  وبقاء  بهجت سليمان  وغيره  من أرباب الهزيمة خارج السجن , وبالتالي بقاء  الهزيمة واستمرارها  حتى بعد وفاة  المسؤولين مباشرة عنها , هؤلاء  نجحوا في  توريث  قصورهم واعاقتهم  , وها نحن  مع الوريث بشار  نفقد كامل البلاد  وليس فقط الجولان ..الكسيح ورث كسيحا  ,  والعفن ورث عفنا  والمجرم ورث مجرما  واللص ورث لصا ..وكل الحثالة  سميناها  بطولات  وأبطال  ,فمن الخالد الى المؤبد  والوطن الى بائد , وبالرغم من كل ذلك  لاحساب ولا عقاب  بل تأليه  ومزيد من  الارهاب , فهل يحق لنا أن نعجب  من استمرار الهزيمة  عقليا  وعسكريا  واقتصاديا واجتماعيا  وحضاريا ؟؟.

يقول السيد اللواء  على  ضابانات عقول  الخونة طارت  بعد أن تم تشبيك  الجبهات مع بعضها البعض  , هناك جبهة واحدة من الناقورة الى القنيطرة , وحتى هنا يبرهن السيد اللواء عن   مراهقة سياسية  وأمية عسكرية , هنا يجهل  السيد اللواء على أنه ليس اللاعب الوحيد  على المسرح السياسي  أو العسكري ,  , فلا تشبيك  ولا تمزيق  ولا تمريق  بدون  موافقة  اسرائيل  ,  فعلى ساحات الحرب  يسيطر  حق القوة  وليس قوة الحق  , القوي  يفرض رؤيته وشروطه  وما على الضعيف الا  الاستسلام  , وقد  قامت اسرائيل  بالانذار والتحذير   وقتلت  زوار الجولان من لبنانيين وايرانيين  ,  وسوف لن تتردد  بالقيام بما هو  أفظع . القائد الحكيم هو القائد الذي  لايخوض معركة خاسرة ,  وميزان القوى الآن هو لصالح اسرائيل  , واي  انتفاخ أو تورم  أو عنترة  سيتم دفع ثمنها غاليا , والطريق الى النصر  ليس طريق  الهوبرة والفساد  والمزايدات   , وانا طريق التقدم والرقي  والنجاح الاقتصادي والاجتماعي  , انه طريق   اعادة تأهيل المواطنة  التي دمرها التعسف والديكتاتورية , المواطنة لاتنبت  في مستنقع الفساد  ولا في السجون  ولا تحت التعذيب  وانما  في بيئة المساواة والديموقراطية والحرية ,ولا يمكن للمفلس أخلاقيا  أن يكون ديموقراطيا  , يكفي  سؤال اللواء  عن مصدر ملياراته التسعة  وعن مصدر شهادة  الدوكتوراه التي يريد بدون أي خجل  أن يحملها  ..حيث يصر  السيد اللواء على مناداته بلقب الدكتور..حذاء النصح  والتصنيف  والقصاء  الذي يلبسه كبير جدا على قدمه .

ثم يكتشف  السيد “الدكتور” تمسك الشعب السوري  بقيادته الأسدية  , ذلك لأن هذه القيادة  جسدت وتجسد  عروبة  ووجدان الشعب السوري  وضميره وروحه وعقله , ولا عتب  على جاهل طائفي فئوي  عندما  يتقيئ  كلاما من هذا النوع  , الشعب يريد الرئيس  الذي  يحسن  بسياسته  أحوال المواطن  , ويرفض الرئيس  الذي يدمر بسياسته  حياة المواطن … بعد نصف قرن من الحكم الأسدي  لم يبق من الدولة السورية الا الاسم , ولماذا  يجب على ١٢ مليون جائع  و٧ مليون  بين نازح ولاجئ   ومليونن معتقل  وربع مليون قتيل  الافتتان بالأسد ,  وعن تجسيد العروبة والوجدان والروح ..الخ  انها ثرثرة  شبعناها ياسيادة اللواء

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *