بقلم :تيسير عمار
معظم القراء يعرفون قصة ليلى والذئب , ويعرفون العديد من قصص الأطفال ذات الرمزية , الا أن معظم القراء لايعرفون قصة الطفل والقناص , فهذه قصة جديدة أو انها رواية جديدة , قصة لأنها تتناول حادثة من حوادث الحياة , التي تحولت في سوريا الى الموت ..فالأموات في سوريا هم أحياء عند ربهم يرزقون , القصة لها بطل وزمنها قصير وتكون عادة مكثفة , أما الرواية فزمنها أطول وابطالها متعددون , والرواية تعالج عدة مسائل في حين تعالج القصة فكرة واحدة , والقصة تعتني بالرمزية أكثر من الرواية , الا أن الحدود بين القصة والرواية تبق غير واضحة , والرواية قد قد تتألف من قصص عديدة , واذا أخذنا ماسيرويه الشريط المسجل نجد معالم قصة , واذا أخذنا ماترويه المئات من الأشرطة المسجلة من القصص فنكون هنا مع رواية .. انها قصة الطفل والقناص وانها رواية الشعب السوري ..رواية أطفال الشعب السوري !.
تقول مصادر سلطوية على أن هناك حربا مقدسة ضد الارهاب يقودها قائد الوطن والجيش العربي السوري الباسل وبعض الشرفاء من الشبابيح والأتقياء من صنف مذهبي معين , وفي هذه الحرب المقدسة لم يقتل الجيش الباسل أو شبيحته أو قناصته طفلا واحدا , ولم يهدم برميل متفجر بيتا وحدا كما أكد شريف شحادة , انها حرب ظريفة خفيفة , واشبه بعملية جراحية في العين , والقائد كما هو معروف عنه مهنيا طبيب عيون , وفي رئاسته هو طبيب قلوب وعقول ,ولولاه , أطال الله من عمره, لساد الخراب في البلاد ولجاع الناس ولهربوا وهاجروا وسجنوا ولضعف الشعور القومي وامتهنت عزيمة الأمة ولسادت الطائفية والفساد والمحسوبية والعشائرية , وكل ذلك قلته فخورا لصديق حميم , فما منه الا أن فتح فمه مشدوها ومن عينيه تدفقت الحيرة والعجب وأردف قائلا ..كل ماذكرته عن الجوع والهروب والنزوح واللجوء والخراب الخ صحيح , الا ان القائد هو بشار الأسد وتحت مسؤوليته حدث كل ذلك , أجبته بشار الأسد لايقتل ولا يخرب ولا يهدم , من قتل وخرب هم أولئك الذين الذين يشنون حربا “كونية” على الأسد , وقد انتصر عليهم ..أكثر من مئة دولة ..!والآن يلاحق فلولهم , عندها دعاني الصديق لرؤية الشريط قائلا انظر الى قصة الطفل والقناص , قناص الرئيس يحصد الأرواح ويقتل الأطفال ..كاذب وملفق ذلك الشريف شحادة , وأنت ..حتى أنت فقدت العقل انظر :
نظرنا الى الشريط الذي يصور قصة الطفل والقناص , وكيف حاول الطفل خداع القناص متظاهرا وكأنه أصيب برصاصة القناص مرتين , ونهض مرتين ثم وصل الى المكان الذي احتمت به اخته وجاء بها بعد ذلك الى مكان أمين تحت وابل من رصاص القناص , قناص الأسد الذي يحارب الارهاب , ثم رأينا العشرات من الأشرطة التي تروي قصصا لم نعرفها سابقا , انها رواية أطفال سوريا , رواية مقتل ١١٠٠٠ طفل على أقل تقدير بيد الأسد , هنا سألت أي هي الحكمة من قنص الأطفال ؟
قال الحكمة هي التالية : بما أن الأسد الى الأبد مكافح للارهاب , لذا عليه ممارسة شيئ من الوقاية ضد الارهاب , ولما كان من المؤكد على أن هذا الطفل سيصبح ارهابيا في المستقبل , لذا فان قنصه في هذا العمر هو نوع من الوقاية , أما عندما يكبر فسيصبح قنصه أصعب , أترى ياعزيزي هل تفتقر القيادة الى الحكمة ؟