بقلم :عبدو قطريب
سوف لن يكون للقصص التي سأرويها أي تأثير على سمعة الأسدية , فالأسدية لها سمعة لاتتأثر بشيئ على الاطلاق , وقد نجحت منذ زمن طويل في ترسيخها لحالة العصابة , حقيقة انها لم تتحول الى عصابة , وانما هي عصابة بالولادة , وبالرغم من ذلك كان هناك من ظن على أن السلطة الأسدية تمارس حاكمية حكيمة, وهناك من صدق مقولة “القيادة الحكيمة ” , والآن ونحن نقف على أنقاض الوطن لايمكننا الا السخرية من هذه القيادة الحكيمة واحتقارها , انها بالواقع عصابة مسلحة معدومة الأخلاق ولاتتورع في القيام بأي عمل منكر مشين ,وقد وقع نظري هذه الأيام على بعض الأخبار التي تكرس وتؤكد ماقيل , وتبرهم عن تمادي السلطة في مماسة الزعونة والاجرام واللااخلاقية . .
احد القصص قالت على أن شبيحة الأسد داهمت في يوم ٢-١١ المحال التجارية المتخصصة في التكييف والتبريد في ساحة التبريد الواقعة في باب مصلى وفي منطقة الزهراء القديمة ,وصادرت كافة جرار الغاز المتواجدة في الدكاكين وأخذتها بأسلوب النهب عينك عينك , ويقال على أن أجرار الغاز كانت ضرورية لصنع البراميل المتفجرة , وذلك لاسقاطها على حي جوبر , وقد تمكن البعض من العثور على بعض الأجرار التي لم تنفجر في حي جوبر وهي مشابهة للأجرار التي اقتنصتها الشبيحة .
ماذا يمكن تسمية رجال ينتمون الى السلطة يسطون ويسرقون المحال التجارية في وضح النهار ؟ وماذا يجب تسمية السلطة التي تقف ورائهم ؟ وهل من المبالغة القول على أن الأسد ومسلحيه وشبيحته ليسوا الا عصابة مافيوزية مجرمة .
القصة الثانية تدور حول العديد من الأشخاص الذين اعتقلوا بعد مشاركتهم في ورشة عمل حول حقوق الانسان في بيروت وذلك عند عودتهم من لبنان الى سوريا , لا أتذكر كافة اسماء من تم اعتقالهم , هناك اسم لفت نظري وهو اسم الدكتورة ماريا بهجت شعبو التي كانت عائدة من لبنان برفقة الصحفي عمر الشعار والحقوقي جديع نوفل ,الثلاثة اقتيدوا بعد الاعتقال الى مكان ما حيث لا أحد يعرف مصيرهم, القصة لحد الآن لاتمثل شيئا غير مألوف في سوريا الأسد .
الدكتورة ماريا شعبو هي ابنة الدكتور بهجت شعبو , ووالدها قضى ١٠ سنوات في السجن وقريبه الكاتب راتب شعبو قضى ١٦ سنة في السجن , أما رنا محفوظ والدة الدكتورة ماريا فقد سجنت أربعة سنوات , وعند دخول رنا محفوظ الى السجن كانت حاملة , وقد ولد لها في السجن طفلة هي الآن الدكتورة ماريا , وقد بقيت الوليدة الجديدة في السجن مع أمها مايقارب سنة ونصف , حيث أطلق سراح الطفلة بعد ذلك لتعيش مع والدها وبقيت الأم في السجن , أما الوالد فقد ادخل الى السجن قبل أن تدخل ماريا المدرسة , كل ذلك حدث لأن عائلة شعبو تنتمي الى الحزب الشيوعي , وما حدث كان في أيام المرحوم حافظ الأسد .
جاء الابن بشار الى السلطة وراثة , وهاهو الابن يعيد ماريا التي ولدت في السجن وسجنت كوليدة سنة ونصف الى السجن مرة أخرى , هل يمكن تصور كل ذلك؟ فمجرد العضوية في الحزب الشيوعي تكلف الانسان هذا القدر من الاذلال وامتهان الكرامة , ولماذا كل ذلك ؟ ان امتهان الكرامة والاعتداء على الحرية هم من أهم الأسباب التي تدفع الانسان الى التحالف حتى مع الشيطان في سبيل التخلص من نظام الاجرام واللصوصية , ليس كل من يحارب مع داعش هو بالأصل داعشي وسلفي , معظم من يحارب مع داعش هم من أعداء الأسدية وهم من الذين أفقرتهم واستبدتهم هذه الأسدية, انهم ليسوا داعشيون وانما فقراء مهانون ولايريدون نصرة داعش مبدئيا , انما يريدون التخلص من الاستبداد والاستعباد حتى ولو كان الطريق من خلال داعش مظلما وظالما , انه الكره والرفض الذي لم يعد يرى الوسيلة الهدف فقط .
أما القصة الثالثة فهي حقيقة شيئ لايوصف , شيئ لايمكن تصوره , فأهالي بلدة القرتين يعرفون على أنه يوجد في سجون السلطة مجموعة من ابناء هذه البلدة , فجأة تأتي السلطة بأربع وأربعين جثة دفعة واحدة وتسلم الجثامين الى أهلهم في بلدة القريتين في ريف حمص , وهم بالاسم حمد تيسير الدروبي، أحمد عبد الخالق العموري، أحمد محمد العليوي، أحمد مروان الباكير، أحمد نايف شحود الإبراهيم، أيمن خضر العصورة، برهان راتب الشباك، جمال خالد الدعفيس، حسن خالد الكنوة، حسن عبدو الصبرة، دحام محمد طلال العبيد، رياض خالد الصويص، سامر محمد عزيز، صخر نايف قشوع، صلاح إبراهيم الشاهين، عادل أحمد السلامة، عبد الكريم أحمد السعد، عبد الله محمد الصليبي، عدي وليد الفارس، علاء صلاح الدين الخالد، عماد قاسم الدخان، عماد وليد فارس، فراس علي الأركي، قاسم زياد الخطيب، كنان عبد اللطيف الصليبي، محمد أكرم الدرويش، محمد راتب أبو غليون، محمد عبد الرحمن العبيد، محمد عماد الدين الفارس، محمد عيسى الحصي، محمد محمد سعيد الفارس، محمد موسى الفيحان، محمود غسان المشلب، محي الدين أحمد العبد الله، مدين خالد خير الله، مصطفى عماد الدين الفارس، مكرم غسان القطاش، منصور علي الدروبي، مهند نضال العرندس، هشام عبد الرحيم اليسوف، هشام فواز العصورة، ورد عمر الفارس، يزن مروان الباكير.
وبعد أربعة أيام أتت السلطة بجثامين ثلاثين من بلدة مهين وبلدة حوارين المجاورة لبلدة القريتين وهم بالاسم من مهين أحمد محمد الضعيف، أيمن محمد الشبلي، بهجت خالد حمادي، عبد الرحيم محمد بكور، علي حسين الشاوي، علي سعود العوض، غسان محمود القدور، كمال مصطفى ابراهيم، محمد حمادي الحمادي، محمد فهمي عزالدين، محمد صبحي قدور، محمود صبحي الشاوي، سعيد محمد الشبلي، خالد أحمد القاسم، وليد محمود الحمادي, ومن حوارين أحمدمحمد الدود، توفيق السلامة، خالد خيرو النفرة، شافي خيرو النفرة، رسلان غازي السلامة، رفيق احمد السلامة، صلاح قاسم النفرة، عادل احمد السلامة، عبدو مرشد الزعبي، عطالله قاسم عجوب، عهد محمد فرعون، محمد احمد المفرج، محمدمحمود ابو سمرة، محمد عبد الرحمن فرعون، مهندسمير الدود.
ماهو سبب تدفق الجثث على القريتين وحوارين ومهين ؟ يقال على أن السلطة ارادت الانتقام من البلدات الثلاثة بسبب التقدم الذي أحرزته داعش في ريف حمص ,ويقال على ان لتسليم الجثامين مهمة نشر الرعب أي الارهاب , ومهما كان سبب هذه الخطوة الغير مباركة , فان نظرة الى قائمة الجثامين تفشي سرا مؤلما , انظروا الى اعمارهم حيث سيجد كل من رأسه عقل على أن هؤلاء قتلوا عمدا وليس بسبب الشيخوخة , وما معنى أن تقتل سلطة في دولة المساجين عمدا ؟
قائمة مأخوذة عن زمان الوصل