القول على أن داعش عقدت اتفاقيات مع السلطة الأسدية وشكلت معه حلفا هو قول يجانب الحقيقة ويتجنى عليها, أما القول على أن هناك مرحليا توافق في الأهداف , فهو قول يصيب لب الحقيقة , ففي سوريا مثلث عسكري , وفي مرحلة من المراحل شكل الجيش الحر وفصائله عدوا لكل من النظام الأسدي والتنظيم الداعشي , لذلك توجهت كتائب الأسد الى محاربة الجيش الحر بمباركة من داعش , اذ انه ولمدة سنة كاملة لم يحدث أي تماس عسكري بين التنظيم والنظام , والآن أيضا لايوجد ذلك التماس بالشكل الذي تفرضه درجة العداء بين النظام والتنظيم , لايزال النظام يأمل في يساعده التنظيم في القضاء المبرم على المعارضة وخاصة الجيش الحر ,
الرياح تسير الآن ليس كما تشتهي سفن الأسد , فالهجوم الأمريكي سوف لن يتوقف عند داعش والنصرة , انه هجوم ضد الارهاب , والغرب يعتبر الأسد مدرسة الارهاب , لذلك فان بعض الضربات الأمريكية ستتوجه الى الشبيحة والى كتائب الأسد , وسوف لن تجد استغاثات الأسد وسوف لن يصدق أي سياسي غربي مايدعيه الأسد من مقاومته للارهاب , فالأسد بنظر الغرب أرهابي بامتياز , لقد قالوها صراحة , الا ان الأسد لايفهم مايقال أو لايريد فهم مايقال له .
تدمير داعش والنصرة وتصدر الجيش الحر للمعارضة العسكرية سيعيد الثورة الى مسارها الطبيعي , لقد اغتبط الأسد بوجود داعش والنصرة , لأن داعش قدمت للأسد خدمات عظيمة , لقدشوهت الثورة اخلاقيا وقضت على العديد من فصائل الثوار عسكريا , وهل يريد الأسد أكثر ؟ .
النظام توعد من يخترق الأجواء السورية بالتدمير و ولكن في اليوم الذي ضرب الغرب معاقل داعش والنصرة في سوريا قامت اسرائيل باسقاط طائرة حربية سورية , أين هو جواب الأسد على ذلك التحرش ؟ , واذا أخطأ الأسد وتحرش بالطائرات الأمريكية فماذا سيكون الرد ؟ , ولا حاجة لتحرش الأسد بالطائرات الأمريكية , فالتحرش هو أمر يمكن اختراعه , والحروب لاتعرف أكثر من الاختراعات , فالحرب العالمية الأولى اندلعت بعد “اختراع” من هذاالقبيل , والحرب العالمية الثانية أيضا , كذلك حرب كوريا حيث قصفت وكالة الاستخبارات الأمريكية السفن الأمريكية وادعت على ان من قام بذلك هم الأعداء .
ننتظر الرد الروسي وننتظر الرد الايراني على القصف , ردودهم كردود الأسد على تحرشات اسرائيل ..في الوقت المناسب والشكل المناسب ,وروحاني قال ان عمل الغرب غير شرعي , وبوتين قال مايشبه ذلك , هل يمكن لهذا “الشجب” أن ينقذ الأسد , أين هي طائراتهم وبوارجهم وقنابلهم وصواريخهم ؟ يتمرجلون على الشعب السوري , أما مايخص أمريكا فهم بمنتهى الوداعة والرقة .
انتهت مرحلة الوفاق بين النظام والتنظيم , والآن جاء دور الفراق ووضع النقاط على الحروف , من يظن على أن الغرب سوف لن يستغل المناسبة الحالية للقضاء على الأسد عليه بالانتظار ومراقبة الأحداث , الغرب يعرف تماما على أنه من السهل جدا تحجيم داعش عسكريا , الا أنه من العسير انهاء وجود الارهاب الداعشي دون انهاء وجود الارهاب المسبب للارهاب الداعشي و فداعش لم تسقط من السماء وانما ولدت من رحم الأسدية , اذ لايمكن لنظام ارهابي الا انتاج الارهاب .