من الوفاق الى الفراق ..بين أبو بكر وبشار !

بقلم :عبدو قطريب

القول  على أن داعش  عقدت  اتفاقيات مع السلطة الأسدية   وشكلت معه حلفا   هو قول يجانب  الحقيقة  ويتجنى عليها, أما القول على  أن  هناك مرحليا توافق في  الأهداف  , فهو قول يصيب لب الحقيقة , ففي سوريا مثلث عسكري  , وفي مرحلة من المراحل شكل الجيش الحر  وفصائله  عدوا لكل من النظام الأسدي والتنظيم الداعشي  , لذلك   توجهت كتائب الأسد الى محاربة الجيش الحر  بمباركة من  داعش , اذ انه ولمدة سنة كاملة لم يحدث أي تماس عسكري بين التنظيم والنظام  , والآن أيضا  لايوجد ذلك التماس  بالشكل الذي تفرضه درجة العداء بين النظام والتنظيم , لايزال النظام   يأمل في يساعده التنظيم في القضاء المبرم على المعارضة وخاصة الجيش الحر ,

الرياح تسير الآن ليس كما تشتهي سفن الأسد  , فالهجوم الأمريكي  سوف لن يتوقف عند داعش والنصرة  , انه هجوم ضد الارهاب  , والغرب  يعتبر الأسد  مدرسة الارهاب , لذلك  فان  بعض الضربات   الأمريكية  ستتوجه الى الشبيحة  والى كتائب الأسد  , وسوف لن تجد  استغاثات  الأسد   وسوف  لن يصدق أي سياسي غربي  مايدعيه الأسد من  مقاومته للارهاب , فالأسد بنظر الغرب  أرهابي بامتياز  , لقد قالوها صراحة  , الا ان الأسد لايفهم  مايقال  أو لايريد فهم مايقال له  . 

تدمير داعش والنصرة  وتصدر الجيش الحر  للمعارضة العسكرية  سيعيد الثورة الى مسارها  الطبيعي , لقد   اغتبط الأسد  بوجود داعش  والنصرة , لأن داعش قدمت للأسد خدمات عظيمة  , لقدشوهت الثورة  اخلاقيا  وقضت على  العديد من فصائل الثوار عسكريا  ,  وهل يريد الأسد  أكثر ؟ .

النظام توعد  من  يخترق الأجواء السورية   بالتدمير  و  ولكن في اليوم الذي  ضرب الغرب  معاقل داعش والنصرة  في  سوريا  قامت اسرائيل  باسقاط طائرة حربية سورية ,  أين هو جواب الأسد على ذلك التحرش ؟ , واذا أخطأ الأسد وتحرش بالطائرات الأمريكية  فماذا سيكون الرد ؟ , ولا حاجة لتحرش الأسد  بالطائرات  الأمريكية  , فالتحرش  هو أمر  يمكن اختراعه  , والحروب لاتعرف أكثر من  الاختراعات ,  فالحرب العالمية الأولى  اندلعت بعد  “اختراع” من هذاالقبيل , والحرب العالمية الثانية أيضا  , كذلك حرب كوريا    حيث قصفت وكالة الاستخبارات الأمريكية  السفن  الأمريكية وادعت على  ان من قام بذلك هم الأعداء .

ننتظر الرد الروسي  وننتظر الرد الايراني على القصف  ,  ردودهم كردود الأسد على تحرشات اسرائيل  ..في الوقت المناسب والشكل المناسب  ,وروحاني  قال  ان عمل الغرب غير شرعي  , وبوتين قال مايشبه ذلك  , هل  يمكن  لهذا “الشجب”  أن ينقذ الأسد  ,  أين هي طائراتهم  وبوارجهم  وقنابلهم  وصواريخهم ؟   يتمرجلون على الشعب السوري  , أما مايخص أمريكا فهم  بمنتهى الوداعة  والرقة .

انتهت مرحلة الوفاق بين النظام والتنظيم  , والآن جاء  دور الفراق  ووضع النقاط على الحروف  , من يظن على أن الغرب  سوف لن يستغل  المناسبة  الحالية  للقضاء على الأسد  عليه بالانتظار  ومراقبة  الأحداث , الغرب يعرف  تماما  على أنه من السهل جدا تحجيم داعش عسكريا , الا أنه  من العسير  انهاء وجود الارهاب  الداعشي  دون انهاء وجود الارهاب  المسبب للارهاب  الداعشي و فداعش لم تسقط من السماء وانما ولدت  من رحم الأسدية  , اذ لايمكن لنظام ارهابي  الا انتاج الارهاب .

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *